وقال صفوان قصي في برنامج {غير المعلن} بثته قناة الفرات الفضائية مساء اليوم :"ليس العراق في ازمة غذاء بل كل دول العالم التي تأثرت في تداعيات الأزمة الاوكرانية وارتفاع الاسعار فوق معدلها الطبيعي وكذلك ارتفاع أسعار الطاقة يعود بالسلب على عملية الاستيراد".
ودعا "الحكومة الى زيادة تخصيصات ورواتب الدرجات الوظيفية الدنيا ودعم مفردات البطاقة التموينية".
وبين قصي ان "ارتفاع الأسعار أمر طبيعي لاسيما المواد الخام من السكر والأرز والزيت وكذلك أجور النقل بشكل مضاعف وهذه تنعكس سلباً على الأسواق لكن وزارة التجارة لم تنهض بمواردها واعتمدت في تأمينها على وزارة المالية فقط وهذا خلل في عمل الأولى".
وأشار الى ان "القطاع الخاص الوطني لن يسمح بان يكون العراقيين في المنطقة السوداء ونحن الآن بالمنطقة الرمادية ولكن استمرار الأزمة فانها قد تتعمق اذا لم تدرك الحكومة الأمور".
وأوضح ان "هناك 10 ملايين تحت خط الفقر في العراق وهم مهددون في قوت يومهم ونخشى ان تكون هناك مجاعة وتكون الردود عشوائية".
وطالب "الحكومة بشراء زيت الطعام بالاسعار العالمية وبيعها بالاسعار المدعومة لامتصاص الأزمة وكذلك عليها دعم الطبقات الفقيرة حكومياً" منوها الى ان "العراق يمتلك علاقات جيدة مع دول المنطقة يجب استثمارها لتأمين المواد الغذائية ويمكن للحكومة التعاقد مع مجهزيين ومسوقين عالمين".
وتابع قصي "يجب الإنتقال من التعاقد الفوري الى الطويل الآجل لتأمين المواد الغذائية لشهور وربما سنوات وهذا لا ينحصر فقط بوزارة التجارة بل كل القطاعات المسؤولة عن الأمن الغذائي".
وبين ان "البطاقة التموينية تكلف العراق 180 مليون دولار شهريا ويمكن دعم المستفيدين ببطاقات مالية تشتريها وزارة التجارة نقداً منهم وصاحب البطاقة التموينية تعطى له بطاقات نقدية يستطيع بها شراء ما يحتاجه من الأسواق او منافذ رسمية وبهذا نضمن شراء المنتج المحلي".
وأوضح الخبير الاقتصادي ان "خمسة أفراد تكفيهم 100 دولار شهرياً من المواد الغذائية فهي تذهب الى الانتاج المحلي وينشط هذا القطاع بعيداً عن الاستيراد".
يشار الى ان الأسواق المحلية، شهدت اليوم الأحد قفزة بأسعار زيت الطعان والطحين حيث ارتفعت القنينة الواحدة من الزيت الى 4 الآف دينار وكيس الطحين الى 50 ألف دينار ما ألقى بظلاله على القدرة الشرائية للمواطنين.
وترأس رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، اليوم الأحد، اجتماعاً طارئاً خصص لمناقشة الأمن الغذائي في البلاد وارتفاع الأسعار وناقش الاجتماع ضمان تحقيق الأمن الغذائي وجهوزية الوزارات؛ لتحقيق ذلك في ظل أزمة الحرب الروسية - الأوكرانية.
ووجه الكاظمي بأهمية تأمين الخزين الاستراتيجي للمواد الغذائية الأساسية، وتذليل العقبات التي تواجهها.
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة محمد حنون في تصريح صحفي متلفز مساء اليوم :"ان السبب الرئيس لارتفاع الأسعار بسبب الحرب الروسية – الاوكرانية، والعقوبات الدولية المفروضة على روسيا وتوقف المعامل في اوكرانيا ومخاوف العالم من ان تكون الأزمة طويلة فقامت دول برفع الأسعار للمواد الغذائية وبالتالي انعكست على الدول المستهلكة كالعراق".
وأشار الى ان "تصاعد أسعار الزيت والحبوب بسبب زيادة الاستهلاك وقلة في الانتاج والتصحر الذي تسبب بتراجع زراعة المواد الأولية".