{النجف الاشرف:الفرات نيوز} طالب المرجع الديني اية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض الحكومة بمحاسبة المسؤولين الذين تقاعسوا عن واجبهم وتسببوا بوقوع المجازر بأبناء القطعات المتصدية للإرهاب، مشيرا الى انه ليس من العدل تركهم دون محاسبة، مؤكدا على أهمية إيقاظ همم المسؤولين عن المتطوعين لقتال الإرهابيين إلى الوفاء بواجباتهم والتزاماتهم .
وقال الشيخ علي الربيعي في كلمته التي ألقاها نيابة عن المرجع الديني أية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض، في المؤتمر الـ{27} للمبلغين والمبلغات في محافظة النجف الاشرف، والذي حضره مراسل وكالة {الفرات نيوز} اليوم، إن " الله تعالى شاء أن يختبر الناس بالمعروف والطاعة فسعى إليهما من سعى وقصر فيهما من قصر، وبين هذا وذاك امة من الناس يرأف بهم الزمان جيلا بعد جيل يقيض الله لهم من يرفدهم ويعرفهم السبيل، وقد سبق في علمه تعالى انه ماذا ارسلوا استرسلوا واذا علموا تعلموا قوما كتب عليهم انهم يخرجون من الظلمات الى النور بايدي الهداة والدعاة إلى الله ".
وأضاف إن " عملكم بالتبليغ من أعظم أسباب هداية الجاهلين غير المعاندين وتنبيه الغافلين للتوبة والعمل بالطاعة وتركيز المعرفة لتقوم بوجه الأفكار الهدامة والأخلاق المتدنية التي تتعاظم كل يوم"، مشيرا إلى إن " في ابناء المسلمين والمؤمنين من يحتاجون الى إرشادهم إلى الطريق بالحكمة والموعضة واسلوب يحاكي تصوراتهم وانتم تعينونهم على الاقتراب من الأبواب الصحيحة لدين الله وشرعه المقدس ".
وأوضح المرجع الفياض إن " انظروا إلى وصايا الأئمة {ع} عامة ولنهج الإمام جعفر ابن محمد الصادق{ع} خاصة بحث أصحابه الذين كانوا معلمين للشيعة بوقتهم كان {ع} يؤكد على تعليم الشيعة العمل بالتقوى وتهذيب النفس من الشرور والطمع وان يكونوا صالحين حافظين للغيب والصلوات "، مبينا ان " الامام الصادق {ع} لم يكن همه تكثير أعداد أصحابه ولا تحشيد القوى ".
وبين ان " هذه الحوادث تحثكم على ان تأخذوا الناس بكرائم الدين ونبذ الأعراف والتقاليد التي تخالف او تضعفه ووظيفتكم ان لا تأخذكم في ذلك لومه لائم، وذلك بالكلام المعروف والحجة الواضحة المقبولة "، داعيا المبلغين إلى " ترك التطرف بالقول والفعل وبناء الثقة بنفوس من يستمعون إليكم ويأخذون عنكم بان لا تحيدوا بالتوجيهات عن كتاب الله والثابت في سنة نبيه {ص} وتقفوا عند المتشابه من الأثر "، مشيرا الى ان " على كل حق حقيقة ".
وأكد على " أهمية التعرض للإحكام الشرعية بقسميها العبادات والمعاملات، وتقريبها للناس فهي اهمم ابلغ بها النبي وأوصيائه {ع} لان فيها فقه الدين ورضا رب العالمين وقوام شخصية المؤمن ".
وأشار المرجع الفياض إلى انه " لما كان منبركم فرصة لاجتماع المؤمنين وإصغاء أذان قلوبها وموسما لإحياء ذكرى جهاد الإمام الحسين {ع} في سبيل إعلاء كلمة الله، لا يفوتنا إيقاظ همم المسؤولين عن الجموع المجاهدة من المتطوعين لقتال الإرهابيين المتطرفين المتربصين بإنباء البلد السوء والقتل، والمساندين للقوات النظامية إلى الوفاء بواجباتهم التزاماتهم نحو إخوانهم في تلك التشكيلات وما ارتبطت به من باقي قوى الجيش بالوقوف على متطلبات ومستلزمات نصرهم على أعدائهم بتأمين خطوط إمدادهم وتذليل الصعوبات أمامهم والتواصل المعنوي مع أفرادهم، لكي لا تتبدد الهمم وتتشتت الجهود ويستمكن العدو من فريق منهم على حين غفلة مستغلا ضعف ادارة تلك القوات وعشوائيه تحركاتها ".
وطالب المسؤولين في الحكومة، والقيادات التي انيط بها مباشرة مهمات سبل وتسيير القرارات في مفاصل تلك القطعات بـ " تحمل المسؤولية والقيام بها لمنع وقوع حوادث مفجعة كالتي تعرضت لها بعض القطعات القتالية بسبب العجز عن تداركها وتقديم العون لها بالوقت المناسب ".
ونوه المرجع الفياض الى انه " قد بات واضحا لكل متابع وقوع التقصير من بعض المسؤولين ممن تسببوا بتقاعسهم عن واجبهم وقوع مجازر بابناء القطعات المدافعة بوجه التنظيمات الإرهابية ليس من العدل تركهم دون محاسبة أو عقوبة تتناسب وحجم الضرر الذي أحدثوه وحرمة الأنفس التي تحملوا امانتها ولم يفوا بها ".
وتابع إن " من حق أبناء البلد والمنضوين تحت ألوية القطعات والحشود المدافعة إن يسألوا عن مصير من قد ينتظرهم مثل الذي اغتال إخوانهم بالأمس إذا استمر السكوت والتستر من الحكومة عن المقصرين والمتخاذلين ".انتهى