ووجد باحثون أن المناطق التي تأثرت بشكل مبكر بتفشي العدوى كانت تقع ضمن ذات النطاق من خطوط العرض الشمالية، مثل ووهان ودايغو في آسيا؛ ميلان وباريس في أوروبا؛ وسياتل في الولايات المتحدة.
وبحسب الدراسة، فقد تشاركت تلك المناطق آنذاك بنطاق من درجات الحرارة الباردة، وانخفاض نسبي في الرطوبة، ما بين يناير كانون الثاني ومارس آذار.
ويبدو أن الظروف آنفة الذكر تعني أن الفيروس يتصرف بسلوك مشابه لفيروسات الجهاز التنفسي الموسمية مثل الإنفلونزا، وينتشر بشكل سريع في الشتاء وأوقات مبكرة من فصل الربيع.
وقال فريق البحث في جامعة ميريلاند الأميركية إن الخرائط قادرة على مساعدة العلماء وصانعي السياسات بالتنبؤ بشأن أين ومتى سيشهد الفيروس تفشيا، ما يمنح الفرصة لاتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة قبل فوات الأوان.
وجمع فريق الدراسة بيانات مناخية تعود لخمسين مدينة حول العالم، في الفترة الواقعة ما بين يناير كانون الثاني ومارس آذار 2020.
وأشارت الدراسة إلى ٨ مدن شهدت انتشارا حقيقيا للفيروس، وهي دايغو في كوريا الجنوبية، مدريد في إسبانيا، ميلانو في إيطاليا، باريس في فرنسا، قم في إيران، سياتل في الولايات المتحدة، طوكيو في اليابان، ووهان الصينية.
وقارنت الدراسة تلك المدن بـ 42 مدينة لم تتأثر بالفيروس بشكل يذكر.
وعرّفت الدراسة الانتشار الحقيقي بأنه يتمثل بالمناطق التي أبلغت عن 10 حالات وفاة على الأقل بسبب عدوى كورونا بحلول 10 مارس آذار.
واعتمدت الدراسة على البيانات المناخية القادمة من المرصد الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى. وشملت البيانات درجات الحرارة والرطوبة.
ومن نوفمبر تشرين الثاني 2019 إلى مارس آذار 2020، كان انتشار كورونا أكبر في المواقع الثمانية آنفة الذكر، والواقعة جميعها ضمن نطاق ضيق من خطوط العرض، ما بين 30 و50 درجة شمالا.
كذلك، لم ينجح فيروس كورونا في بالانتشار بشكل واسع في المناطق الواقعة شمال هذا النطاق في الفترة الزمنية ذاتها، مثل موسكو في روسيا، الواقعة عند درجة 56 شمالا، ولا في المناطق الواقعة جنوب النطاق مثل بانكوك في تايلاند، والواقعة عند درجة 13.7 شمالا، وفقا للصحيفة.انتهى
عمار المسعودي