واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، أمس الخميس على عدم زيادة الإمدادات في أبريل إذ يترقبون تعافيا أكبر للطلب في ظل جائحة فيروس كورونا. وزادت أسعار الخام بعد الإعلان وهي مرتفعة 33 بالمئة منذ بداية العام.
وقفزت أسعار النفط بأكثر من اثنين بالمئة اليوم الجمعة، لتبلغ أعلى مستوياتها في قرابة 14 شهرا على خلفية هذا القرار.
وقال دارمندرا برادان وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي لـ"رويترز" "كإحدى كبار الدول المستهلكة للخام، فإن الهند تشعر بالقلق من أن مثل تلك التحركات من جانب الدول المنتجة لديها القدرة على تقويض التعافي الذي يقوده الاستهلاك وإلحاق الضرر بالمستهلكين بشكل أكبر، على الأخص في سوقنا الشديدة التأثر بالسعر".
وحثت الهند، التي تضررت بشدة جراء ارتفاع أسعار النفط، المنتجين على تخفيف تخفيضات الإنتاج ومساعدة الاقتصاد العالمي على التعافي من جائحة فيروس كورونا.
وقال برادان "أحزننا قرار أوبك+. ليس نبأ جيدا للهند والصين واليابان وكوريا ودول مستهلكة أخرى".
ويشكل صعود أسعار النفط تحديات مالية للهند، حيث لامست أسعار البيع بالتجزئة للوقود الخاضعة لضرائب كبيرة في الآونة الأخيرة مستويات مرتفعة قياسية، مما يهدد التعافي المدفوع بالطلب.
وتستورد الهند، ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، نحو 84 بالمئة من احتياجاتها النفطية، وتعتمد على إمدادات الشرق الأوسطية لتلبية نحو ثلاثة أخماس الطلب.
وأضاف برادان "لا نزال نناشد منتجي النفط إيجاد بديل. الانصراف عنا (كدول مستهلكة للنفط) ليس في مصلحة أي من الطرفين. ارتفاع أسعار النفط قد يعود بالنفع على مجموعة من الدول المنتجة، لكن إذا انصرفت عن مستهلكين، قد يؤدي ذلك إلى البحث عن بدائل".
وردا على طلبات الهند المتكررة بزيادة الإنتاج، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أمس الخميس إنه يتعين على الهند بدء استخدام النفط الذي اشترته بسعر زهيد خلال انهيار الأسعار العام الماضي.
لكنه قال "سنواصل العمل مع بعضنا البعض، نشاركهم (الهند) وجهة نظرهم في أن تجنب التقلب (في الأسعار) سيساعد كل من المنتجين والمستهلكين".
رغد دحام