{بغداد:الفرات نيوز} دعا السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الى تشكيل حكومة اغلبية قوى سياسية مكونة من المكونات الاساسية للشعب العراقي. وقال في كلمته التي القاها في الملتقى الثقافي الاسبوعي الذي اقيم بمكتبه في بغداد الاربعاء ان" السنوات الثلاث الماضية قد عجزت فيها القوى السياسية عن الوصول الى حكومة شراكة وطنية كاملة، مشيرا الى ان حكومة الاغلبية السياسية قد تكون المخرج للازمة السياسية لاستنادها الى شراكة مكونات يتصدى فيها فريق منسجم من تيارات سياسية عديدة تمثل المجتمع العراقي". واضاف ان" المجلس الاعلى خصوصا وتيار شهيد المحراب عموما لم يتوصل الى قرار بالمشاركة في حكومة الاغلبية في الدورة الحالية ، مؤكدا وصول الجميع الى قناعة مفادها ان الشراكة بصيغتها الحالية ما عادت خيارا ناجحا ومنتجا بل شعارات ترفع هنا وهناك ". ودعا القوى السياسية الى" الاعتراف بهذه القناعة والذهاب الى حلول أخرى، محذرا من ان البقاء في نفس الدوامة يأخذ البلد الى منزلقات ، وصفها بالخطيرة". اشار السيد عمار الحكيم الى" ان تيار شهيد المحراب من اكثر التيارات المنادية بالشراكة الوطنية ايمانا منه بتنوع الوطن، مستدركا سماحته لكن الواقع يفرض تقديم افكار جديدة وعدم الدوران في حلقة مفرغة، مشيرا الى ان الواقع السياسي يشهد تغيرا كبيرا في الوقت الراهن ولم تعد المكونات ممثلة بقوى موحدة في رؤيتها السياسية مما يمنح الفرصة الكبيرة للذهاب الى حكومة غالبية شرط تمثيل المكونات الاساسية في المجتمع بها مضيفا سماحته ان حكومة الاغلبية تسمح ايضا لقوى سياسية ناشئة من كل المكونات بان تأخذ دورها في حركة التطور السياسي للبلد". وبين ان" حل حكومة الاغلبية السياسية حل قاس ومؤلم وبعيد عن الطموح الوطني كما يرى البعض وتيار شهيد المحراب معهم لكن لابد من البحث عن حل والبحث عن حل افضل بكثير من البقاء دون حل، مؤكدا ان الوضع الحالي يعني عملية سياسية معطلة ومشلولة مع نسبة شفاء ضئيلة منذ ثلاث سنوات، مشددا على ان الكلام مع الشعب وعبارات التهدئة والمجاملات ما عادت تكفي في ظل وصول الامور الى مستويات خطيرة، متمنيا ان تكلل جهود فخامة رئيس الجمهورية بالنجاح للخروج من الازمة السياسية ويمكن ان يكون هذا الحل من الخيارات التي تطرح للمداولة في الاجتماع الوطني بين القيادات السياسية". واكد السيد الحكيم ان "حكومة الاغلبية سيتحمل فيها احد الاطراف المسؤولية الكاملة وهذا افضل من ضياعها بين الاطراف مع ضياع الشعب العراق وآماله وطموحاته وسط هذا الحرب السياسية الغير معلنة ، موضحا ان المجلس الاعلى خصوصا وتيار شهيد المحراب عموما ليس له قرار بالمشاركة في حكومة الاغلبية في الدورة الحالية مستدركا لكننا سندعمها بقوة من منطلق ايماننا بضرورة الخروج من عنق الزجاجة وأحداث نقلة نوعية في العملية السياسية المتأزمة في العراق، مؤكدا ان عدم المشاركة نابع من قناعة المجلس الاعلى الداخلية بضرورة اكمال عملية الاصلاح والبناء السياسي والتنظيمي والفكري لمؤسساته وقواعده التي تعد اولوية في الوقت الحاضر" . وبشأن قانون المنحة الجامعية اكد السيد الحكيم ان" هذا القانون الذي صادقت عليه رئاسة الجمهورية افضل فرصة لكتلة المواطن التي حملت لواء المنحة مما ادى الى اقراره والمصادقة عليه مع بداية العام الدراسي متمنيا سماحته بان لا يدخل القانون بإجراءات التعطيل والروتين المعقد متسائلا عن قيمة قانون لا يوظف باتجاه الغرض من تشريعه ؟!". ودعا "الجهات المعنية بان تلحظ حاجة الطلبة لهذا القانون مشيرا الى ان تخصيص مجلس النواب لخمسين مليارا من موازنة 2012 لتنفيذ هذا القانون كافيا لتسديد المستحقات للثلاث اشهر القادمة مشددا على ضرورة ان تكون آلية الصرف آلية سلسة كي لا تتحول المنحة الى عذاب وطوابير طويلة ترهق الطلبة داعيا الطلبة الى فتح حسابات مصرفية في البنوك العراقية لاستلام المنحة عادا هذه الاجراءات فرصة لإشاعة الثقافة المصرفية ولتعزيز مكانة البنوك وتحويل البنوك الى مصارف فعلية توفر خدمات للمواطن لا اشبه بمحلات الصيرفة". كما طالب السيد عمار الحكيم بان يكون للتعليم العالي والبحث العلمي موازنة خاصة في ميزانية عام 2013 مبينا ان موازنة 2013 ستكون اكبر من موازنة السنة الحالية . ودعا "الى التركيز في الموازنة القادمة الى الامور التي تهم المواطن مشيرا الى ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قامت بخطوات للارتقاء بالمستوى العلمي لكن التحديات مازالت كبيرة مما يجعلنا امام ضرورة تخصيص نسبة للبحث العلمي ودعم قطاع البحث العلمي من خلال زيادة البعثات الدراسية وتطوير المناهج ورفع المستوى العلمي الجامعات وإعادتها الى صدارة الترتيب على المستوى الاقليمي مشددا على ان ذلك لن يتم إلا من خلال دعم البحث والباحثين عادا البحث العلمي المقياس الاهم لتطور البلدان مطالبا كتلة المواطن في مجلس النواب بالتركيز على البحث العلمي وان لا تقتصر موازنة التعليم العالي على التشغيلية فقط ". و دعا السيد عمار الحكيم الى انشاء مكتبة في مجلس النواب العراقي يستفيد منها البرلمان وباقي المؤسسات العراقية كما في مكتبة الكونكرس التي تضم ملايين المجلدات. وبين ان " انشاء مكتبة لمجلس النواب افضل من التخصيصات الإضافية لشراء الصحف والمجلات والقرطاسية لكل نائب مشددا على ان المؤسسة التشريعية لا بد ان تحافظ على ثقة الشارع بها باعتبارها المؤسسة الأم داعيا الى اشعار الشارع بأن المؤسسة التشريعية تعمل لخدمته من خلال إقرار قوانين مهمة وهذا ما مثلته الدورة الحالية بإقرارها تلك القوانين" . وفي الشأن الدولي عد السيد عمار لحكيم اختراق طائرة مسيرة من دون طيار للأجواء الاسرائيلية برهانا على خلاف الادعاءات الاسرائيلية بأنها تمتلك جيشا لا يقهر، مشيرا الى ان اختراق طيارة مسيرة تسير ببطء اجواء اسرائيل مثل ثغرة واضحة في بنية الجيش الاسرائيلي, و استشهدا السيد الحكيم بحرب تموز بين الجيش الاسرائيلي وبين المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان، مشددا على ان هذا الاختراق يحمل رسائل امنية وسياسية لأصحاب القرار وجنرالات الحروب بان يكفوا عن اشاعة الكراهية بين شعوب المنطقة وان لا يذهبوا بعيدا بزج المنطقة في حروب تدفعها الى الأسوء". وطالب السيد الحكيم" اسرائيل بان تتخلى عن منطق التعالي على الشعوب لان ذاك الزمان قد ولى وان الشعوب العربية استعادت وقفتها، مؤكدا انه سيأتي اليوم الذي سينتصر فيه الشعب الفلسطيني".انتهى