المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام .. للاشتراك اضغط هنا
وأكدت الصحيفة الأميركية أن الجماعة سعت في الأشهر الأخيرة لتقديم نفسها على أنها جهة فاعلة مسؤولة أمام القوى الإقليمية والغرب.
وأشارت إلى أن بعض أكثر العقوبات عنفًا، مثل عقوبة قطع يد السارق، يتم استخدامها بشكل أقل مما كانت عليه في تسعينيات القرن الماضي.
خلال الأيام الأخيرة، زار كمال الدين صالون حلاقة لتهذيب لحيته وشاربه. لكن صاحب المحل رفض ذلك خوفًا من إثارة غضب طالبان.
وذكر كمال الدين أنه تم القبض على والده وشقيقه الشهر الماضي باستخدام الهواتف الذكية في منطقتهم في أرغستان، وهي منطقة تحكمها الحركة فعليًا.
ولفت إلى أن عناصر الجماعة صادروا الأجهزة التي يمكن استخدامها في تشغيل الموسيقى والفيديو، وأجبروا الرجال على ابتلاع شرائح الهاتف.
وأضاف: "إذا عادت طالبان، سوف يجلبون الظلام".
وتشير روايات كمال الدين وآخرين ممن يعيشون في ظل حكم طالبان إلى أن إدارة الجماعة قاسية كما كانت دائمًا.
ولا تزال طالبان تحظر الموسيقى وتجبر الرجال على إطلاق اللحى وتحد من تعليم الفتيات وتمنع النساء من مغادرة المنزل دون قريب ذكر أو البرقع.
ويقول سكان المناطق التي يسيطرون عليها إن الضرب والإعدام للمتهمين بارتكاب جرائم، مع عرض جثث الجناة كتحذيرات، ما زالت شائعة.
في إحدى الحالات، تم شنق الرجال المتهمين بالاختطاف علنًا وإطلاق النار عليهم وتركوا ليراها الجميع، وملابسهم ملطخة بالدماء.
من جانبهم، يقول قادة طالبان، الذين تفاوضوا العام الماضي على اتفاقية الانسحاب مع دبلوماسيين أميركيين في الدوحة، إنهم يريدون تشكيل حكومة شاملة لن تهدد أي شخص، وستمنع الجماعات الإرهابية من العمل على الأراضي الأفغانية.
وأضاف المرشد الأعلى لطالبان، الملا هيبة الله أخوندزاده، في رسالته بمناسبة العيد في مايو آيار: "الإمارة الإسلامية تسعى إلى إقامة علاقات ودية وإيجابية على أساس الاحترام المتبادل وحسن السلوك مع جميع دول الجوار والإقليم والعالم".
وتعتمد درجة تأثير طالبان على المستقبل السياسي لأفغانستان إلى حد كبير على نتيجة محادثات السلام الحالية مع الحكومة الأفغانية، المقرر استئنافها هذا الأسبوع، وإذا انهارت هذه المحادثات، فقد تنجر البلاد إلى مزيد من العنف أو الحرب الأهلية.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنه مع رحيل القوات الأميركية، من المرجح أن تستغل طالبان الفراغ الأمني، إما من خلال القوة العسكرية أو اتفاقية سلام من شأنها أن تمنحهم مزيدًا من النفوذ السياسي في البلاد.
وقال شادي حميد، الخبير في الإسلام السياسي في معهد بروكينغز: "الحركات الإسلامية السائدة التي قررت المشاركة في العمليات الديمقراطية ليس لديها الكثير لتظهره".
ويرى حميد أن طالبان لا تزال قادرة على فرض النظام، مهما كانت وحشية، في جزء كبير من أفغانستان في التسعينيات مصدر قوتها في المناطق الريفية حيث تشترك أجزاء من السكان في الكثير من قيمها.
عمار المسعودي