وأضاف التحليل، الذي كتبه المحلل السابق للشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، إرون ديفيد، والزميل غير المقيم في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ريتشارد سوكولسكي، أن "هذا التغيير لا يعكس التحركات الإقليمية الجديدة والأولويات الداخلية للولايات المتحدة فحسب، بل يعكس الطبيعة المتغيرة للمصالح الأميركية هناك".
ويضيف الكاتبان في مقالهما، أن "القيادة الأميركية لا يمكنها إصلاح شرق أوسط محطم أو لعب دور رئيسي في قيادته إلى مستقبل أفضل".
ويتابعان أن "الولايات المتحدة لاتزال تمتلك مصالح هناك لحمايتها، لكنها بحاجة لأن تكون واقعية وحكيمة ومنضبطة في كيفية تأمينها".
تناول الكاتبان، في مقالهما الوضع في الولايات المتحدة بعد ظهور وباء كورونا، مشيرين إلى أن "واشنطن يجب أن تتجنب أي التزامات زائدة عن الحاجة في الشرق الأوسط بعد كوفيد-19".
وشددا أن "الأولويات الداخلية للولايات المتحدة يجب أن تحظى بالأسبقية على حساب أي مغامرات في الشرق الأوسط، يمكن أن تستزف موارد كبيرة".
ووفقا للمقال، فقد تواجه الإدارة المقبلة للبيت الأبيض "أعظم تحد في تاريخ الولايات المتحدة، متمثلا بكيفية التعافي من تداعيات جائحة كورونا وتنشيط الاقتصاد الذي تضرر كثيرا من جراء ذلك".
"وستفرض ضغوط الديون والعجز المتزايد قيودا مالية شديدة على السعي وراء أي شيء، عدا المصالح الأميركية الحيوية في الخارج"، كما يرى الكاتبان.
في المحصلة النهائية، يقترح الكاتبان "ثلاث مصالح حيوية يمكن للولايات المتحدة التركيز عليها مستقبلا في الشرق الأوسط، تتمثل في: الحد من الإرهاب وحماية تدفق النفط ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي".
ويقترحان لضمان ذلك "اتباع سياسة تعتمد بشكل أكبر على الدبلوماسية والمساعدات وبرامج بناء الديمقراطية بدلا من استخدام القوة العسكرية المكلفة بشريا واقتصاديا".
وما قد يؤيد هذه الدراسة جولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الى الشرق الاوسط وتحديداً لبنان والعراق حيث قال محللون ان الزيارة لها بعد آخر أكبر من حل مشاكل البلدين "العويصة والمتفاقمة" بوضع موطئ قدم لفرنسا بالمنطقة ومحاولة ملء الفراغ او التراجع الامريكي على الأقل فيها مع انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية وجائحة كورونا ومعالجة مشاكل اقتصادية ناجمة عنها".
عمار المسعودي