{بغداد: الفرات نيوز} عد النائب المستقل حسن العلوي، الآلية التي تستخدمها الإدارة الأمريكية في توجيه الدعوات للمسؤولين العراقيين لزيارتها بأنها تدخل في باب الإستدعاء، وليس الزيارة، مشيرا الى ان واشنطن لاتزال تفكر بعقلية الاحتلال وتبعية العراق وحكومته لها الامر الذي ينقص من سيادة البلد .
وقال العلوي في بيان تلقت وكالة {الفرات نيوز} نسخة منه اليوم الثلاثاء، انه "في متابعة الآلية التي أعلن عنها لما اعتبرت بأنها زيارة لرئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الى الولايات المتحدة، نجد أنها تدخل في باب الاستدعاء اكثر منها في باب الزيارة " مشيرا الى ان " الزيارات في مثل هذه الحالة يجب أن تتم عبر وزارتي خارجية البلدين، فالسفير ينقل الدعوة الى وزير الخارجية بالطرق الدبلوماسية المعروفة، أما الطريقة التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية فهذه من آليات الإحتلال الذي يستخدم الهاتف ويتم الإعلان عن الزيارة بعد مكالمة هاتفية يجريها مسؤول أمريكي مع مسؤول عراقي، ما يعني أن هذا يدخل في باب الاستدعاء ".
واضاف انه " ولطالما تم استخدام هذه الطرق الأمريكية في العراق البريطاني ابان العهد الملكي عندما كان رئيس الوزراء المرشح يذهب الى لندن قبيل تشكيل الوزارة أو قبيل إعلان استقالته من الوزارة، رغم وجود السفير البريطاني في البلد والذي كان له دور كبير في الحياة سياسة، وفي الواقع أن الإدارة البريطانية في كل الظروف استخدمت الوسائل الدبلوماسية أكثر مما يفعل الأمريكان اليوم، إذ يلاحظ أن دور السفير الأمريكي في مثل هذه الدعوات يبدو معدوما، وهذا يعني أن الإدارة الأمريكية مازالت تفكر بعقلية الاحتلال وأن العراق وحكومته تابعان لها، بحيث لاتحتاج الى أن تسلك السبل الدبلوماسية المعروفة في العالم، وهذا ينتقص من سيادة العراق كدولة مستقلة بل ويعد استهانة مفضوحة بالإدارة العراقية، ولم يتحرك للأسف الشديد المسؤولون في الطبقة السياسية هذه سواء كان رئيس الوزراء أو رئيس مجلس النواب أو غيرهما في الاحتجاج على هذه الطرق المذلة لمفهوم الدولة والخارجة عن القانون الدولي والأعراف الدبلوماسية التي حددتها اتفاقيات جنيف وفيينا في التعامل الدبلوماسي ".
وكانت الإنباء المحلية قد اشارت الى زيارة كل من زعيم القائمة العراقية اياد علاوي ورئيس الوزراء نوري المالكي الى العاصمة الأمريكية واشنطن تلبية لدعوة رسمية وجهت لهما من الحكومة الأمريكية لبحث الاوضاع في العراق والمنطقة لاسيما بحث الوضع في سورية.
وتناقلت المواقع الالكترونية عن مصادر مطلعة ان علاوي يزور حاليا واشنطن تلبية لدعوة رسمية وجهت له من نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن لبحث اوضاع العراق والمنطقة.
فيما بين عضو القائمة العراقية عدنان الدنبوس، لـ{الفرات نيوز} ان" علاوي يرقد حاليا في احدى المستشفيات الامريكية لتلقي العلاج من إصابة قديمة في الركبة " مشيرا الى ان " زيارة اياد علاوي الى واشنطن لم تكن بدعوة رسمية كما ادعى الآخرون وإنما هي زيارة علاجية لاتخاذ الفحوصات اللازمة نتيجة تعرضه للإصابة في عام 1978.
كما وجه بايدن دعوة رسمية مماثلة لكل من رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني.
وتأتي زيارات المسؤولين العراقيين المرتقبة للولايات المتحدة متزامنة مع زيارة مقررة لرئيس الوزراء نوري المالكي الى واشنطن نهاية الشهر الحالي، تلبية لدعوة رسمية من بايدن ايضا، فيما اعلن الأبيض الخميس الماضي ان الرئيس الامريكي باراك اوباما سيجتمع بالمالكي في الاول من شهر تشرين الثاني المقبل.
هذا وقد اعلن المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي قال قبل ايام في تصريح صحفي، ان الزيارة ستكون في 28 من تشرين الاول الحالي وسيكون المالكي على رأس وفد حكومي كبير وسيركز في محادثاته مع الرئيس الامريكي باراك أوباما على الأوضاع في المنطقة، خصوصاً الازمة السورية، ومناقشة المبادرة العراقية التي تدعو الى الحل السلمي ووقف اطلاق النار الفوري .
واوضح العلوي "اما سبب الاستدعاء فواضح أن الطبقة السياسية في العراق أوشكت أن تفقد زمام السيطرة على أمور البلاد بعد هذه الهجمات اليومية المستمرة وبعد الصراعات والخلافات الشديدة التي تعصف بالعراق حاليا، وواقع الحال أن البيت الأبيض سيقدم بعض التوجيهات والمقترحات للمسؤولين العراقيين للعمل في ضوئها، واعتقد أن الطبقة السياسية غير معنية بهذه المقترحات لأنها مشغولة بإدارة صفقاتها المالية التي بلغت على حد تعبير المسؤول عن الملف العراقي في الاتحاد الأوربي ستيفنسون في مؤتمر صحفي في بروكسل الاسبوع الماضي {800} مليون دولار اسبوعيا اي {42} مليار دولار سنويا، فالمسؤول العراقي المشغول بهذا الحجم المالي الكبير لايستطيع الالتفات الى العمل السياسي ".
واشار " لهذا أقول للرأي العام العراقي أن الطبقة السياسية في العراق لاتعطي العمل السياسي اهمية الا بقدر يسير، فالأولوية لإدارة مصالحها المالية الكبرى التي تحتاج الى وقت، فهو لايضعي الى الاحتجاجات والى هذه الثورة الإعلامية التي تواجه السلطة والتي من الممكن ان تعصف بأية حكومة اخرى، ولهذا فمن الإنصاف أن تسمى الطبقة السياسية في العراق طبقة مالية، علماً بأن قسم منها قادم من الشوارع الخلفية ومن عالم الفقر، فوجدوا أنفسهم أمام هذه الأرقام الاسطورية من الاموال التي تحتاج الى وقت وخبرة طويلة والاستعانة بمافيات لإدارتها، ومن غير المتوقع منها أن تقدم حلولا سياسية لمشاكلنا فهي طبقة مالية اكثر منها سياسية ".
وتابع ان " العراق سيبقى يراوح في وضع اللادولة، والولايات المتحدة الأمريكية أدرى بأن العراق مازال يدور حول نفسه ولم يخرج من الدولة الى الدولة، بل بالعكس فالاتجاهات السياسية العراقية تعطي انطباعا للذهاب السيء نحو تفكيك الدولة وما بقي منها من مؤسسات، وآخرها ان الولايات توجه دعوة الى رئيسي مجلسي الوزراء والنواب بما يشبه الاستدعاء الهاتفي بدلا من ان تتعامل مع العراق كدولة مستقلة وفقا للسبل الدبلوماسية المعروفة في القانون الدولي، ومن هنا اطالب الرأي العام والسياسيين الأحرار واعضاء مجلس النواب والمؤسسات الإعلامية الوطنية الى رفع أصواتها بالاحتجاج على هذه الطريقة المذلة للعراق والعراقيين ". انتهى م