فقد لجأ الأطباء إلى بتر رجل الممثل (41 عاما) اليمنى، بعدما أمضى 18 يوما في قسم الإنعاش يعاني من وضع خطر جراء مرض كوفيد-19.
وقد يؤدي تشكل الجلطات الدموية إلى خنق عمل الأعضاء الأخرى. وعندما يتجلط الدم في الرجل يمكن للجلطة أن تنتقل صعودا إلى الرئتين وسد الشريان ووقف عملهما وإصابة المريض بجلطة رئوية، ويمكن عندما تضرب القلب أن تصيب المريض بأزمة قلبية وبجلطة دماغية إن ضربت الدماغ.
وقد سجلت كل هذه السيناريوهات لدى مرضى كوفيد-19 لم يكونوا يعانون من أي عامل خطر قبل إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
وتؤكد شاري بروسنان طبيبة الإنعاش المتخصصة بالرئتين في مستشفى لانغون في نيويورك لوكالة فرانس برس، أن هذه الحالات لا تزال نادرة. إلا أن عدد حالات تجلط الدم الذي يصعد عبر الأوعية تضاعف خلال الجائحة لدى مرضى قسمها الذين هم في وضع حرج.
وشكل العمر الشاب لبعض المرضى عنصر مفاجأة.
وتقول شاري بروسنان، إن لديها في قسم الإنعاش رجلين أربعينيين قد يفقد أحدهما يده والثاني رجليه ويديه.
وتوضح "قد تصاب الأصابع أحيانا بغرغرينا".
عندما يصاب المريض عادة بجلطات دموية، يعطى عقاقير مثل "إيبارين" إلا أنها غير مفيدة دائما وتؤدي أحيانا إلى نزيف داخلي كما حصل مع نيك كورديرو على ما أبلغت زوجته معجبيه عبر "إنستغرام".
وتفيد الطبيبة، أن هذا "التخثر لا يشبه التخثر الاعتيادي".
وتوضح "الكثير منهم يصاب بجلطات صغيرة جدا حتى في الأوعية الشعرية"، وهي أصغر الأوعية الدموية في الجسم. ويستحيل عندها إجراء عملية خلافا للجلطات الكبيرة في الرئتين أو الدماغ. ويكون عندها في غالب الحيان البتر هو الحل الوحيد الممكن.
مفتاح أو أكثر ؟
في مستشفى المحاربين السابقين في نيويورك، تقول طبيبة الإنعاش سيسيليا ميرانت-بورد التي تمارس المهنة منذ 25 عاما، إن غالبية المرضى في قسمها يعالجون بمضادات التخثر أو أدوية أقوى تقضي على الجلطات الدموية.
وتوضح لوكالة فرانس برس، أنها رصدت الكثير من الجلطات الصغيرة جدا في الرئتين الأمر الذي يسمح بالإضاءة على لغز آخر لكوفيد-19 وهو الفعالية المحدودة أحيانا لأجهزة التنفس الاصطناعي، والجواب هو أن الدم لا يسري كما يجب في الرئتين بسبب الجلطات الدموية، وينطلق مجددا إلى أنحاء الجسم الأخرى دون أن يحمل كمية كافية من الأكسجين. ولا يمكن لجهاز التنفس أن يفعل أي شيء في هذه الحالة.
في الصين ومن ثم أوروبا والآن في الولايات المتحدة، يستخلص الأطباء العبر من الحالات الي تردهم ويحاولون توثيق مشاهداتهم.
ويقول بيهنود بيديلي الخبير في الطلب الداخلي في مركز كولومبيا الطبي الجامعي لوكالة فرانس برس، "لقد رأيت مئات حالات الجلطات الدموية في مسيرتي، لكني لم أر يوما هذا العدد من الحالات غير الطبيعية.
وهو شارك في بحث دولي ضم 36 خبيرا، نشروا قبل فترة قصيرة توصياتهم في مجلة "جورنال أوف ذي اميريكن كوليدج اوف كارديولوجي".
إلا أن الغموض لا يزال يحيط بسبب التخثر.
قد يكون ذلك عائدا إلى السوابق القلبية-الوعائية أو الرئوية عند الكثير من المرضى، على ما يقول الطبيب. وربما يكون تجلط الدم عائدا أيضا إلى الالتهاب القوي المرافق للمرض.
ويؤكد بيكديلي "كل مرض حاد بحد ذاته قد يعرض المريض للإصابة بجلطات دموية".
وثمة فرضية أخيرة تشير إلى أن الفيروس المستجد، قد يكون له أثر مباشر على تخثر الدم. لكن ما من أثبات على ذلك حتى الآن.
ولا تستغرب شاري بروسنان هذا الأمر كثيرا.
وتوضح الطبيبة "الفيروس تتسبب بأمور غريبة في كثير من الأحيان"، مشيرة إلى أن فيروس الوحيدات العدائية ربط باللوكيميا أو فيروس الورم الحليمي البشري بسرطان عنق الرحم. وتؤكد "نحن بدأنا الآن باكتشاف الأمور الغريبة التي ينتجها هذا الفيروس".
وقد يبدو تنوع مضاعفات كوفيد-19 محيرا، إلا أن البحث حول آلية أو آليات عميقة له لم تبدأ سوى منذ أربعة أشهر.
وتقول شاري بروسنان "قد يكون كل شيء ناتجا عن أمر وحيد وأن ثمة حلا وحيدا لها". انتهى
محمد المرسومي