• Friday 22 November 2024
  • 2024/11/22 04:43:11


{دولية:الفرات نيوز} يحب المصريون الفخر، وهم في بعض جوانبه محقون، خاصة إذا كان الحديث عن حضارتهم القديمة وإبداعها في فن النحت، ويشهد بذلك مئات بل آلاف التماثيل التي ما تزال شاهدة على بديع ما وصل إليه التقدم في هذا المجال في العصر الفرعوني قبل آلاف الأعوام.
وإذا زرت القاهرة الحديثة فلا بد أنك ستمر بتمثال نهضة مصر الرابض أمام جامعة القاهرة، والذي يخطف الأنظار بروعة تصميمه فضلا عن مهيب دلالته.
التمثال الضخم بدأ فكرة في ذهن الفنان محمود مختار عام 1917، ثم شرع في تنفيذه على مدى عامين، ثم عرضه عام 1920 في معرض الفنون الجميلة السنوي في العاصمة الفرنسية باريس فنال إعجابا كبيرا.
وبعد نجاح عرضه في باريس تطورت الفكرة لنحت نسخة أكبر من التمثال، وأسهم المصريون في العمل عبر اكتتاب عام، ثم أكملت الحكومة النفقات، لتتم إزاحة الستار عن التمثل عام 1928 في ميدان باب الحديد (رمسيس حاليا)، قبل أن ينقل عام 1955 إلى مكانه الحالي أمام جامعة القاهرة.
التمثال الضخم يمثّل فتاة مصرية تقف إلى جوار تمثال أبي الهول الشهير، وتضع يدها على رأسها وهي تنظر إلى الأمام، كأنها تستشرف المستقبل، وتتمنى أن يكون عظيما كما كان الماضي.
لكن شواهد عديدة ظهرت في السنوات القليلة الماضية تؤكد أن المستقبل لن يكون عظيما كالماضي، على الأقل في ما يخص فن النحت، ويكفي لذلك أن تقارن تمثال "نهضة مصر" بتمثال "مصر تنهض" المصنوع من رخام "جلالة صوفيا" في مجمع كنوز الجلالة بالعين السخنة للنحات أحمد عبد الكريم بالتعاون مع كلية الفنون التطبيقية، بل وتحت إشراف خبراء فنيين كما ذكرت العديد من المواقع.
ولأن هذه لم تكن المرة الأولى التي تشهد فيها مصر في السنوات الأخيرة تماثيل بهذا الشكل، فقد جاء غضب المعلقين في مواقع التواصل كبيرا، وسخريتهم مريرة.
وحرص كثير من المعلقين على الانطلاق من موضوع التمثيل لانتقاد ما يرونه انحدارا تشهده مصر في مختلف المجالات في السنوات القليلة الماضية.
المثير أن موقعا مصريا هو "القاهرة 24" نشر على صفحته بموقع فيسبوك ما يشبه استطلاعا للرأي بشأن هذا التمثال الجديد، فاجتذب الكثير من التعليقات الساخرة خلال فترة قصيرة.
وفاء الفتلاوي
 

اخبار ذات الصلة