• Friday 9 May 2025
  • 2025/05/09 06:54:46
{محلية: الفرات نيوز} اكد رئيس هيئة النزاهة حيدر حنون، اليوم الأربعاء، قرب انطلاق معركةٍ كبرى ضدَّ الفساد، لافتاً إلى ان المعركة تستلزم استحداث دائرةِ للتفتيشِ في الوزارات تملأ الفراغ الذي أحدثه قرار إلغاء مكاتب المفتّشين العموميّين

وقال حنون في كلمة له خلال احتفالية أسبوع النزاهة ان "الهيئةَ ومُنْذُ عامٍ مضى، وضعتْ في عقيدتِها ذلك المشروعَ الوطنيَّ، لتُنفّذَ وبكلِّ حرفيَّةٍ واجبَها في مُكافحةِ الفسادِ ومنعِ انتشارِهِ واستردادِ عائديَّاته تفاعلاً مع البرنامجِ الحكوميِّ الذي وضع مُكافحةَ الفسادِ أولويَّة الأوليَّات، وفي ظلِّ دعمٍ حكوميٍّ وبرلمانيٍّ وقضائيٍّ، وكذلك لتُهيّئَ لمعركةِ الفسادِ التي قارب موعدُها، ومن مُستلزماتها تشريعُ التعديلِ الثاني لقانونِ هيئةِ النزاهةِ والكسبِ غيرِ المشروعِ رقم (30 لسنة 2011) المعّدل الذي سيجعلُ من هيئةِ النزاهةِ الاتحاديَّةِ جندياً فاعلاً بشكلٍ أكبرَ في تلك المعركةِ".

وأوضح، ان "التعديل الثاني للقانون سيتضمن 5 وسائل مهمة:

أولاً/ تولّي رئيسِ الهيئةِ إصدارَ القرارِ بمنعِ السفرِ وحجزِ الأموالِ المنقولةِ وغيرِ المنقولةِ احتياطياً بحقّ كلِّ من تحومُ حولَهُ شبهاتُ الفسادِ ويُخشَى هروبُهُ أو تهريبُ أموالِهِ، على أنْ يتمَّ استحصالُ قرارٍ من محكمةِ التحقيقِ المختصَّةِ بتأييدِهِ خلالَ (72) ساعةً من تاريخِ صدورِهِ، وبخلافِهِ يُعَدُ منعُ السفرِ أو الحجزُ على الأموالِ ملغى تلقائياً بمضيّ تلك المدَّة، ومن خلاله سنتمكن من منعِ هروبِ من تحومُ حولَهُ شبهاتُ الفسادِ أو تهريبه للأموالِ المنهوبةِ مُستغلاً مساحةَ الزمنِ الذي تستغرقُهُ إجراءاتُ إصدارِ قرارٍ قضائيٍّ بذلك.

 

ثانياً / تولّي رئيسِ الهيئةِ إقامةَ الدعاوى أمامَ المحاكمِ الأجنبيَّةِ للمطالبةِ باستردادِ الأموالِ أو تسليمِ المطلوبينَ، والتعاقدَ مع شركاتِ التحرّي ومكاتبِ المحاماةِ أو أشخاصٍ، لتعقُّبِ الأموالِ المهرَّبةِ والمدانينَ الهاربينَ استثناءً من التشريعاتِ النافذةِ، لأهميَّة ذلك في تعقُّب تلك الأموالِ والبحثِ عنها، بغيةَ كشفِها واستردادِها، آخذينَ بنظرِ الاعتبارِ أنَّها قد استقرَّت بحساباتٍ سريَّةٍ أو مُؤسَّساتٍ اقتصاديَّةٍ غيرِ معلومةٍ لا يمكنُ الاستدلالُ عليها دونَ تدخُّلِ أجهزةٍ مُتخصّصةٍ بالبحثِ والتحرّي عن الأموالِ في تلك الدولِ.

 

ثالثاً/ استحداث دائرةِ التفتيشِ: والتي تتولَّى مهامَّ قريبةً من مهامِّ مكاتبِ المفتِّشينَ العموميّينَ الملغاة، بناءً على إلغاء قانون المفتّشين العموميّين، والتي بإلغائها تمَّ قطعُ أذرعِ هيئةِ النزاهةِ الاتحاديَّةِ الرقابيَّةِ في الوزاراتِ والجهاتِ غيرِ المرتبطةِ بوزارةٍ وبقيَّةِ المؤسَّساتِ، وإعطاء مساحةٍ واسعةٍ لابتزازِ المسؤولينَ والموظَّفينَ.

رابعاً/ إعطاء الهيئةِ صلاحيَّـةَ تكليفِ أيِّ مُوظَّفٍ أو مُكلَّفٍ بخدمةٍ عامَّةٍ بالكشفِ عن ذمَّتِهِ الماليَّةِ، كذلك تكليف كلِّ مَنْ يُشتبَهُ في حصولِهِ على أموالٍ بالاشتراكِ مع المكلَّفِ أو أموالٍ مصدرُها الفسادُ أو مجهولة المصدرِ، ومن خلالِها سنتمكَّنُ من استردادِ الأموالِ التي نُهِبَتْ في السنواتِ الماضيةِ كافة، عبر حملة (من أين لك هذا) [لملاحقة] تضخُّم الأموالِ والكسبِ غيرِ المشروع.

خامساً/ أن يستتبعَ الحكمَ الباتَّ في إحدى جناياتِ الفسادِ عزلُ الموظَّفِ عن الوظيفةِ، وإنهاءُ خدمةِ المكلَّفِ بخدمةٍ عامَّةٍ، سواءٌ كان مُعيَّناً أو مُنتخباً، ولا يُمنَعُ شمولُهُ بالعفوِ العامِّ أو الخاصِّ من عزلِهِ أو إنهاءِ خدمتِهِ، ومن خلالِهِ سنتمكَّنُ من التخلُّصِ من الموظَّفينِ أو المكلَّفينَ بخدمةٍ عامَّةٍ الذين ثبت فسادُهم، وعدم إعادتِهم للوظيفةِ أو الخدمةِ العامَّةِ.

وتابع، "تهيئةِ الأطرافِ ذاتِ العلاقةِ بهذهِ المعركةِ كافةً، للدخولِ فيها بشكلٍ حقيقيٍّ وفعَّالٍ"، منوها انه "إلى ذلكَ الحينِ ستبقى هيئةُ النزاهةِ الاتحاديَّةِ على عهدِها تبذلُ أقصى الجهودِ في مُكافحةِ الفسادِ، وتحقيقِ إنجازاتٍ غير مسبوقةٍ".

من جانبه، شدَّد رئيس مجلس النوَّاب بالإنابة السيّد (محسن المندلاوي) على أنَّ العراق يخطو الآن بكلِّ جديَّةٍ نحو معركةٍ كبرى ضدَّ الفساد والفاسدين، مُوضحاً أنَّ هذه المعركة تتطلَّبُ تعاوناً وثيقاً بين السلطات الثلاث التشريعيَّة والقضائيَّة والتنفيذيَّـة، يمهد الطريق أمام هيئة النزاهة لممارسة دورها الذي رسمه لها القانون، ومنع أيِّ تعدٍّ أو عرقلةٍ لعمل الهيئة من أَّيَّة جهةٍ كانت، "فلا خطوط حمراء بعد اليوم أمام قوَّة القانون وقرارات القضاء".

وأشاد المندلاوي بإنجازات الهيئة بقيادة رئيسها القاضي (حيدر حنون) وملاكها المُتقدّم، وأداء ملاكاتها، واصفاً إياهم بأنَّهم جنود العراق في ساحات الوغى ضدَّ الفساد، ولا يقلُّ شأنهم عن شأن الجنود الأبطال في ساحات المعارك ضدَّ الإرهاب، مُبدياً دعم مجلس النوَّاب الكامل لجهود الهيئة واستعداد اللجان النيابيَّة التام للتنسيق والتعاون معها في ممارسة دورها الرقابيّ وتشريع القوانين اللازمة لمُكافحة الفساد، وتعديل ما هو قائمٌ منها، مُنوّهاً بعزم المجلس على تأسيس قاعدةٍ قانونيَّةٍ رصينةٍ تُمكِّنُ مُؤسَّسات مكافحة الفساد من ممارسة دورها وحماية القائمين عليها والعاملين فيها.

ودأبت هيئة النزاهة على تخصيص "أسبوع النزاهة الوطني" كل عام؛ تزامناً مع اليوم العالمي لمكافحة الفساد، لتطلق من خلاله حملاتها وبرامجها التثقيفيَّة والتوعويَّة مع مُؤسَّسات الدولة كافة، وتتخلله نشاطات مختلفة من عروض مسرحيَّةٍ وورش عملٍ وندواتٍ حواريَّةٍ ومعارض فنيَّة تحثُّ على التزام أخلاقيَّات الوظيفة وتدعو لقيم النزاهة ومحاربة الفساد وترسخ مفاهيم عفة اليد وقدسيَّة المال العام.

 

 

اخبار ذات الصلة