وقال عرابي: "اليوم انتهى مشواري هنا ليس لأن المؤسسة استغنت عني لا، لكن لأني لم أعد أستطيع البقاء بأرض هي مقبرة للأحلام، سأغادر لأني قرفت منكم، أو بالأحرى لأني لم أجد وطناً، أنتم صنعتموه على قياسكن، على أمل أن يعود الوطن كي نعود ونعيش فيه بكرامة وليس بذل ولا نعود إليه رفاة لندفن به".
وعن هذه الخطوة قال عرابي: "في كل مرة كنت أقرر مغادرة لبنان، كنت أعود وأتراجع عن هذا القرار في اللحظات الأخيرة لأنه ليس سهلا على أي انسان أن يترك بلداً يتمناه في كل لحظة أن يكون وطناً له. في كل مرة كنا نستبشر خيراً خصوصاً عندما كنا نجد أن ثمة لبنانيين متحررين من الانتماءات العمياء للسياسيين، الذين أفسدوا الحياة الوطنية في لبنان، بدلا من تقوية الانتماء الوطني لكل لبناني".
ويتابع: "اليوم كان هذا القرار نهائياً ومع تفجير بيروت أيقنت أن القرار صائب أكثر، وأدركت تماماً أن اللبناني يعيش بالصدفة، لا يمكن له أن يخطط حتى لساعة من الآن. طبقة سياسية وقحة بأكملها شرذمت اللبنانيين، وبالتالي عودة النبض الى قلب لبنان لن تكون الا برحيل هؤلاء، نحن نعيش الديمقراطية الكاذبة التي يحيكونها على مقاسهم وغب الطلب، والفساد يبدأ من هنا".
وعن صدى هذه الاستقالة على هواء التلفزيون الرسمي، وهو المحطة الوحيدة التابعة للدولة اللبنانية، يقول عرابي: "في التلفزيون الرسمي لا يمكن الحديث بهذا المنطق طبعاً، لكنني فعلت ذلك لكوني سأغادر البلاد، ومهما قلت لا يمكن أن أجد عبارات تصف حجم غضبي وغضب الناس على هذه الطبقة الفاسدة. الى هذه الدرجة حزني كبير وعميق على لبنان الذي دمروا فيه البشر قبل الحجر. لكن مهما يقول أي منا، فهم للأسف في ثباتهم العميق ولا حياة لمن تنادي".
عمار المسعودي