وبينما رحب بخطوات الحكومة في إجراء الانتخابات المبكرة ودراسة خيارات مراقبتها؛ أوضح أن البعثة تبذل أقصى جهودها من أجل شطب العراق من قائمة الدول عالية المخاطر.
وقال السفير هوت في تصريح صحفي، تعليقاً على الصراع الأميركي الإيراني وتأثيره في العراق: إنه "في كثير من الأحيان، تستخدم القوى الأجنبية العراق كساحة قتالٍ بالوكالة لتنفيذ أجنداتها الإقليمية، مما يزيد من عدم الاستقرار الداخلي والإقليمي"،مشدداً بأن "على الجميع أن يدرك ان عراقاً ضعيفا وغير مستقر لا يملك إلا أن ينتهي به الأمر كدولةٍ فاشلة، مع تداعياتٍ كارثية في المنطقة وخارجها، وان من مصلحة الجميع أن يساهم في قيام دولة عراقية مزدهرة ومستقرة وقوية وذات سيادة كشرطٍ أساس لاستقرار المنطقة، بلدٌ يزدهر على أساس العلاقات الجيدة مع جميع جيرانه على قدم المساواة وأساس السيادة، وبصفتهما جارين، يتشارك العراق وإيران بلا أدنى شك بعلاقاتٍ تاريخية عميقة على عدة أصعدة".
وأضاف، أن "الاتحاد الأوروبي يؤمن ايمانا قويا بإبقاء الدبلوماسية على قيد الحياة، وبالتحديد بالمحافظة على الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة) مع إيران وانقاذه"، مؤكداً أن الانتقال الى إدارة أميركية جديدة تمتاز بميلها للحوار أكثر؛ يمكن أن يفسح المجال لفرصة فريدة بهذا الخصوص، لذا فإن أي تقدم من المحتمل أن يؤدي الى أجندة دبلوماسية جديدة تستطيع من خلالها أطراف الاتفاق النووي العمل على تثبيت الملف النووي، مع الاستفادة من الزخم الناتج لمعالجة قضايا أخرى مع إيران".
العلاقات مع السعودية وتركيا
وبخصوص التقارب العراقي السعودي الحالي وأهميته في استقرار المنطقة؛ أكد هوت أن «إحدى أولويات الاتحاد الأوروبي؛ هي تعزيز الاستقرار في منطقة الخليج الأوسع، لذا نحن نرحب بسياسة العراق الاستباقية للحفاظ على علاقات بناءة ومتوازنة مع جميع البلدان في المنطقة وخارجها"، مبيناً أن "ذلك سيسمح للعراق بأن يحوّل موقعه الضعيف جغرافيا واقتصاديا بين الجيران الأقوياء إلى فرصة لخلق أوضاعٍ متعددة تعود بالربح لجميع الأطراف، وتسهم بشكلٍ كبير في تحقيق الاستقرار والازدهار للعراق والمنطقة".
وأضاف، أنه "بصفتهما دولتين عربيتين، فإن العلاقة بين العراق والسعودية هي علاقة وثيقة ومهمة لكلا البلدين، وأن الاتحاد الأوروبي متفائل لملاحظة ان هذه العلاقات تخضع لمراجعة إيجابية، وكذلك سعيا لتوطيد الأواصر الاقتصادية بين البلدين".
وفي الملفات الخارجية أيضاً، وتحديداً في العلاقة العراقية-التركية، رأى سفير الاتحاد الأوروبي، أن «تركيا جار مهم للعراق، وتجمعها به علاقات تاريخية، كما أنهات روابط جغرافية واقتصادية مع العراق، لذا فان تطوير علاقتهما لمنفعة البلدين وتحقيق الامكانات الكاملة لهذه العلاقة هو في مصلحة كلا البلدين».
وأكد في هذا الجانب، «أنا أؤمن بأن العراق وتركيا بحاجة لتقوية تعاونهما في مكافحة أي منظمة إرهابية تمثل تهديدا لأمنهما، وان مخرجات الاجتماع الأخير بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعثت إشاراتٍ مشجعة على أن البلدين قد انخرطا أخيرا في نقاشٍ صريح حول هذه المسألة، ولا يسع الاتحاد الأوروبي إلا أن يشجع كلا البلدين على الاستمرار بهذا النقاش".
غفران الخالدي