• Friday 22 November 2024
  • 2024/11/22 17:33:16

{دولية: الفرات نيوز} في عالم وسائل التواصل الاجتماعي المبهر، حيث الأجسام المثالية بشكل اصطناعي، والتقنيات التي تدفع المؤثرين في صنع جمال زائف والترويج لمنتجات بشكل مضلل، ينجح وسم "فيلتردروب" (#filterdrop) بعد محاولات حثيثة في الوصول لهدفه بالمنع القانوني للمؤثرين وأصحاب العلامات التجارية لاستخدام "فلاتر" التجميل.

واعتبرت هيئة "إيه إس إيه" (ASA) البريطانية للرقابة على الإعلانات أن "الفلاتر" المستخدمة لتحسين الصورة خيال خادع وتضليل تجاري مباشر ومخل بمعايير الإعلان. وأصدرت قرارا رسميا بالتعاون مع إنستغرام بمنع المؤثرين من استخدام "الفلاتر" في الترويج لأي منتج تجاري.

تأتي هذه النتائج بعد سنوات من مكافحة المؤثرين أنفسهم وخبراء نفسيين بضرورة التصدي لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الحالة النفسية للفتيات، خاصة المراهقات.

وتمكن عدد من فناني الماكياج والمؤثرين الرائدين من الحصول على تحذير من هيأة الرقابة على الاعلانت في بريطانيا يجبر المؤثرات على عدم الاستخدام المفرط "للفلاتر"، لا سيما الأغراض التجارية، ووضعت عدة قيود على استخدام "الفلاتر" للحسابات التي تروج لعلامات تجارية لها علاقة بالتغيير.

ويستخدم العديد من المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي "الفلاتر" التي تمنح البشرة نقاء خياليا، فإن لم يحقق هذا المنتج بشكل طبيعي فلا يجوز عرضه عبر تقنية ما، ويعتبر الإعلان غشا تجاريا.

وبموجب القانون، تفرض رقابة رسمية على إعلانات اثنين من العلامات التجارية لمنتجات الماكياج اتهمتهم وسائل التواصل الاجتماعي بالمبالغة في استخدام "الفلاتر"، مما أسهم في خداع المستهلكات.

ناشطة وراء الحملة

بدأت الحملة بدعوى من ساشا بالاري، وهي إحدى المؤثرات في عالم إنستغرام، بعدما تواصلت مع الجهات المختصة في أغسطس/آب الماضي، وأرسلت العديد من أدلة التضليل التي يستخدمها المؤثرون للترويج لمنتجات التجميل، والتي تجعل المؤثرات يضعن "فلاتر" تضيف إليهم لون سمرة غير طبيعي أو تعطي نقاء بشرة جراء "الفلتر"، بزعم أن المنتج المعلن عنه قادر على تحقيق هذه النتائج.

وتفاعل المتابعون مع حملة بالاري، ونشروا صورهم قبل وبعد استخدام الفلاتر، للوصول إلى نتائج غير واقعية.

وأوضحت بالاري أنها تتلقى يوميا رسائل من نساء يواجهن صعوبة في الوصول إلى صورة تتناسب مع الصور التي تظهرها المؤثرات، وبدأت حملة تشجع فيها النساء على عدم الاعتماد على "الفلاتر" في نشر الصور، في محاولة لتقبل الوجه الطبيعي.

هناك ارتباط وثيق بين زيادة مدد استخدام مواقع التواصل والإصابة باضطرابات الطعام والاكتئاب (مواقع التواصل)

تستجيب المبادرة أيضا لوضع معالجة الصور بواسطة برامج مثل فوتوشوب لتصدر صورة جسم مختلفة عن الحقيقة، وتحاول أن تنشر الأثر السلبي الذي تنشره مثل تلك الخدع على المتابعين.

ويعزي الخبراء ذلك السبب إلى فرض نموذج مثالي للجمال بمعايير ثابتة، مما يؤدي إلى عدم الرضا الدائم عن الملامح والجسم.

ولا يشمل الأمر المراهقات فحسب، بل حتى السيدات والشابات يعانين أيضا، فقد أجريت دراسة في جامعة فلوريدا بشأن استخدام 960 امرأة لوسائل التواصل الاجتماعي لمدة 20 دقيقة فأكثر، وكشفت الدراسة عن ارتباط وثيق بين زيادة مدد استخدام مواقع التواصل مع الإصابة باضطرابات الطعام والإصابة بمخاوف مرضية حول الوزن والشكل.

الأطفال في دائرة الخطر

وتشير الأبحاث إلى أنه حتى الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم 3 سنوات يمكن أن تصبح لديهم مشكلات مع صورة الجسد، لا سيما أن الآباء يلعبون دورا حاسما في مساعدة الأطفال على بناء صورة إيجابية للجسم واحترام الذات.

ويجب الوضع بعين الاعتبار أن الفتيان يعانون أيضا من ذلك، حيث أشارت دراسة إلى أن الفتيان الذين يعانون من النحافة أكثر عرضة للاكتئاب من الفتيات اللائي يعانين من زيادة الوزن.

وللهروب من صورة الجسد "المثالية" التي يتم الترويج لها في وسائل الإعلام اليوم (على التلفزيون والمجلات والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي)، فقد وضعت العديد من المؤسسات ما يعرف باسم محو الأمية الإعلامية، وهي تساعد في العديد من الأحيان على تخطي الشعور السيئ نحو صورة الجسد.

ولا يجب أن يكون تأثير وسائل التواصل الاجتماعي سلبيا طوال الوقت، ولكن عبر الاعتراف بمساوئها والمناقشة حولها يمكن توجيه الأبناء والفتيات نحو تسخيرها لكونها ملهمة وإيجابية.

اخبار ذات الصلة