وبعد تقاعد عضو المحكمة القاضي فاروق السامي قبل نحو عام حاولت المحكمة الاتحادية تعيين أحد القضاة الاحتياط لشغل منصبه، لكن في ذلك الوقت كان كل الأعضاء الاحتياط متقاعدين ولا يمكن الاستعانة بهم لملء الفراغ في المحكمة.
ويتمتع الأعضاء الأساسيون في المحكمة الاتحادية بمناصبهم مدى الحياة أو إلى حين طلبهم الإحالة إلى التقاعد، لكن هذا لا يسري على الأعضاء الاحتياط الذين تسري عليهم أحكام العمر وسنوات الخدمة الاعتيادية.
وأدت وفاة العضو الآخر في المحكمة، القاضي عبود التميمي، الأحد، إلى زيادة الخلل في نصاب المحكمة العليا وفاقمت المشكلة القانونية التي يمر بها العراق حاليا.
ويقول الخبير القانوني طارق حرب، ان الموت لا يمنع مجلس النواب من الإكتفاء بتعديل قانون المحكمة الاتحادية رقم (30) لسنة 2005، دون الحاجة لتشريع قانون جديد.
وأضاف انه "بوفاة القاضي التميمي فإن هناك منصبين شاغرين ضمن أعضاء المحكمة،" مشيرا الى انه "بإمكان مجلس النواب تعديل قانون رقم (30) بما يضمن سد النقص الحاصل جراء إحالة أحد أعضاء المحكمة الى التقاعد سابقا ووفاة عضو آخر، مشددا على انه يمكن تعديل القانون وسد النقص سواء كان لعضو واحد او 10 أعضاء".
فيما يقول الخبير القانوني علي التميمي في تصريح صحفي إن "المادة الخامسة من قانون المحكمة توجب أن تعقد جلسات المحكمة بحضور كامل هيئة المحكمة وبعكسه تكون قراراتها غير صحيحة".
وهذا يعني أن المحكمة لن تتمكن من المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات، بحسب التميمي الذي قال إنه "لا يمكن وفق هذه الحالة المصادقة على أي انتخابات مبكرة أو عادية".
واقترح التميمي العودة إلى مادة قانونية ملغاة من قانون المحكمة الاتحادية تتيح ترشيح مجلس القضاء لأعضاء المحكمة الاتحادية وتمنح صلاحية الموافقة على الترشيح لـ"هيئة الرئاسة"، التي كانت تشكل سابقا من رئيس الجمهورية ونوابه.
لكن المحكمة نفسها ألغت هذه المادة في السابق لكي تضمن استقلاليتها وعدم "ولاية الغير عليها".
ولحل هذه "الورطة" كما يعبر عنها القانوني سعيد البكاء، فإن على مجلس النواب العراقي تشريع مادة بديلة "تضمن استقلال المحكمة الكامل".
وقال البكاء إن العراق أصبح أمام "فراغ دستوري وقانوني"، يحتم على مجلس النواب "تحمل مسؤوليته التاريخية والتعجيل بتشريع قانون المحكمة المنصوص عليه في الدستور " مضيفا أن "الانتخابات المقبلة مهددة بسبب نقص نصاب المحكمة الاتحادية".
وتعهدت الحكومة العراقية التي يرأسها مصطفى الكاظمي بإقامة انتخابات مبكرة بعد احتجاجات دامية امتدت لأشهر وأدت إلى إسقاط حكومة عادل عبد المهدي.
وكان مطلب الانتخابات المبكرة وتعديل قانون الانتخابات الحالي من أبرز مطالب المحتجين الذين يهددون حاليا بإعادة زخم الاحتجاجات في 25 أكتوبر الحالي.
وقال القانوني سعيد الصافي، إن الصراع بين مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية على الصلاحيات القانونية وصلاحيات ترشيح أعضاء المحكمة سيستمر طالما لم يشرع البرلمان قانونا".
واقترح أن يكون القانون "مشابها لقوانين الدول التي تمتلك هيئات قانونية مشابهة مثل الولايات المتحدة".
عمار المسعودي