• Monday 23 September 2024
  • 2024/09/23 04:27:33
{بغداد:الفرات نيوز} اكد السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي   ضرورة عدم الوقوف على الحياد في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد "،عاداً ذلك "خطيئة لا تغتفر". وقال في  كلمة خلال الحفل التأبيني للذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاد السيد مهدي الحكيم (قده) الذي اقيم اليوم في مكتب السيد الحكيم ان"قدر الشعب ان يتعايش مع بعضه البعض وقدر من يحكم أن يكون مستوعبا للجميع ومنفتحا عليهم كما ان الانسداد السياسي بدأ يتحول إلى انسداد اجتماعي ومناطقي والوقوف على الحياد في هذه الظروف خطيئة لا تغتفر ونحن لن نقف على الحياد لأننا اخترنا ان ننحاز إلى الوطن والمواطن". واوضح السيد الحكيم ان"هذا الكلام قد يكون مزعجا للبعض او الكل لكن لا نستطيع ان نختزل المشكلة في طرف واحد بل الجميع يتحملون المسؤولية  لانه يجب ان تمنحوا حقوق  المواطنين وليس منة من احد بل هو حق لهم وهذا ماأكدت عليه المرجعية الدينية في بيانها الاخير". وخاطب سماحته المتظاهرين في محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى بالقول  " لاتسمحوا لاحد ان يسرق  تظاهرتكم وقضيتكم ويجيرها الى قضيته ومشروعه ، وان لديكم حقوق مشروعة لكن لا تسمحوا لاحد ان يتلاعب بها ولا تندفعوا الى حيز غير الذي تريدوه وليس صحيح ان تحملوا الحكومة  جميع التعبات لانها مشكلة من قبل الجميع". وتابع السيد الحكيم انني"كلي ثقة في رجال الدين وشيوخ العشائر في تلك المحافظات من أنهم يدركون هذا جيدا ويسعون الى تعزيز اللحمة الوطنية". وناشد "الحكومة ان تكون ابا للجميع وان تحتوي الجميع وان تتعامل بعقل منفتح وصدر واسع مع الجميع وان تنظر الى أي مطلب قانوني ودستوري  على انه حق لهم وان تكون حريصة على اعطاء لكل حق حقه ونحن واثقون انها ستضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار". وبين السيد الحكيم اننا"نعيش في مرحلة حساسة من مراحل بناء عراقنا وعلينا ان نتفق على المشتركات ونناقش التقاطعات بهدوء لاننا نعمل مع شركائنا  لنجد مخارج لهذا الوضع المتازم وغير المقبول ولنعلم ان العراق ملاذنا الوحيد". وشدد على انه"يبنغي ان يكون كل طرف على استعداد للتنازل عن مواقفه المتشددة من اجل العراق وماعدا هذا فأن الوطنية تصبح كلمات منمقة لا فائدة لها لانها هي جوهر وليس قول". واكد السيد الحكيم  ان"شخصية سفير المرجعية الشهيد السيد  مهدي الحكيم(قده) اوقعت معجبيها  في التناقض ومنافسيها بالتشكيك والمتربصين بها بالوهم بينما هي امتلكت حقيقة الموقف وسلكت طريقا ميزتها عن غيرها وحولتها الى حركة متجددة "موضحا انها"شخصية واعية  ومثابرة لم يوقفها شيء من الارهصات الا تلك الرصاصات الغادرة لتنتهي مسيرتها باشرف نهاية  حيث عندما يسقط المرء شهيدا في سبيل ماعمل من اجله وهو رضا الله وخدمة عباده فانه نال مايريد". وتابع انه"عندما نتحدث عن  الشهيد السيد مهدي الحكيم نستذكر الخطوات المهمة في مشروعه وحياته العامر بالجهد والجهاد فالكبار وحدهم لا يخشون الخطوات الكبيرة وكان الشهيد كبيرا  في فهم المرحلة والمسؤولية الملقاة عليه ويؤمن ان الافكار يجب ان لاتبقى حبيسة حامليها والتواصل اساس النجاح في العمل الاسلامي". واوضح السيد الحكيم ان ذلك"لم يأت من فراغ او محض صدفة بل نابع من اسس عميقة في شخصيته وفكره منذ حظي بالرعاية الابوية من ابيه السيد محسن الحكيم واساتذته الكبار وفي مقدمتهم الشيخ حسين الحلي والامام الخوئي وصولا الى رفيقه الشهيد محمد باقر الصدر  فتشكلت عندئذ رؤية الحركة الاسلامية في فكره". واشار الى ان"عام 1964 شهد تطورا في حياة سفير المرجعية عندما اوفده الامام محسن الحكيم (قدس) مبعوثا الى بغداد في حركة نوعية تقوم بها المرجعية لترسيخ التواصل المرجعي مع الناس والتمثيل المرجعي في عاصمة القرار السياسي". وبين الحكيم ان"سفير المرجعية بدأ عندها بالتحرك بمثابرة عالية ويتواصل مع مختلف مناطق بغداد ويؤسس فيها المساجد والحسينيات والمنتديات "منوها الى انه" حتى يومنا الحاضر نجد عدة مساجد  وحسينيات في عدة مناطق بغداد شيدت على يده ". وذكر انه "كان يتواصل مع الوجهاء والشخصيات ورؤساء العشائر والطبقة السياسية ويحمل رسائل  المرجعية الى الزعماء من العهد العارفي  حتى العهد البعثي ويحذرهم ويذكرهم بموقف المرجعية اذا  لم يرجعوا الى شعبهم". واوضح السيد الحكيم ان"ذلك اثار حفيظة الحكام  فجعلوا استهداف الشهيد هدف اساس في استهداف المرجعية وهو يعبر عن مستوى النجاح في حركته التي استمرت ست سنوات ففي عام 1969 تم استهدافه واتهامه  بالعمالة للاجنبي وملاحقته مما ادى الى خروجه سرا الى باكستان حيث استمر ببناء انشطة متعددة فيه حتى انتقل الى امارة دبي بدعوة من ابنائها ليؤسس  فيها الاوقاف الجعفرية والمجلس الشرعي الجعفري". واشار الى ان"سفير المرجعية انتقل بعد ذلك الى لندن وبطلب من الامام الشهيد محمد باقر الصدر الذي لم ينقطع عن التواصل معه ليؤسس هناك برفقة العلامة سماحة السيد محمد بحر العلوم مركز اهل البيت ولجنة رعاية المهاجرين وغيرها  كما انطلق من بريطانيا الى  عدة دول اوربية  للتواصل مع الجالية العراقية هناك وتحشيدها ضمن جبهة وطنية شاملة". واكد السيد الحكيم انه "كان يدرك ان الصراع مع الدكتاتورية يجب ان ياخذ الموقع الحساس للعراق وتأثيره في المعادلات الدولية والاقليمية وطبيعة الشعب العراقي وتنوعه وتجاربه التأريخية مما جعل رؤيته السياسية عميقة ومستندة الى فهم دقيق للواقع"مبينا ان"منهجه المتميز في العمل السياسي يلتقي مع الطرق المالوفة في الاهداف والغايات ويختلف في الوسائل". واوضح ان"ذلك المنهج ادى الى ان يساء  فهمه من قبل الاصدقاء قبل الاعداء مما عرضه الى سوء الفهم والتفسير الخاطيء لحركته  فاضطره الى ان يعيش  مظلوما في حياته كما مات مظلوما". وشدد السيد  الحكيم على ان"احداث الماضي  والحاضر اثبتت ان رؤيته ومنهجه المنفتح كانت هي الرؤية الحقيقية والواقعية التي اتسم بالنضج والاستيعاب في التحرك السياسي مع الحفاظ على الاصالة". وبين ان"الانفتاح على الجميع وعلى القوى الاقليمية والدولية والمسار المنهجي في الاداء الحركي الاسلامي بعيدا عن الانفعالات وترسيخ البعد الاخلاقي تمثل الملامح الاساسي للشهيد الحكيم  حيث انه  يدرك ان ابتعاد البعد الاخلاقي تجعل السياسة تغرق في وحل الانتهازية والمصلحية بينما العمل الاسلامي يهدف الى نصرة الله". وتابع السيد الحكيم انه"جسد هذه الرؤية في شخصه وعمله ووضع دينه وشعبه اولى اولوياته واصبحت خسارته خسارة تجربة ومشروع قبل ان تكون خسارة فرد". واشار الى اننا عندما نستذكر  الشهيد سفير المرجعية نجد انفسنا في امس الحاجة الى استحضار المنهج والتعامل بالكثير من القضايا  وان مبدا الاحتواء هو اساس العمل السياسي الناجح والمنهج الصحيح لبناء الدولة وتماسك الامة ولقد مرت شتى اصناف العناوين السياسية وباءت بالفشل جميعها  لانها اعتقدت ان الاقصاء حلا سريعا للقضايا العالقة لكنهم كانوا واهمين بالنتيجة التي انتهوا اليها والتاريخ الاسود الذي سجل لهم".انتهى

اخبار ذات الصلة