• Saturday 2 November 2024
  • 2024/11/02 03:25:11
{بغداد:الفرات نيوز} طالب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم المجتمع الدولي بمساعدة العراق في حماية حدوده من خلال ايقاف تدفق الارهابيين عبر الجهد الاستخباري المشترك لدول الجوار ، في حين أكد ان العراق لا يحتاج الى رجال تقاتل بالنيابة عنه ، ولكنه يحتاج الى السلاح والتعاون الامني والاستخباري والى التقنيات الحديثة التي تساعده على تعقب الارهابيين والقضاء عليهم ، فيما اشار الى ان "سياسة التفاهمات تجنبنا الازمات والاختناقات وتزيد من جرعات الثقة عند الجميع ".
وذكر السيد عمار الحكيم في كلمته بالملتقى الثقافي الاسبوعي حضرها مراسل وكالة { الفرات نيوز} اليوم " نرى العالم يجتمع لحرب داعش والارهاب ، وقد قلنا ومن على هذا المنبر ان داعش سرطان لابد ان يتحد الجميع لمحاربته واقتلاعه من جذوره ؛ لانه لا يستثني احداً ولن يكون اي احد بمنأى عن ارهابه ووحشيته".
واضاف " بما ان الارهاب اليوم يغتصب ثلث مساحة الوطن !!.. فإن العالم يجتمع تحت عنوان مساعدة العراق في حربه ضد داعش والارهاب ، والعراق يرحب دائما بأي مساعدة في حربه الضروس والطويلة مع الارهاب والتكفير والانحراف حتى لو جاءت متأخرة !!... ولكن المساعدة يجب ان تلبي احتياجات العراق وشعبه اولا قبل ان تلبي اي احتياجات اخرى !!".
وتابع السيد عمار الحكيم " فنحن مع المساعدة التي لا تنتهك السيادة ، ونحن مع المساعدة التي لا تملي الشروط ... ونحن مع المساعدة التي لاتفرض على العراق شروطاً في اختيار اصدقائه وحلفائه في هذه الحرب".
وأكد " نحن واقعيون وموضوعيون وندرك جيدا اننا بحاجة للمساعدة الدولية في هذه الحرب الشرسة والتي لا تخضع لأي قانون ؛ لأننا نحارب عصابات اجرامية متعطشة للدماء ، ولكن علينا ان نحدد نوع المساعدة والاولويات في هذه المساعدة ، فالعراق لا يحتاج الى رجال تقاتل بالنيابة عنه ، ولكنه يحتاج الى السلاح والتعاون الامني والاستخباري والى التقنيات الحديثة التي تساعده على تعقب الارهابيين والقضاء عليهم ، ولحد اللحظة لم تصل شحنات السلاح التي اشتراها العراق بأمواله الخاصة من الولايات المتحدة الامريكية ... فهناك اكثر من 3 مليارات دولار تخص اسلحة لم تسلم الى العراق حتى الان !! ، وعلى من يرفع شعار دعم العراق في مواجهة الارهاب ان يثبت حرصه على العراق من خلال تسليحه كأولوية قصوى ، واليوم لم يعد هناك اي عائق او عذر او حجة".
ودعا السيد عمار الحكيم الجميع الى "مساعدة العراق في الحفاظ على سيادته وان لا يوغل في انتهاك هذه السيادة المنهكة حاليا من الارهاب الدموي الاعمى ، كما طالب المجتمع الدولي بأن يساعد العراق في حماية حدوده من خلال ايقاف تدفق الارهابيين عبر الجهد الاستخباري المشترك لدول الجوار "مبينا ان "هؤلاء الداعشيين لا ينزلون من السماء ولا يخرجون من باطن الارض ... وانما يسافرون من دولة الى دولة ويتنقلون من مطار الى مطار ويعبرون الحدود ، وكيف تتهاون بعض الدول وتسمح لنفسها ان تكون ممراً للارهابيين ونقطة تجمع وعبور للعراق ، فهنا يعرف الصديق من غيره ويعرف المخلص والجاد في مساعدة العراق من الادعياء واصحاب الاجندة الخاصة".
وشدد بالقول " نعم الارهاب عدو شرس ودموي ونحتاج الى مساعدة الجميع في القضاء عليه ، ولكن لن نسمح في انتهاك السيادة العراقية تحت اي ذريعة وغطاء ، والاصدقاء الحقيقيون عليهم ان يحترموا حدود السيادة العراقية ، واذا قال قائل ان السيادة الان مخترقة من قبل الارهاب ؟!.... نقول له نعم مخترقة من قبل الارهاب فهل هذا يعني ان تخترق من قبل الاصدقاء او من قبل من يأتي للمساعدة ايضاً ، وهذا منطق اعوج نرفضه بتاتاً" .
كما أكد السيد عمار الحكيم ان " ابطال الحشد الشعبي يقفون كالاسود اليوم جنباً الى جنب جيشنا الباسل وقواتنا المسلحة البطلة دفاعا عن مناطقهم ، وابطال العشائر يخوضون معارك العزة والشرف في مناطقهم .. وابطال البيشمركة يدافعون عن كردستان ومناطق اخرى من الوطن ....وهؤلاء قد حققوا انجازات مهمة ونوعية في دحر الداعشيين وكسر شوكتهم وسيحققون المزيد من الانتصارات وصولاً الى تطهير العراق كله من هذه العصابات الاجرامية".
وبين ان "العراق اليوم كله يقاتل شيعة وسنة عرباً وكرداً وتركماناً وشبكاً مسلمين ومسيحيين صابئة وايزيديين ،فهذه حرب الشعب العراقي كله وليست حرب طائفة او قومية دون غيرها ... لقد وحدنا الارهاب ووحدنا التحدي ... وعلى الاصدقاء والمجتمع الدولي ان يدعموا هذه الوحدة تحت سماء عراق واحد موحد ذي سيادة كاملة".
ولفت السيد عمار الحكيم الى ان هناك محورا آخر في التحالف الدولي لحرب داعش والارهاب وهو محور تسييس هذا التحالف وادخاله في نفق المحاور ، وهذا يضعف التحالف ويقلل فاعليته ولا يساعد على بناء الثقة بين دول المنطقة ، وكان المفروض ان تدعى كل الدول المهتمة بهذا الشأن الى مؤتمر باريس دون تمييز ، ففي السياسة دائما هناك خلافات بل وتقاطعات ولكن عندما نواجه خطراً واحداً علينا ان نعمل سوية لمواجهته وان لا ندع خلافاتنا تتحول الى عائق للعمل المشترك فيما بيننا".
واوضح ان " استبعاد الجمهورية الاسلامية الايرانية خطوة غير موفقة فهي تقف في مواجهة الارهاب وهي دولة مهمة ومحورية في المنطقة ، ولكي ننتصر في معركتنا علينا ان نحشد كل الطاقات خصوصا واننا نحارب مجاميع ارهابية ولا نخوض حرباً تقليدية ، ففي حربنا مع الارهاب نحتاج الى كل مساحة ممكنة وكل تنسيق يمكن ان نوفره".
واشار السيد عمار الحكيم الى انه " هناك من يقول انه لم ولن يسمح لإيران ان تشارك في الحلف الدولي للحرب على داعش ، ونحن نقول لم ولن يتخلى العراق عن اصدقائه واخوته وحلفائه ، ولم ولن يقبل العراق ان تفرض عليه شروط ممن يقبل المساعدة أومن يرفضها ، وايران لديها حدود مشتركة مع العراق تمتد لـ 1350 كيلو مترا ، ولديها تأريخ مشترك وتداخل اجتماعي وجغرافي واقتصادي كبير "، وتسائل سماحته " كيف يمكن للحرب على الارهاب ان تنتصر دون ان يكون للجهد الايراني مساحة مهمة فيها ..هذا كلام يخالف المنطق ويخالف مبدأ التحالف من اجل عدو مشترك".
وتابع " يخبرنا التأريخ انه في الحرب العالمية الثانية وعندما اجتاحت النازية اوروبا دخل الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت في حلف مع الولايات المتحدة ضد المانيا النازية الهتلرية رغم كل الخلافات الايديولوجية والسياسية والمنهجية ، ولكنهما كانا في حلف واحد ضد عدو واحد "، فمن المهم ان نستفيد من دروس التأريخ للقياس عليها ، وأهم هذه الدروس هو ان نتعاون ضد العدو المشترك وان لانجعل التقاطعات والخلافات تقف عائقا امام هذا التعاون ، وعلى الجميع ان يعي ان احد اهم اسباب وجود داعش واخواتها هو هذا التقاطع العنيف في العمل السياسي وسياسة المحاور البعيدة عن اي منطق" .
وأكد " نقول لجميع الاشقاء والاصدقاء ان القرارات يجب ان تكون مدروسة وتخضع للحسابات الواقعية لا لحسابات المحاور الضيقة ، وامام الجميع حرب مفتوحة نحتاج فيها الى الجهد الاقليمي والدولي .، وايران دولة محورية اقليميا ودوليا وهي ايضا دولة جارة متداخلة مع العراق والارهاب لا يبعد عن حدودها سوى عشرات الكيلو مترات" .
ووجه السيد عمار الحكيم نداءً الى ابناء الشعب العراقي من المحافظات الغربية المغتصبة بالقول انها " مرحلة تأريخية سيكون ما بعدها يختلف عمّا قبلها وسيكون لكم فيها الكلمة العليا فلا يحرر الارض الا اهلها ، ولا يدافع عن الشرف والكرامة الا اهله ، وانكم اليوم تواجهون طاعونا اسود يقتلكم باسم الدفاع عنكم ويغتصب ارضكم بحجة تحريركم ويغرر بابنائكم بغطاء هدايتهم ويقتلهم باسم جهاد داعشي بعيد عن جهاد الاسلام المحمدي الاصيل".
وأكد"فهذا يومكم وهذه ساعاتكم وليشهد العالم انكم قلتم { لا } واضحة وصريحة للارهاب والارهابيين والقتلة الداعشيين ، وليعرف العالم اجمع بأنكم لا تحتاجون الى من يحرركم وانما تحتاجون الى من يدعمكم بالسلاح والغطاء ، اما الارض فهي ارضكم وانتم اعرف بها من غيركم وانتم قادرون على تحريرها" .
وقال " قد قلنا لكم سابقا ومن هذا المنبر .. بأننا سنزرعها رجالاً من الفاو الى زاخو ، وسنصول معكم كصولة عمنا العباس عليه السلام".
واضاف ان " حربنا مع الارهاب لا هوادة فيها .. فهي معركة وجود ومعركة حياة او موت ، وقد اوغلوا بدمائنا وانتهكوا الاعراض واقترفوا المحرمات ، الا لعنة الله على القوم الظالمين".
وتابع " فيا ابناء الانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى ، انه تأريخكم وحاضركم ومستقبلكم ، فدافعوا عنه جميعا وحروره من دنس الارهابيين المنحرفين ، انها ارضكم وارض اجدادكم فلا تسمحوا للغرباء وشذاذ الآفاق وحثالة المجتمعات المريضة ان تستوطن على ارضكم ... فأنتم اصحاب الحق وانتم من سيحقق النصر وانتم ابناء العراق".
وبشأن صمود ناحية الضلوعية بوجه عصابات داعش الارهابية بين السيد عمار الحكيم " بالامس القريب افتخرنا بصمود وانتصار آمرلي واليوم نفتخر بشجاعة وثبات الضلوعية ، هذا هو العراق الذي نعرفه .. رجال ونساء شجعان وشعب واحد وموقف واحد ... من آمرلي الى الضلوعية تختصر حكاية النصر العراقي القادم دون ادنى شك ... بإذن الله".
واشار الى انه " في الضلوعية اختلط الدم الشيعي بالدم السني ؛ كي يقول لارهاب الدواعش اننا موحدون في وطننا وإنك الغريب المطرود الذي لا مكان لك ، وفي الضلوعية وقفت العشائر البطلة كي تسطر اروع معاني النخوة والشجاعة ... فكانت عشائر الجبور مثالاً ناصعاً للعشائر العراقية الاصيلة ".
وأكد السيد عمار الحكيم انه " ستثبت الايام اننا في العراق سنروي كل يوم حكاية انتصار جديد ، فالمؤمنون بهذا الوطن اكثر بكثير من الذين يطعنون به في الظهر ، والمخلصون لهذا الوطن اكثر بكثير من الذين ينحازون لأنفسهم ومصالحهم فقط ... وهاهي الضلوعية تثبت ان العراق يقول " كلا " للارهاب والتكفير والظلام ... وهذه الضلوعية تقدم مثالاً آخر على صبر العراقيين وشجاعتهم ونخوتهم" .
وعن تطورات العملية السياسية نبه السيد عمار الحكيم الى انه " بالامس شاهدنا البرلمان الجديد وهو يمتنع عن التصويت لبعض المرشحين للمناصب الوزارية ، وبعيدا عن شخصنة الموضوع .. فإنها اشارة صحية للعمل البرلماني والديمقراطي ، فليس عمل البرلمان ان يقول نعم وحسب ، وانما عمله ان يقيم ويناقش ويصحح ويقدم بدائل ان امكن ".
وبين " اننا بحاجة الى برلمان واعٍ اذا اردنا بناء مجتمع واعٍ ودولة ناجحة ، وان قرارات البرلمان تعكس التفاهمات التي تجري بين الكتل السياسية وعندما لا تتفق الكتل على قضية ، فهذا سيؤدي بالتأكيد الى عدم اقرارها في البرلمان ، وهذا هو جوهر العملية الديمقراطية البرلمانية ، حيث التفاهمات بين التيارات السياسية تتجسد في موقف ممثليها في البرلمان سلبا او ايجابا ".
وشدد " علينا جميعاً ان ندرك بأن سياسة التفاهمات تجنبنا الازمات والاختناقات وتزيد من جرعات الثقة عند الجميع وتدفع الكل الى التعاون والتكامل ، وان سياسة فرض الامر الواقع لم ولن تجدي نفعا".
وختم السيد عمار الحكيم كلمته في الملتقى الثقافي بالقول " نتمنى دائما ان نرى برلمانا واعيا وواثقا من نفسه ، يضع مصلحة العراق نصب عينيه ، ويكون متفقا ومتفاهما في اطار التفاهمات والاتفاقات الاساسية بين الكتل السياسية الرئيسة في البلاد ".انتهى ح


اخبار ذات الصلة