المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام .. للاشتراك اضغط هنا
وقال السيد الحكيم، خلال ندوة مؤسسة الحكيم في مقر منظمة اليونسكو في باريس، إن :"موضوع التربية والتعليم يقف في مقدمة الملفات ذات الأهمية القصوى لجميع بلدان العالم وخاصة تلك الدول التي تعمل على نهضة شعوبها للإلتحاق بالركب العالمي المتقدم والحضارة البشرية العظيمة ، القائمة على ركائز العلوم والمعارف ، وسيادة العدالة والقانون والحقوق ومبادئ الحرية الأساسية ، وإحترام التنوع والتعدد الإنسانيين".
واضاف "لا شك بأننا في العراق شعبا وحكومة ومنظمات ، تواقون لتطوير قطاعاتنا التربوية والتعليمية والثقافية كافة ، تعزيزاً لتاريخنا التليد الذي سجل أولى محاولات الكتابة البشرية في وادي الرافدين فكانت أولى المدارس و الجامعات والمعاهد الإنسانية والمختبرات العلمية على امتداد حضارات بلادنا المتعاقبة ، ومازال وريدها ينبض في وجدان عراقنا الديمقراطي المتطلع الى النهوض أبداً".
وبين السيد الحكيم، إن "رأسمال الدول الحقيقي لاينحصر بالثروات والإمكانيات الطبيعية و المالية فحسب بل (الإنسان ) هو المحطة الاولى في سلم الأولويات ويجب أن يحظى بأعلى درجات الرعاية والإهتمام والتمكين ، ولذا إنصبت جهودنا الأساسية في الدفاع عن حقوق الأسرة والطفولة والمرأة عبر مئات المؤتمرات والندوات والنشاطات المحلية والدولية العلمية والإجتماعية ، لترسيخ هذا المبدأ وإشاعة ثقافة ( الإنسان أولا) ، كركيزة أساسية في تطوير كل ما يمت إليه بصلة ، وفي المقدمة من ذلك تأتي التربية والتعليم والتنشئة والتمكين".
وتابع السيد الحكيم "نأمل أن نرى مع تشكيل الحكومة الجديدة والإستقرار النسبي الحاصل جراء التداول السلمي للسلطة قفزات كبيرة في قطاعي التربية والتعليم بوصفها مساحة هامة لبناء الإنسان و الوطن معا في بلادنا".
فيما يلي نص كلمة السيد الحكيم حول التعليم الأساسي في العراق:-
-أحييكم أجمل تحية وأتقدم بالشكر والتقدير لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة ( يونسكو) وفريق إدارتها على إتاحة هذه الفرصة الثمينة في إقامة ندوات تخصصية عالمية تهم شؤون الدول الأعضاء والمنظمات الدولية في المجالات ذات العلاقة بعملها ، ونشدد على أهمية الإستمرار في هذا التعاون لإثراء وتطوير العمل الأممي المشترك على الأصعدة والمستويات كافة.
-إن موضوع التربية والتعليم يقف في مقدمة الملفات ذات الأهمية القصوى لجميع بلدان العالم وخاصة تلك الدول التي تعمل على نهضة شعوبها للإلتحاق بالركب العالمي المتقدم والحضارة البشرية العظيمة ، القائمة على ركائز العلوم والمعارف ، وسيادة العدالة والقانون والحقوق ومبادئ الحرية الأساسية ، وإحترام التنوع والتعدد الإنسانيين.
-لا شك بأننا في العراق شعبا وحكومة ومنظمات ، تواقون لتطوير قطاعاتنا التربوية والتعليمية والثقافية كافة ، تعزيزاً لتاريخنا التليد الذي سجل أولى محاولات الكتابة البشرية في وادي الرافدين فكانت أولى المدارس و الجامعات والمعاهد الإنسانية والمختبرات العلمية على امتداد حضارات بلادنا المتعاقبة ، ومازال وريدها ينبض في وجدان عراقنا الديمقراطي المتطلع الى النهوض أبداً.
- وهنا بودنا أن نتقدم باستعراض جملة من المبادئ التي نؤمن بها في (مؤسسة الحكيم) ونعمل على تفعيلها في العراق من جهة و من ثم تقديم رؤيتنا ومقترحاتنا تجاه الملف التربوي والتعليمي من جهة أخرى.
-تؤمن مؤسسة الحكيم بأن رأسمال الدول الحقيقي لاينحصر بالثروات والإمكانيات الطبيعية و المالية فحسب بل (الإنسان ) هو المحطة الاولى في سلم الأولويات ويجب أن يحظى بأعلى درجات الرعاية والإهتمام والتمكين ، ولذا إنصبت جهودنا الأساسية في الدفاع عن حقوق الأسرة والطفولة والمرأة عبر مئات المؤتمرات والندوات والنشاطات المحلية والدولية العلمية والإجتماعية ، لترسيخ هذا المبدأ وإشاعة ثقافة ( الإنسان أولا) ، كركيزة أساسية في تطوير كل ما يمت إليه بصلة ، وفي المقدمة من ذلك تأتي التربية والتعليم والتنشئة والتمكين.
-كما إن أي نهضة متوقعة في أي دولة من الدول بحاجة الى عقول نيرة وخلاقة قادرة على تشخيص نقاط الخلل وتقديم أفضل الحلول الممكنة ، عبر الأفكار الجديدة والقفزات الإبداعية ، وهذا الأمر بحاجة الى بيئة حاضنة ومحفزة ، ومناهج علمية محكمة ، وأساليب متطورة ، وتركيز مضاعف من الدول باتجاه تحقيق هذا الهدف السامي.
-من هنا عملت (مؤسسة الحكيم) بالشراكة مع النخب و الكفاءات الوطنية والدولية على تحفيز الدولة العراقية باتجاه رفع ميزانيات التربية والتعليم ضمن الموازنة المالية العامة للدولة ، ووقفت مع المطالبة بحقوق المعلمين والأساتذة والعمل على تطوير أداءاتهم بمختلف المستويات ،وتطوير المناهج وطرائق التدريس والبنية التحتية في عموم المحافظات العراقية.
-كما إننا نؤمن بوجوب الإنتقال السريع والآمن من التعليم التقليدي المرتكز على الاستجابة العشوائية للمعلم و الإنغماس الكامل بالترديدات والإعادة والتكرار للمواد الدراسية بإسلوب تقليدي جامد ، وإعتماد المكتوب والمنقول والمستنسخ ، الى أنساق التعليم المتقدم القائم على المشاركة والتفكير والتفكيك والتعقل بموازاة الأنشطة البدنية والإجتماعية والحقوقية ، وكذلك الإستفادة من التكنولوجيا والتطور العلمي والتجريبي والمختبري في المدارس والجامعات.
-إن هذه الأهداف والمشاريع الطموحة تصطدم بمعرقلات غير قليلة في عراقنا اليوم ، أهمها مايمكن إجماله بالآتي:
-إن عقود الحروب والنزاعات والحصار الإقتصادي في زمن النظام البائد قد تسببت في تدمير الإرادة التربوية والتعليمية وأنتجت نسباً عالية من الأمية في البلاد ، الى جانب تحديات الإرهاب الظلامي بعد عام ٢٠٠٣ الذي ركز على إستهداف وتدمير المدارس والجامعات وإغتيال الأساتذة والنخب طوال العقدين الماضيين ، مما إفرز نقصا حاداً في البنية التحتية التربوية والتعليمية في العراق.
كما إن التركيز الأكبر للدولة قد وقع على تقوية البنية الأمنية والعسكرية لمواجهة التحديات الإرهابية الوجودية ، مما تسبب في خلل واضح على مستوى التمويل اللازم لقطاع التربية والتعليم رغم كل الجهود المبذولة في هذا الاتجاه.
-من جهة أخرى فإن إنقطاع العراق لمدة طويلة عن محيطه الإقليمي و الميادين الدولية منعه من الإستفادة من الخبرات والتجارب والتطورات العالمية مما أدى الى إستمرار التعليم التقليدي في البلاد على حساب التعليم المتجدد والمتقدم.
-ولكن مع كل ما ذكر من مصاعب ومعرقلات ، كانت هناك إرادة مجتمعية واضحة لدى العراقيين بتطوير هذا القطاع ، ويمكن تلمس ذلك عبر مئات المدارس الأهلية النموذجية والمتطورة في البلاد وعشرات الجامعات الأهلية المرموقة التي يتفاعل معها وينضم لها الطلاب وتحظى بإهتمام الأهالي وإقبالهم عليها ، مما دفع بالدولة لإقتفاء أثر هذه المشاريع والعمل على بناء آلاف الأبنية المدرسية وتوفير المتطلبات التكنولوجية الحديثة في عموم البلاد ، والعمل مستمر في هذا الإتجاه.
-لانزال نشهد قصص نجاح نوعية ومتواصلة ، حصلت بجهود فردية ومجتمعية عبر المدارس الأهلية كمدارس الإمام علي (ع) و(بهلول) و(تنمية الابداع) و(التكامل) و(ماما أيسر) و(القديس توما) و(الحكمة) و(المعارف) وغيرها و هي بحاجة الى عناية ومتابعة و دعم وإسناد دائم من اليونسكو والمنظمات الأخرى لجعلها مثابات تطويرية لكافة القطاعات العامة والخاصة في البلاد ، ونأمل أن نرى مع تشكيل الحكومة الجديدة والإستقرار النسبي الحاصل جراء التداول السلمي للسلطة قفزات كبيرة في قطاعي التربية والتعليم بوصفها مساحة هامة لبناء الإنسان و الوطن معا في بلادنا.
-نجدد شكرنا و تقديرنا لليونسكو وللسفارة العراقية في باريس ولكل الأصدقاء والزملاء الذين رافقونا في هذه الندوة الهامة مع تأكيدنا الدائم على العمل من أجل تطوير بلادنا و العالم معا.