وأشار السيد الحكيم إلى أن أهل البيت (ع) رسموا معالم واضحة لهذه الجماعة المؤمنة، التي تميزت بالمبدئية والعقلانية والواقعية في تعاطيها مع مختلف القضايا. وأوضح أن أتباع أهل البيت يشتركون في العقيدة والشريعة والشعائر، رغم اختلافاتهم في الانتماء الوطني والالتزام بالعقد الاجتماعي الذي يجمعهم مع بقية المواطنين في بلدانهم. كما أشار إلى تنوعهم الفكري، وهو ما يشكل وجهًا من وجوه التمايز، داعياً إلى التركيز على ما يوحد هذه الجماعة مع الاعتراف بما يميزها عن غيرها.
وحذر السيد الحكيم من خطورة الغزو الثقافي الذي تتعرض له هذه الجماعة الصالحة، خاصة في ظل صعودها وتأثيرها المتزايد سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا. وشدد على أهمية التسلح بالعلم والمعرفة لتكون هذه الجماعة قادرة على مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص الكبيرة التي تحملها هذه المرحلة، قائلاً: "اليسر ملازم للعسر".
وأبرز أن المسيرة ليست دائمًا خطًا مستقيمًا، بل تتطلب الصعود والنزول وملاقاة التحديات، مؤكداً أن العراق يمثل محوراً تاريخياً لهذه الانطلاقة المباركة عبر التاريخ. وأشار إلى أن عقد المؤتمر في العراق يأتي استكمالاً لكل الجهود المبذولة لخدمة الطائفة، وليس منافسة لها، بل يعمل بتكاملية مع المشاريع الأخرى.
وبيّن أن الهدف من المؤتمر هو جمع أتباع أهل البيت ومنحهم فرصة للتواصل والتحاور والتعارف ضمن مناخ فكري وإثرائي يخدم قضايا الطائفة وأمتها. وأكد أن الطائفة ليست حكرًا على إطار محدد، بل هي لكل المنتمين إليها، مع أولويات واضحة مثل الدفاع عن المظلومين وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني، القضية الإنسانية قبل أن تكون إسلامية.
وفي ختام كلمته، أعرب السيد الحكيم عن تفاؤله بحالة التعافي التي يشهدها العراق سياسياً ومجتمعياً وأمنياً وتنموياً، والتي قد تكون غير مسبوقة منذ عقود، مشيرًا إلى دور المكون الأكبر وشركاء الوطن في تحقيق هذا الاستقرار.