البرلمان يقيم الاحتفالية السنوية بمناسبة عيد الغدير الأغر وسط دعوات لمراجعة جادة للوضع العراقي ومطالبات بالإجماع على مشروع الوطن والدستور

واستهلت الاحتفالية بآيٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحما على ارواح شهداء العراق ، تلاها كلمة قدم فيها الجبوري تعازيه الحارة باستشهاد النائب احمد الخفاجي الذي قضى حياته مدافعا عن العراق وشعبه.
واكد رئيس المجلس ان العراق سيصبح مقبرة للارهابيين ، مشيرا الى تمكن العقلاء من احباط خطط الارهاب بتأجيج الطائفية بين ابناء الشعب الواحد ، داعيا الى مراجعة جادة وحقيقية للتجربة السابقة على وفق وقائع الوضع الحالي ضمن خطة تؤسس للتنمية ، لافتا الى ان العراق بلد كرمه الله {عز وجل} بإرث حضاري يستوعب الجميع .
ولفت الجبوري الى ان الامل موجود بإحداث تغيير جدي على الرغم من وجود محاولات عدة لإحباط المساعي في هذا الاتجاه الا انها محاولات يائسة ومعزولة ، موضحا ان العراق يفقد كل يوم ارواحا عزيزة بأفعال اجرامية لاتكترث لهوية طائفية او عرقية ، فالجميع بات في مرمى الارهاب بلا تفرقة وتعددت الاسباب والوسائل لكن القاتل واحد وان تغير عنوانه ، منوها الى ان الجميع لم يعد بحاجة الى ادلة لتحديد نوع المجرم وشكله ومن يمارس القتل والارهاب من خفافيش الليل .
من جانبه عزّى آرام الشيخ محمد نائب رئيس المجلس العراقيين كافة باستشهاد النائب احمد الخفاجي اثر تفجير ارهابي ، فيما قدم تهانيه بمناسبة عيد الغدير الاغر .
وقال الشيخ محمد ان الاحتفال بهذه المناسبة يجسد المكانة التي يحضى بها الامام علي بن ابي طالب {ع} في قلوب المسلمين ، لافتا الى ان الامام {ع} سطر اروع الامثلة في الشجاعة والنزاهة والعدالة الاجتماعية ، داعيا الى وضع الخلافات جانبا والعمل على خدمة المواطنين من خلال التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وشدد نائب رئيس المجلس على اهمية استلهام الدروس والعبر من سيرة السلف الصالح لتحقيق النجاح بالعمل وبناء البلاد وازدهارها ، وتقديم المساعدة للمحتاجين واحترام حقوق الانسان ونشر التسامح والتاخي ونبذ التطرف ومساندة القوات الامنية في محاربة عصابات داعش الارهابية.
من ناحيته بارك الشيخ همام حمودي النائب الاول لرئيس مجلس النواب للمسلمين بمناسبة يوم الغدير الاغر ، مقدما احر التعازي باستشهاد النائب احمد الخفاجي الذي يأتي استشهاده في سياق المعاني التي تعبر عنها المناسبة.
واوضح النائب الاول لرئيس المجلس ان ذكرى عيد الغدير الاغر تعد مناسبة عظيمة فيها رسائل عدة من بينها المؤاخاة بين الصحابة والرسول والامام علي بن ابي طالب {ع} وتجلت فيها الرحمة الالهية لحفظ الدين من الضياع ما يجعلها حاليا مناسبة ؛ لاعتباره يوما للتآخي ، مشددا على ان الامة مهما اختلفت فإنها قد اجمعت على موقف واحد تجاه محبة واحترام الامام {ع} والولاء له ؛ لإخلاصه وشجاعته وحفظه للدين ونزاهته ، لافتا الى ان الامام علي {ع} جعل من العراق عاصمة للكيان الاسلامي ، والعراقيون كانوا اوفياء له في استذكار مناسبة عيد الغدير الاغر .
وبين الشيخ حمودي ان مناسبة عيد الغدير الاغر تتزامن مع ذكرى الاستفتاء على الدستور العراقي الدائم عام 2005 ، الذي كان للمرجعية الدينية الرشيدة دور متميز في تبني نهج سياسي يسهم باخراج البلاد من عهدة الاحتلال الى الشعب الذي قدم القرابين والشهداء من اجل المسيرة الديمقراطية ، مطالبا بالاجماع على مشروع الوطن والدستور الذي يمثل نقطة الحسم لكافة الخلافات وتفعيله لبناء المؤسسات الدستورية كونها الضامن لوحدة البلاد .
وبين النائب الاول لرئيس المجلس ان المناسبة كانت فرصة مهمة لتكريم المؤسسات الحكومية التي نجحت بتقديم الخدمات ، حيث ستكون مستقبلا معايير محددة لتقييم كافة المؤسسات الحكومية لتكريمها باسم مجلس النواب .
وتخلل الاحتفالية توزيع عضوي هيئة رئاسة البرلمان الشيخ همام حمودي وآرام الشيخ محمد هدايا وشهادات تقديرية ؛ تكريما لاداء المؤسسات الحكومية في عملها وشمل جهاز مكافحة الارهاب ومدير المرور العامة ورئيس جامعة ديالى ، ورئيس الدائرة القنصلية في وزارة الخارجية ومدير عام دائرة شؤون المواطنين في الامانة العامة لمجلس الوزراء ورئيس هيئة الحج والعمرة .
وشهدت الاحتفالية القاء قصائد شعرية تلاها كل من النائب عبد الهادي الحكيم والشاعرين حسين القاصد وابو محمد المياحي تناولت السيرة العطرة للامام علي بن ابي طالب {ع} ومزاياه العظيمة وخدمته للاسلام والمسلمين.
وحضر الاحتفالية اعضاء مجلس النواب ونائبا الامين العام للبرلمان والمستشارون والمدراء العامون في المجلس وجمع كبير من موظفي مجلس النواب.انتهى ح