التعزيزات العسكرية التي أرسلتها الحكومة جاءت بعدما انتشرت مقاطع مصورة للعصابات الشيشانية وهي تطلق النار من بنادق هجومية استعدادا لهجمات انتقامية، وفق صحيفة ديلي ميل.
المقاطع تظهر رجالا بأقنعة ويحملون أسلحة نارية في مدينة تبعد عن باريس نحو 200 ميل، حيث ينخرط هؤلاء في عصابة شيشانية، وهم أبناء لاجئين قدموا للبلاد قبل 26 عاما.
وقال مصدر في شرطة ديجون إن الاضطرابات مستمرة منذ ثلاث ليال ماضية، حيث حشدت العصابة الشيشانية المعروفة بتجارة المخدرات وأنشطة إجرامية أخرى العديد من أفرادها، وهم يحملون الفؤوس وأسلحة أوتوماتيكية.
إريك ماثيس، المدعي العام في ديجون قال إن ستة أشخاص أصيبوا لكن لم تحدث اعتقالات.
وقال رئيس بلدية ديجون فرانسوا ريبسامين إن ما يحدث غير مسبوق وغير مقبول، حيث نفذت العصابة الشيشانية ثلاث هجمات انتقامية في المدينة.
ووفق وكالة أسوشيتد برس فقد اندلعت اشتباكات مماثلة في مدينة نيس، حيث عزاها رئيس البلدية إلى التوترات بشأن السيطرة على مناطق المخدرات بين السكان الشيشان المحليين ومنافسيهم. وأسفرت عن إصابة 4 أشخاص هناك.
وذكرت إذاعة "فرانس بلو" المحلية أن الاشتباكات بدأت في حي غريسيليس في ديجون الأسبوع الماضي بعد تعرض مراهق من الأقلية الشيشانية في فرنسا لهجوم على يد تجار مخدرات، ما دعا أفراد المجتمع الشيشاني للتوجه إلى شبكات التواصل الاجتماعي للدعوة للانتقام.
وأظهرت اللقطات التي عرضتها قناة بي إف إم اشتعال النيران في سيارتين والعديد من صناديق القمامة الاثنين، وتصاعد الدخان الأسود الكثيف من أحد المباني السكنية.
كما حلقت مروحية تابعة للشرطة فوق الرؤوس، واصطفت عشرات من سيارات الشرطة في شارع قريب في حين سعى عناصر الإطفاء إلى إخماد الحرائق المتناثرة. وغطى أشخاص كانوا ينظرون من الشرفات المجاورة أفواههم تجنبا للدخان.
وقال سكان محليون فضلوا عدم ذكر اسمهم لقناة "بي إف إم" التلفزيونية إنهم شعروا بأن الشرطة تخلت عنهم مع اندلاع أعمال العنف خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وفي رسوم جدران على واجهة متجر قريب كتبت عبارة "يعيش بوتين"، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قاتل جيشه المقاتلين الشيشان في حربين في التسعينيات من القرن الماضي ومطلع القرن الحادي والعشرين. وفي ذلك الحين، عرضت فرنسا اللجوء للعديد من الشيشان، وهناك الآن مجتمعات شيشانية منتشرة في جميع أنحاء فرنسا.انتهى
عمار المسعودي