بين صفحات بعض المجلدات كان هناك رسم لتاج يشبه غطاء رأس القديس إدوارد الشهير (من التتويج البريطاني) فوقه حرفا S وC، وهي إشارة لشركة بحر الجنوب لتجارة الرقيق.
وأعلن النص المصاحب، المكتوب في عام 1715، أن هذه هي "العلامة التي سيتم وضعها من الآن فصاعدا على أجساد الزنوج لبيعهم في جزر الهند الغربية الإسبانية"، بموجب عقد بين ملكة بريطانيا العظمى آن، وملك إسبانيا فيليب الخامس.
وقال رادبيرن، المؤرخ في جامعة لانكستر، الذي اكتشف الرسم التوضيحي خلال قيامه على مشروع لرقمنة سجلات شركة بحر الجنوب لتجارة الأفارقة المستعبدين إلى الأميركتين اللتين كانتا خاضعتين للإسبان "لقد كان الأمر ملفتا للنظر".
وكان الكي بالحروف الأولى من الاسم على الأجساد ممارسة فظيعة ولكنها شائعة في عصر تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.
وكان عرض علامة تجارية مثل تلك التي كانت توسم الزنوج، على تلك الوثائق غريبا، ما أدى إلى إنشاء رابط واضح بين الملكية البريطانية وتجارة الرقيق، وفق صحيفة واشنطن بوست.
قال رادبيرن "يُظهر هذا بوضوح العلاقة الوثيقة بين التاج، سواء كانت الملكة آن شخصياً أو المؤسسة على نطاق أوسع، مع شركة بحر الجنوب وأنشطتها".
وكانت صحيفة واشنطن بوست، بإذن من المكتبة البريطانية، أول من نشر الوثائق التي يظهر فيها رسم العلامة التجارية.
وردا على سؤال حول الرسم التوضيحي، قال قصر باكنغهام في بيان لصحيفة واشنطن بوست "هذه قضية يأخذها جلالة الملك على محمل الجد".
ولم يعتذر الملك تشارلز الثالث عن دور أسلافه في تجارة الرقيق، كما فعل الملك الهولندي ويليم ألكسندر في الصيف.
وبدلا من ذلك، أعرب تشارلز عن "حزنه الشخصي إزاء معاناة الكثيرين".
وقد أبدى دعمه للبحث حول الروابط التاريخية بين النظام الملكي البريطاني والعبودية.
وعلى مدى 270 عاما، أشرف الملوك والملكات البريطانيون، بصفتهم رؤساء دول، على مشروع تجاري حرم الناس من إنسانيتهم وحكم عليهم بالعبودية، وأرسلهم عبر المحيط ليتم استغلالهم من أجل العمل، بينما مات الآلاف نتيجة لظروف السفر الوحشيةـ تقول الصحيفة الأميركية.
والتحقيقات الجديدة، المستندة إلى سجلات المكتبات ودور المحفوظات في قارات متعددة، تكشف أن الملوك البريطانيين المتعاقبين لعبوا دورا أكثر مما كان معترفا به سابقا في تجارية الرقيق، وحصدوا أرباحا لا تزال تعود بالنفع على أفراد العائلة المالكة البريطانية إلى اليوم" تقول ذات الصحيفة .
وكان المؤرخ بروك نيومان من جامعة فيرجينيا اكتشف وثيقة تعود إلى عام 1689، أعادت صحيفة الغارديان نشرها في أبريل، تظهر أن الملك ويليام الثالث، الذي بنى قصر كنسينغتون، استفاد من مزايا منحها له تاجر عبيد سيئ السمعة، هو إدوارد كولستون.
كما عثرت الباحثة ديزيريه بابتيست المقيمة في لندن على وثائق تفيد بأن أحد الأسلاف المباشرين للملك تشارلز الثالث اشترى ما لا يقل عن 200 شخص مستعبد لدعم مزرعة التبغ الخاصة به في فرجينيا.
وتوفر مثل هذه الاكتشافات دليلا لأولئك الذين يدعون إلى إجراء حساب في بريطانيا وخارجها حول إرث الاستعمار.
وقد تظهر النتائج أيضا في بعض دول الكومنولث المتبقية حول ما إذا كان يجب الاستمرار في الاعتراف بالعاهل البريطاني كرئيس لهم أم لا.
وقال رادبيرن تعليقا على ذلك "كل الزخارف التي لدى العائلة المالكة البريطانية من قصور وفن واحتفال والأبهة المصاحبة لها يجب أن تتم تسويتها مع الجانب المخفي من التاريخ".