• Friday 7 February 2025
  • 2025/02/07 22:44:32

{بغداد: الفرات نيوز} دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، السيد عمار الحكيم، الى التحلي بتحمل المسؤولية تجاه المجتمع وافراده، وذلك من اجل الوصول الى الغاية التي تهدف اليها المسؤولية من تحقيق السلم والامن في المجتمع، الذي يؤدي الى تكوين البيئة المثالية للاشخاص.

وقال السيد عمار الحكيم في كلمته التي ألقاها خلال المسابقة القرآنية العاشرة للحفظ والتلاوة في محافظة واسط حضرها مراسل وكالة {الفرات نيوز} اليوم الأحد ان "محافل القرآن الكريم حيث حامل القرآن والقرآنيين، كانت محطة لاستنزال العطاء الالهي، فماذا نقول في القرآن وحملته، فشكر لدائرة الشؤون القرآنية يتقدمهم الشيخ العابدي، وشكر لكم وانتم تتنافسون على التسابق في الخيرات، لتحوزوا على مواقع الصدارة بهذا الجهد الطيب ".

واضاف ان "القرآن هو مفتاح لكل الازمات التي التي يعيشها الانسان بواقعه المعيشي والاخلاقي، اذ كلما تمسكنا بالقرآن حلت مشاكلنا واهم هذه المشكلات التي تمر بنا هي ان القرآن بات مهجورا على مستوى التلاوة والمضمون العميق فهو بلسم للروح اذ انه بيان وعظة للمتقين جميعا، وهكذا التأكيد من قبل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، اهل بيته عليهم السلام، فأين هي المسافة بين اللع وخلقه والمسافة بين كلام الله تعالى وكلام بين البشر".

واشار السيد الحكيم الى ان "العالم يرتوي في القرآن ومضامينه لما فيه من حجج لطرق الصلاح والكمال وانه دواء ليس بعده داء، ونور ليس معه ظلمه، وحبلا وثيقا وعزا لمن تولاه، وسلما لمن حمله، وايه لمن توسم، وعلما لمن وعى،وحديثا لمن روى وحكما لمن قضى، فهذه سعة القرآن الكريم، في الحياة، بكل الممارسات والاتجاهات والمواقف، لذلك جاء التأكيد على ضرورة تداوله وان نؤنس به مهما كثرت المشاغل ".

واوضح ان "البيت الذي يقرا به القراىن تترتب عليه اثار وضعية، اذ ذكر في الكافي ان البيت الذي يقرأ فيه القرآن الكريم ويذكر الله فيه تكثر بركته وتحضره الملائكه وتهجره الشياطين، ويضيء لاهل السماء كما يضيء الكوكب الدري لاهل الارض، فهذه اثار وبركات قراءة القرآن، كما يجب ان لاتكون تلاوة القران سطحية اذ يجب التدبر بايات القران الكريم، حيث ان هناك توبيخ من الله تعالى لمن لا يتدبر".

وبين ان "مفهوم المسؤولية قد ورد في القرآن الكريم سواء كانت المسؤولية الفردية او الاجتماعية، فالاسلام ليس دين اطلق التشريعات والشعائر والتكاليف والالتزامات لتظيم علاقة الانسان بربه فقط، بل انما هو دين جاء برؤية شاملة في الحياة وجعل الجميع مسؤول تجاه هذه الرؤية وجعل الحساب لمن يتكاسل حيال هذه المسؤولية اذ جاءت العديد من الايات القرآنية لتؤكد مبدأ المسؤولية وشموليتها فالانبياء مسوؤلين والاتباع كذلك والفرد مسؤول والجماعة كذلك".

واستدرك السيد الحكيم ان "هناك طائفة من الايات القرآنية جاءت لتؤكد على اهمية المحاسبة اذا لم تكن مسؤولا فلن تحاسب، بينما لكل مسؤول حساب ومؤاخذة، فالمحاسبة والمؤاخذة هي دليل على المسؤولية، كما نجد ان السنة النبوية الشريفة جاءت لتؤكد مبدأ المسؤولية فعن رسول الله {ص} قال " كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.." وهنا يشير رسول الله الى ان المسؤولية تعني حسن الاداء لكل شخص، في موضعه الذي هو فيه مهما كان هذا الموضع، وهذا هو الفهم الاسلامي والقرآني للمسؤولية ".

ولفت الى ان " هناك مسؤولية متبادلة بين الفرد والمجتمع، فمن الواجب على الفرد المساهمة في بناء المجتمع وتجنيبه وابعاده عن الخروج عن الجادة الصواب وبناء مجتمع فيه سلامة اخلاقية ونفسية وروحية، بعيد عن التشفي والحساسيات، وان تخلى الفرد عن هذه المسؤولية فانه سيحاسب، كما ان من مسؤولية المجتمع تجاه الفرد بان يوفر العناصر التي تؤدي الى الاستقامة والكمال في الطريق الى الله، ومن هنا نجد ان الفرد ليس بمسؤول عن نفسه وحسب لذا فلا يقبل منه ان يصلح نفسه فقط ويترك المجمتع ولن يسعى لاصلاحه فان الفرد الذي لم يستخدم وسائل تقويم المجتمع وبعاده عن ظواهر الفساد فسيحاسب ".

واكد ان " على الجميع التحلي بالمسؤولية وذلك لان غاية المسؤولية هي السلامة الاجتماعية والمجتمع الذي يوفر البيئة والتكامل الروحي، كما ان المعرفة تعد طريقا للسلامة الاجتماعية وتحمل اعباء المسؤولية، وسبل السلامة هي التي تؤدي الى الابتعاد عن الشقاء، وتوفر السعادة والاستقرار النفسي والاخلاقي، وتساعد على تكوين البيئة الامثل للانسان، كما ان السلامة المجتمعية هي الطريق لتوفير السلامة الصحية والامنية والسياسية والتنموية وغيرها من العناصر المادية، كما انها في الوقت ذاته تؤدي الى توفير السلامة الفكرية والروحية والاخلاقية وغيرها من العناصر المعنوية ".

وتابع ان "تحقيق السلامة ومعايير توفيرها يتطلب الابتعاد عن الخرافات وتركيز الذهن على العقيدة الصحيحة الخاضعة لمقاييس بعيدة عن الاوهام، وحالات الانغماس في الدنيا، ومن معايير تحقيق السلامة هي اعتدال في القرارات فلاافراط ولاتفريط في الشهوات وتلبية الغرائز، والاتصال والعلاقات بين الافراد بالود والمحبة، للحصول على مجتمع سليم آمن بعيد عن الحساسيات والتشنجات والعلاقات المبنية على الاسس المنفعية " مشيرا الى ان " هذا البحث يحتاج الى الكثير من التفعيل بكل معلم من معالمه " داعيا الى " تحمل المسؤولية تجاه الانفس والمجتمع من اجل الوصول الى المجتمع الامن الذي يتحقق فيه السلم".

وانطلقت فعاليات المسابقة القرآنية الوطنية العاشرة في محافظة واسط اليوم الأحد بحضور رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، اذ ذكر مراسل {الفرات نيوز} الذي حضر الفعالية انه وبرعاية مؤسسة شهيد المحراب انطلقت اليوم الاحد فعاليات المسابقة القرآنية الوطنية العاشرة في محافظة واسط بحضور رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، وحضر المسابقة القرآنية شخصيات دينية وثقافية وجمع غفير من المواطنين.

وكانت مؤسسة شهيد المحراب قد باشرت باجراء الاختبارات التمهيدية لاختيار القراء الذين سيشاركون بالمسابقة القرآنية التمهيدية التي اقيمت اليوم الاحد، ومن المؤمل ان تشرف اللجنة المتخصصة على اختيار الاوائل، والذين سيترشح منهم {10} قراء للمشاركة في المسابقة، ومن ثم سترشح منهم ثلاثة فقط للصعود الى خوض المسابقة القرآنية الوطنية التي ستقام في العام المقبل. انتهى

اخبار ذات الصلة