{دولية : الفرات نيوز} سلطت الصحافة التركية ، اليوم الجمعة ، الضوء على الرئيس الجديد بن علي يلديريم ، وازدياد صلاحيات ارودوغان .
وتناولت صحيفة {روسيسكايا غازيتا} ترؤس أردوغان الجلسة الأولى للحكومة التركية الجديدة ، مشيرة إلى انقسام المجتمع التركي إزاء رئيس الحكومة الجديد .
جاء في مقال الصحيفة:
ترؤس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجلسة الأولى ، التي عقدتها الحكومة الجديدة في أنقرة ، أصبح مفاجأة سياسية ؛ لأن رئيس الحكومة الجديد بن علي يلديريم كان يجب أن يترأس هو الجلسة ، ما أثار النقاش في المجتمع التركي حول دور رئيس الحكومة ، وازدياد صلاحيات رئيس الدولة .
وعلقت صحيفة {حريت} التركية على هذا الأمر بالقول أن " هذا أول تأكيد على أن دور يلديريم كرئيس للحكومة لن يكون كبيرا ، ذلك على الرغم من أنه أعلن أن حكومته ستركز اهتمامها على زيادة عدد الأصدقاء ، وتقليص عدد الأعداء " .
والموقف في تركيا من رئيس الحكومة الجديدة متضارب جدا ، فبعضهم يشير إلى أن يلديريم هو قبل كل شيء صنيعة أردوغان ، وهذا يعني أن يلديريم سيدعمه حتى في مسائل حساسة لتركيا ، مثل قضايا إصلاح الدستور باتجاه تعزيز دور رئيس الدولة ، والقضية الكردية ، والرقابة على حرية التعبير .
والبعض آخر يعترف بأنه تكنوقراطي ذو خبرة كبيرة ، وأنه سيعمل على ازدهار اقتصاد البلاد .
وكثيرون يبدون إعجابهم برئيس الوزراء ذي الستين عاما ، الذي تحول بفضل كده وعناده من ابن مزارع إلى أحد ساسة البلاد البارزين .
فيلديريم ولد في عائلة مزارع تركي كثيرة الأولاد ، لم تكن تهتم بالسياسة ، وكان في شبابه يساعد والده في عمله ، وفي الوقت نفسه لم يتخل قط عن دراسته ، وبعد إنهائه الدراسة في الجامعة التقنية للعلوم البحرية عمل بنجاح في تنظيم النقل بالعبارات في اسطنبول ، حيث تم لقاؤه مع أردوغان الذي كان حينها عمدة المدينة ، والذي شكل نقطة تحول في مصير يلديريم ، المشهور الآن بأنه من أنصار الرئيس الحالي المخلصين ، وهذا ليس غريبا ، فالسياسيان تربطهما 15 عاما من الصداقة ، وهما كانا من مؤسسي {حزب العدالة والتنمية} الحاكم في تركيا منذ عام 2002 .
غير أن يلديريم لم ينجُ من فضائح الفساد ، ففي عام 2013 برزت شكوك بضلوعه في مخططات فساد ، حينها قامت الشرطة بحملات تفتيش منازل مسؤولين كبار في تركيا خلال التحقيق بقضية سوء استخدام المال العام ، حيث كان يلديريم على رأس القائمة ، ولكن التحقيق لم يأخذ مجراه الطبيعي ، وأُغلقت القضية بعد إجراء تعديل وزاري .
بيد أن تصريحات يلديريم تثير القيل والقال ، فمثلا اتُهم بدعم مسألة الفصل بين الجنسين ، وانتهاك حقوق المرأة ، حين قال إن " الشبان والفتيات الذين يجلسون جنبا إلى جنب في حديقة الجامعة ، يسلكون طريقا خاطئة " ، كما أنه دعم تشديد الرقابة على وسائل الإعلام .
وبعد أن عين رئيسا للوزراء بدأت الصحف تسميه {سكرتير الرئيس} ، والذي ستكون مهمته إدخال تعديلات على دستور البلاد لمصلحة أردوغان ، وويلديريم نفسه لا يخفي أن الأولوية في مهماته ستكون للتحول إلى النظام الرئاسي ، وهذا ما صرح به خلال حملة الانتخابات البرلمانية ، وأعلن أيضا أن من مهماته تطبيع العلاقات مع روسيا ، وإيران ، والاتحاد الأوروبي ، والأمم المتحدة .
وأشار كذلك إلى أن " تركيا ستسعى للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي بغض النظر عن الخلافات القائمة " .
وإضافة إلى ذلك فهو يدعم جهود المنظمة الدولية بشأن تسوية المشكلة القبرصية .
أما كم من هذه الوعود ستنفَّذ ؟... فهذا ما سيكشفه المستقبل . انتهى ح