وقال رئيس الحكومة في الخطاب المتلفز، إن إقليم كردستان يواجه أوضاعاً اقتصادية عصيبة نتيجة الآثار السلبية التي خلفها تفشي فيروس كورونا وتراجع أسعار النفط شأنه في ذلك شأن معظم دول العالم، مؤكداً بذل جهود مضنية لتخفيف العبء عن المواطنين.
وأشار إلى أن حكومة إقليم كردستان بذلت أقصى ما لديها لحسم المشاكل مع بغداد، وعملت على تحرير اقتصاد الإقليم من مخاطر الاعتماد على مصدر دخل واحد في تأمين الإيرادات، مبيناً أن الأوضاع الصعبة الراهنة سببها الاعتماد الخاطئ على النفط.
وأكد بارزاني أن إقليم كردستان قطع خطوات جدية في العلاقات مع الحكومة الاتحادية منذ أن تسنمت التشكيلة الوزارية التاسعة مهامها رسمياً في تموز (يوليو) 2019.
وتابع: "كانت أولى زياراتنا إلى بغداد، وأبدينا خلالها استعدادنا لحسم الخلافات كافة استناداً إلى الدستور، وطرحنا العديد من المقترحات لإنهاء الملفات العالقة وخصوصاً بشأن النفط، غير أنه وللأسف تأزم وضع بغداد في تشرين الأول من العام الماضي، واستقالت الحكومة العراقية على وقع الاحتجاجات".
وقال رئيس حكومة كردستان: "الآن وبعد أن بدأت الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي مهامها، جددنا استعدادنا لحل الخلافات كافة وبما يضمن الحقوق الدستورية لإقليم كردستان ككيان اتحادي، وآخر مساعينا في هذا الإطار تمثل بإرسال ثلاثة وفود إلى بغداد، وسنواصل محادثاتنا حتى الوصول إلى حل عادل ودستوري".
وتطرق رئيس حكومة الاقليم في خطابه إلى خطط مواجهة الأزمة المالية، قائلا: "أصدرنا العديد من القرارات المهمة بشأن تطبيق قانون الإصلاح الذي يعد جزءاً محورياً من برنامج تشكيلتنا الوزارية التاسعة"، كما شدد على ضرورة أن يكون الإصلاح عاماً ويشمل الجميع، ولا تراجع عنه مطلقاً.
وتناول رئيس الحكومة برنامج عمل الكابينة التاسعة، وأكد أنه تضمن بوضوح العمل على تثبيت اللامركزية الإدارية للمحافظات وبما يتلاءم مع النظام القانوني والإداري لإقليم كردستان، على أن يتم توزيع الواجبات والمسؤوليات تحت رقابة رئاسة الحكومة.
وأشار بارزاني إلى أن على حكومة إقليم كردستان ديوناً بقيمة 27 مليار دولار، الجزء الأكبر منها سببه الحكومة الاتحادية نتيجة عدم إرسال ميزانية إقليم كردستان، وعبّر عن أسفه لعدم امتلاك الإقليم أي احتياطي اقتصادي يخفف من الأزمة.
وقال: "نعتمد على الموارد المالية التي تردنا شهرياً، وهذا يعني أننا سنواجه مشاكل في كل أزمة اقتصادية"، وتأسف رئيس الوزراء لتجاهل هذه الحقائق والقضايا السياسية والوطنية كلها، فيما اقتصر التركيز على الرواتب فقط بينما يعلم الجميع مصادرها.
وبيّن رئيس الحكومة أن الحكم الرشيد لا يقتصر على صرف الرواتب فحسب، مؤكداً في الوقت نفسه عدم وجود حكومة بوسعها أن توظف كل المواطنين وتؤمن الرواتب لهم، ولكن بتعزيز البنية التحتية وبالإنتاج والتطوير يمكن توفير فرص العمل.
وفي الخطاب استعرض رئيس الحكومة، ملفات داخلية تتعلق بالاجراءات الوقائية من فيروس كورونا المستجد، وحث الجميع على الالتزام بها وعدم تبديد ما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية من أن التدابير الاحترازية في إقليم كوردستان فعالة وناجعة.
وخاطب رئيس الحكومة المواطنين بالقول: "إننا نصغي لجميع انتقاداتكم وملاحظاتكم ومطالبكم الواقعية والمنطقية ونتفهمها ونأخذها بعين الاعتبار، لكن في الوقت نفسه يجب أن تدركوا جيداً الأوضاع الصعبة التي نعيشها".انتهى
عمار المسعودي