• Friday 28 February 2025
  • 2025/02/28 16:41:52
{بغداد:الفرات نيوز} اكد القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عادل عبد المهدي ان السيطرة على المجتمع والدولة ليس امراً جديداً، مبينا ان" الكثير من التيارات والقوى والأحزاب والشخصيات لم تتخلص من نظريات وبناءات سقطت تاريخياً".



وقال عبد المهدي في بيان له تلقت وكالة {الفرات نيوز} نسخة منه اليوم الثلاثاء ان "للسيطرة أدواتها ونماذجها، ويكفي ذكر النموذجين الأساسيين لتسهل المقاربات الأول يبدأ من الأسفل، اي من المجتمع، بممارسة الإرهاب والتخويف وقتل المعارضين، ليبقى تيار وحيد يبدو كاسحاً لارتفاع صوته وصمت الآخرين"، مبينا ان" هذه الخطوة تأتي اللاحقة سهلة عبر الانتخابات او الانقلابات، واكتساح مؤسسات الدولة، وإعلان حيازتها شرعية شعبية او أيديولوجية، فظهرت مفاهيم الحزب الواحد والفكرة الواحدة، بل وصل الأمر بالتجربة النازية الى العرق الواحد، وبتجربة {القاعدة} الى {تكفير} كل ما عداها".

واضاف ان" هذه الحالة تحصل في فترات الأزمات والحروب وتعطيل فاعلية المجتمع وقواه وتضارب تياراته بعضها لبعض، فيبرز البديل المنقذ ليركب موجة الأزمة والاستيلاء، اما الطريق الثاني، وهو الذي يأتي من الأعلى خصوصاً في المجتمعات التي تحتل فيها الدولة دوراً كبيراً على صعيد القدرات العسكرية والأمنية والاقتصادية والإعلامية والقضائية، حيث ترتبط عموماً مصالح الناس بإمكانياتها وقدراتها"، موضحا ان" مثال {الناس على دين ملوكهم} هو عنوان لهذا المجتمع الذي يمكن لمتآمر ان يخطط للاستيلاء على السلطة والدولة، ليستولي على المجتمع، وكثير من المجتمعات الشرقية، تمتلك قابلية كبيرة لهذا النموذج"، مشيرا الى انه" وللأسف يحمل العراق قابليات لكلا النموذجين".

وتابع عبد المهدي بالقول ان" التاريخ وتجارب القرن العشرين برهنت ان الاستيلاء على الدولة والمجتمع، على الاقل بهذه الاشكال، تسير الى زوال سريع كما زالت العبودية، على الاقل باشكالها السابقة. فالثورات الدينية والوضعية التي نادت بالسلام والتعايش وحق الحياة وحرمة الدم والعرض والمال وحقوق الانسان وقبول الاخر وتحريم عبودية الانسان لاخر، ناهيك عن العبودية للحزب والقومية والطبقة والايديولوجية، والتضحيات العظيمة التي قدمتها الانسانية على دروب انعتاقها وتحررها، قد وضعت الاسس لحصانات تمنع كائناً من كان ان يتلاعب بها لشهور وسنين، وليس لعقود وقرون، كما كان الامر تاريخياً، فخلاف السياقات السابقة حيث تتم السيطرة بعد مقاومة شرسة ثم تتلاشى، ظاهراً على الاقل".

واوضح" اننا نرى اليوم ان القبول او الاستسلام الابتدائي، يتعلم بسرعة كيف ينظم مقاوماته فيوقف مساعي السيطرة خصوصاً بعد ان يظهر للعيان مدى اضرارها ومفاسدها، ليعود للمجتمع قرار، وليفتح الطريق امام دولة المؤسسات والتداول والعدل وحماية حقوق المواطنين وحرياتهم لان تستعيد مكانتها".انتهى

اخبار ذات الصلة