{بغداد : الفرات نيوز} دعا خطيب مسجد الإمامين الحسنين في لبنان، المسؤولين العراقيين إلى وعي خطورة المرحلة ومنع انزلاق العراق إلى أجواء الفتنة.
وقال السيّد علي فضل الله، خلال خطبة صلاة الجمعة اليوم، بحسب بيان لمكتب السيد محمد حسين فضل الله، تلقت وكالة {الفرات نيوز} نسخة منه ، "استبشرنا واستبشر العراقيّون وكلّ المستضعفين بانسحاب آخر جنديّ أمريكيّ من أرض العراق، هذا الاحتلال الّذي جثم على أرض العراقيّين وصدورهم لتسع سنوات، عانوا خلالها أقسى الآلام والمعاناة، وسقط جرّاءها مئات الألوف، وجُرِح وأُعيق أكثر من هذا العدد بكثير"..
واضاف "لقد كنّا نعرف منذ البداية، كما يعرف الكثيرون، خطورة وجود هذا الاحتلال وأهدافه، وأنّه لم يأتِ لسواد عيون العراقيّين، فهو جاء لتحقيق مصالحه وتعزيز حضوره في العراق، ولجعله قاعدة لتنفيذ مشاريعه وخدمةً للكيان الصهيوني وحفظ وجوده وموقعه الأقوى في المنطقة".
وتابع السيد فضل الله "لقد كنّا نعرف أنَّ هذا الاحتلال لن يخرج من العراق إلا مرغماً، وإن خرج، فسوف يترك بذور الفتنة الّتي أسّس لها بوجوده، وأراد لها أن تستمرّ بعد خروجه، مستفيداً من التناقضات الطائفية والمذهبية والعرقية والقبلية ومن أجواء التوتر والتشنج في تعامل المواقع السياسية بعضها مع بعض، ليبقى حاجةً للعراقيّين وملجأً لهم ويبقى العراق ضعيفاً غير قادر على النهوض للعب دوره الفاعل". مضيفا "هذا هو الذي نخشى أن يكون قد تحقق في الساحة العراقية التي باتت تشهد انقساماً سياسياً حاداً وخطيراً يهدد العملية السياسية الجارية الآن في العراق، ومع الأسف، يسعى البعض لإعطاء هذا الانقسام بُعداً مذهبياً وطائفياً، مع أن الأمر لا يتجاوز في حدوده البعد القضائي".
هذا ودعا خطيب الجمعة، في لبنان "المسؤولين العراقيين إلى وعي خطورة المرحلة وما خطط له الاحتلال والقيام بمسؤولياتهم الإسلامية والوطنية لمنع انزلاق العراق إلى أجواء الفتنة وغرقه مجدداً في أتون المتفجرات والمجازر التي أرّقت العراقيين طويلاً، وما حصل بالأمس يشير إلى ذلك". واضاف ان "العراقيين كل العراقيين الذين وثقوا بحكومتهم، هم أحوج ما يكونون إلى الأمن والاستقرار، وتأمين متطلباتهم وسبل النهوض بواقعهم الذي يعاني الكثير"...
واكد السيد فضل الله "على كلّ القوى السياسيّة الفاعلة أن تخرج من خطابها المتشنج وأن تعالج القضية المطروحة بوعي وحكمة وبروح مسؤولة وتبقيها ضمن أطرها القانونية والسياسية، لتفويت الفرص على المصطادين بالماء العكِر.. لقد علمتنا التجارب أنّ الفتنة المذهبيّة أو أيّ فتنة لن تفيد أحداً، بل ستحرق الوطن وتجعله فريسة الآخرين الذين يتربصون به شراً".
واختتم بقوله إن "الوفاء لكل هذه الدماء التي نزفت وتنزف الآن في العراق، هو أمر يتطلب المزيد من توحيد الجهود والطاقات والتكاتف لمنع كل العابثين بالأمن والسياسة والاقتصاد ممن لا يريدون بالعراق خيراً"..انتهى.م