واقيم المؤتمر تحت شعار (النجف حاضرة في فكر وسلوك الرئيس الطالباني) وبحضور محافظ النجف ماجد الوائلي، والدكتور ابراهيم بحر العلوم ، والدكتور محمد علي بحر العلوم وعدد من المسؤولين واساتذة المعهد.
وقال رشيد في كلمته بالمؤتمر :"بعد ست سنوات على رحيل الرئيس طالباني، استذكر العراقيون في بغداد العاصمة يوم أمس وفي مدينة النجف الأشرف اليوم بتقديرٍ عالٍ وفخرٍ ذكراهُ السنوية العطرة" مبينا ان "اختيار النجف الأشرف لإقامة الملتقى الوطني الأول له مغزى كبير وجدير بالتأمل، فقد كانت النجف حاضرة في فكر وسلوك الرئيس الراحل وهو المعبّر عنها بقوله: {النجف كانت دوما مركزا للثقافة والدين والأخوة}".
وأضاف "كانت النجف وما تزال تمثل حاضنةً للأخوّة وثقافة العيش المشترك وضمان الاستقرار والحقوق المشروعة، وماتزال شاهداً حضارياً دينياً وثقافياً وعلمياً، وجسراً للتواصل بين الأخوة وأبناء الوطن والشعب الواحد".
وتابع "لقد أكّدَ الراحل طالباني في أكثر من مناسبة، على حكمة المرجعية الدينية والمتمثلة بسماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني حفظه الله، حيث يقول: (لقد كان سماحة السيد منذ البداية خيرا ونعمة للعراق)، وقالت المرجعية الدينية العليا في نعيِها للرئيس: (لقد كان رحمه الله بصيراً بالأمور حريصاً على جمع الكلمة، ووحدة الصف وأدّى أدواراً مميزةً في حلّ الأزمات التي عصفت بالبلد بعد سقوط النظام السابق لاتزال تُذكر فتُشكر)".
وبين ان "الراحل الكبير قد نجح في تجاوز البلد الكثير من الأزمات، حيث كان لتاريخ النضال المشترك بين الرئيس الراحل طالباني وأخوتِهِ العراقيين في مقارعة النظام البائد الدور في بناء العراق الجديد ونظامه الفيدرالي التعددي".
ونوه رئيس الجمهورية الى "النجف كان لها حضور كبير في الثقافة والتفاعل الإنساني للرئيس الراحل، فقد ربطته علاقات وثيقة بشخصيات نجفية دينية وسياسية وعلمية واجتماعية وأدبية أمثال الراحل العلّامة الدكتور السيد محمد بحر العلوم، والشهيد السيد مهدي الحكيم وشهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم وأخيه السيد عبد العزيز الحكيم وغيرهم، وتأثر الرئيس الراحل بالبيئة النجفية وثقافتها وأدبائها وشعرائها من خلال روايته لشعر شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري حيث ربطتهما علاقة مميزة فضلاً عن شعراءَ وأدباءَ ومثقفينَ آخرين".
وأكد ان "اجتماعنا اليوم في النجف الاشرف، وبين أهلها، وفي هذا الصرح العلمي الرصين، (معهد العلمين للدراسات العليا) والذي كانت للرئيس الراحل إسهامات كبيرة في تأسيسه ودعمه، استذكارا لدورِ الرئيس الراحل وجهوده بوفاء كبير، وما هذه المبادرة للتعاون في إقامة هذا الملتقى الوطني الأول إلا عرفان وتثمين لدوره في دعم التوجّه العلمي والمسار الأكاديمي المنفتح على جميع أبناء الشعب، وكلّي يقين أن الرئيس الراحل ومؤسّس هذا الصرح هو أكثرُنا سعادةً وفرحاً بما وصل إليه هذا المنجز العلمي من تطور".
وأختتم كلمته بالقول "إن لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن أشارك اليوم في هذا الملتقى الوطني، لاجدّد التمسّك بنهج الرئيس الراحل ومبادئه وسيرته الحسنة في لّم الشمل والحفاظ على وحدة الكلمة وحلّ الخلافات بالحوار، كما أباركُ لمؤسسة بحر العلوم الخيرية ومؤسسة الرئيس طالباني، هذا التعاون المشترك، الذي يعزز مسيرة الراحلَين الكبيرين العلامة بحر العلوم والرئيس طالباني رحمهما الله، وإن تستمر إقامة هذه الملتقيات في السنوات القادمة في مدن عراقية أخرى كجزءٍ من وفاء العراقيين لرموزهم الوطنية الشامخة".
وكان فخامة الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد، والسيدة الأولى شاناز إبراهيم أحمد قد وصلا إلى مدينة النجف الأشرف صباح اليوم، وكان في استقبالهما محافظ النجف ماجد الوائلي وكبار المسؤولين ومديرو الوحدات الإدارية في المحافظة.