عالمياً.. ارتفاع غير مسبوق للذهب

صعد سعر الذهب الفوري نحو 2994 دولاراً للأونصة، متجاوزاً القمة السابقة التي تم تحقيقها يوم الخميس. وتقدم المعدن النفيس بنسبة 2.6% هذا الأسبوع، مما يضعه على المسار الصحيح لتحقيق أكبر مكسب له منذ نوفمبر. 

أما العقود المستقبلية في نيويورك، التي تُتداول بعلاوة على الأسعار الفورية، فتجاوزت بسهولة سعر 3000 دولار للأونصة.

يأتي الارتفاع الأخير في أسعار المعدن الأصفر بعد صدور بيانات أميركية أظهرت ركود التضخم في سوق الجملة في فبراير، نتيجة انخفاض حاد في هوامش التجارة.

هذه الأرقام عززت التوقعات بتبني سياسات نقدية أكثر مرونة، حيث يسعى المسؤولون الأميركيون إلى الحد من الضغوط التضخمية المستمرة. عادةً ما تؤدي تكاليف الاقتراض المنخفضة إلى تعزيز أسعار الذهب، نظراً لعدم تقديمه أي عوائد فائدة.

في أماكن أخرى، وصلت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 و30 عاماً إلى أعلى مستوياتها لهذا الشهر، حيث تدفق المستثمرون على السندات الحكومية الأميركية، في ظل تراجع التوقعات بشأن النمو الاقتصادي في البلاد، مما أثر سلباً على أداء الأسهم.

حصل الذهب على دفعة إضافية من انخفاض العوائد وزيادة الطلب على الملاذات الآمنة، بعد أن تراجع مؤشر "إس آند بي 500" يوم الخميس بنسبة 10% لأول مرة منذ عامين تقريباً، مما أدى إلى خسائر سوقية تقارب 5 تريليونات دولار منذ ذروة فبراير شباط.

تدهورت ثقة المستثمرين أكثر يوم الخميس بعدما هدد ترمب بفرض تعرفة جمركية بنسبة 200% على النبيذ الأوروبي، والشمبانيا، والمشروبات الكحولية الأخرى.

كما أكد أنه لن يلغي الرسوم المفروضة على الصلب والألمنيوم التي دخلت حيز التنفيذ هذا الأسبوع، ولن يتراجع عن خططه لفرض تعريفات جمركية انتقامية واسعة النطاق على الشركاء التجاريين العالميين، والتي ستبدأ اعتباراً من 2 أبريل.

تزداد ثقة البنوك بأن سياسات ترمب التجارية المربكة، إلى جانب مخاوف اقتصادية أخرى، ستؤدي إلى مزيد من المكاسب للذهب.

هذا الأسبوع، توقعت "ماكواري غروب" (Macquarie Group) ارتفاع الذهب إلى 3,500 دولار للأونصة خلال الربع الثاني، بينما رفعت "بي إن بي باريباس" (BNP Paribas) توقعاتها لمتوسط الأسعار إلى مستويات تتجاوز 3,000 دولار.

تم تداول الذهب الفوري عند 2983.50 دولاراً للأونصة في تمام الساعة 2:19 مساءً بتوقيت سنغافورة، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 14% منذ بداية العام.

وفي المقابل، كان مؤشر بلومبرغ لقوة الدولار مستقراً دون تغيير، فيما تراجع سعر الفضة بشكل طفيف بعد اقترابه من 34 دولاراً للأونصة، بينما ارتفع كل من البلاتين والبلاديوم.