• Saturday 23 November 2024
  • 2024/11/23 15:12:03
{دولية: الفرات نيوز} بعد 100 عام من نشرها لأول مرة في الحرب العالمية الأولى، تدرس وزارة الدفاع البريطانية، إلغاء اعتمادها على الدبابات كليا وجذريا، لتحديث قواتها والتركيز على الحرب الإلكترونية، بحسب صحيفة الديلي ميل.

وأكدت الصحيفة أن تكلفة تحديث بريطانيا لأسطول الدبابات لديها، والمكون من 227 دبابة تشالنجر 2 و338 دبابة مدرعة من نوع ووريور، ستكون باهظة الثمن، مشيرة إلى أن استغناء لندن عن سلاح الدبابات لن يؤدي إلى إنهاء التاريخ المجيد للدبابة البريطانية فحسب، بل إنه ينذر بنهاية تفوقها والاعتماد عليها في البلدان الأخرى.
وكانت الدبابات استخدمت لأول مرة في المعارك في نوفمبر تشرين الثاني 1917 في الحرب العالمية، من قبل الجيش البريطاني ضد الألمان في معركة كامبري، ونجحت في تغيير سير المعركة، فلم يعد معدل تقدم الجيش يعتمد على وتيرة الجنود المشاة، أو يتباطأ بفعل حشود أفواج الفرسان التي كان يجب إطعامها وسقيها بانتظام، بل على الدبابات التي جعلت حركة الجيوش أسرع، ويمكنها عبور أي تضاريس تقريبا، من شأنها تطوير قوة نيران هائلة.
مع تطور أسلحة الرشاشات، أصبحت الكلفة البشرية خلال الحروب عالية جداً، فلجأت كافة الجيوش خلال الحرب العالمية الأولى لحفر الخنادق، وتعزيزها بخطوط من الأسلاك الشائكة والتحصينات، ومن هنا بدأت الجيوش سعيا حثيثا لإيجاد الوسائل لحل هذه العقدة.
في هذا الوقت، بدأت بريطانيا في العمل على مشروع لتطوير دبابة تسير على جرارات وليس عجلات يمكنها حل مشكلة الخنادق، تحت إشراف اللورد الأول للأدميرالية "وينستن تشرشل" الذي أصبح رئيس وزراء بريطانيا فيما بعد، وجاءت باكورة هذه الجهود في أيلول من العام 1915، بصنع أول نموذج ناجح للدبابة البريطانية "ليتل ويلي".
بدأ الفرنسيون أيضًا في إنتاج الدبابات، ونسق الحلفاء معًا هجومًا جماعيًا بالدبابات في أميان في أغسطس آب 1918، مما أدى إلى خسارة الجيش الألماني وكذلك إلى الهدنة التي أنهت الحرب بعد ثلاثة أشهر فقط.
لكن الدبابة وصلت حقًا إلى قمة نجاحها في الحرب العالمية الثانية، ووصلت إلى ذروتها مع فرق الدبابات في الجيش الألماني، فقد أدرك هتلر الذي شارك في الحرب العالمية الأولى وشاهد الظهور الأولى للدبابات، مدى قواتها وقدرتها على قلب موازيين المعركة، فقد اعتمد الألمان على أسلوب الهجوم الخاطف، الذي يجمع بين الدبابات وطائرات لاختراق دفاعات العدو.
وتعتبر معركة كورسك التي جرت في أوكرانيا بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي في عام 1943 أكبر معركة دبابات في التاريخ، حيث يواجه 1.3 مليون روسي و3444 دبابة، 900 ألف ألماني مع 2700 دبابة في منطقة بحجم ويلز، ونجحت موسكو في تدمير جزء كبير من قوة ألمانيا في هذه المعركة.
بعد ذلك بعام، ذاقت بريطانيا والولايات المتحدة طعم الانتصار في الغرب عندما هزمت دباباتهم الشيرمان، في نورماندي، دبابة النمر النازية، المجهزة بمدفع قاتل عيار 88 مم.
في العقود التي تلت ذلك، ظلت الدبابة هي الرائد في كل جيش رئيسي في العالم، لقد استُخدمت في شن الانقلابات العسكرية وقيادة المسيرات الوطنية والإطاحة بحكومات.
عمار المسعودي
 

اخبار ذات الصلة