ويُعتقد أن "الشاب الممسك بميدالية"، التي رُسمت أواخر القرن الخامس عشر، هي صورة لأحد أفراد عائلة "ميديتشي" الفلورنسية النبيلة التي كانت راعية لبوتيتشيلي ومعظم فناني ما يسمى عصر النهضة.
اللوحة معروفة نسبيًا، لا سيما باعتبارها ضمن مجموعة مقتنيات خاصة لأكثر من قرن. وتم عرضها في عدد من المتاحف الفنية الأكثر زيارة في العالم، مثل متروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك والمعرض الوطني للفنون بواشنطن العاصمة، الأمر الذي رفع من قيمتها في سوق الفن العالمي.
يتجاوز السعر الذي بيعت به اللوحة توقعات دار "سوذبيز" التي أعلنت عن المزاد في سبتمبر/أيلول الماضي وتوقعت بيعها بمبلغ 80 مليون دولار، حيث سيدفع المالك الجديد 92.2 مليونا لدار المزادات الشهيرة، على أن يحصل المالك القديم على مبلغ 80 مليونا، ويذهب المتبقي (12.2 مليونا) لتسديد الضرائب والعمولات.
ويعد هذا السعر قفزة ملحوظة بأسعار لوحات بوتيتشيلي، فقد بلغ الرقم القياسي السابق له 10.4 ملايين (عام 2013) كما أن آخر سعر مسجل لهذه اللوحة لم يتجاوز 5% من السعر الجديد، حيث بيعت آخر مرة قبل نحو 40 عامًا في مزاد بمبلغ 1.3 مليون عام 1982 للملياردير الأميركي الراحل شيلدون سولو، المطور العقاري المتوفى بمدينة نيويورك في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تاركًا ثروة تقدر بنحو 4.4 مليارات، وفقًا لمجلة فوربس.
لا يضع هذا السعر لوحة بوتيتشيلي ضمن قائمة أغلى 10 أعمال فنية حول العالم، ولا حتى بقائمة العشرين، إذ يضعها بالكاد في المرتبة رقم 28 للوحات الأعلى سعرًا، والتي تتصدرها لوحة "سلفاتور موندي" للفنان ليوناردو دافنشي والتي بيعت بـ 450 مليون دولار عام 2017.
لكنه يضعها في مرتبة أغلى الأعمال الفنية المباعة خلال 2020-2021 حتى الآن، فقد كانت أغلى الأعمال الفنية بالمزاد للعام الماضي هي أعمال فرانسيس بيكون الثلاثية المستوحاة من تراجيديا إيسخيليوس اليونانية، وقد بيعت مقابل 84.5 مليون دولار في يونيو/حزيران الماضي.
وربما تظل هذه اللوحة في صدارة أعلى الأعمال المباعة عام 2021، وقد يزيحها مزاد جديد بلوحات أكثر قِدمًا وأعلى سعرًا، وربما يكون لتفشي الجائحة رأي آخر خلال العام الجاري، هذا ما سنعرفه بالتأكيد.
غفران الخالدي