منذ تصويت المعارضة على إسقاط الحكومة، انخرط الرئيس الفرنسي في مشاورات مكثفة مع مختلف القوى السياسية في البلاد. الهدف الرئيسي لماكرون هو اختيار شخصية قادرة على بناء توازن سياسي يجنّب الحكومة القادمة أي أزمات جديدة قد تعصف بها، خاصة في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه فرنسا.
إسمان مرشحان بقوة
وتشير مصادر مقربة من الإليزيه إلى ترشيح عدة شخصيات لتولي المنصب. من أبرز هذه الأسماء:
فرانسوا بايرو.. رئيس حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية، والذي يعد من الحلفاء الرئيسيين لماكرون منذ عام 2017 عندما شغل منصب وزير العدل.
سيباستيان لوكورنو.. وزير الدفاع الحالي والمقرب من الرئيس، والذي يتمتع بخبرة سياسية تؤهله للتعامل مع الظروف الراهنة.
مشاورات مكثفة
على مدار الأيام الماضية، عقد ماكرون اجتماعات يومية مع ممثلي الأحزاب السياسية في قصر الإليزيه. استُثنيت من هذه اللقاءات الأحزاب ذات التوجهات المتطرفة يميناً ويساراً، على الرغم من تحقيق حزب "التجمع الوطني" اليميني وحزب "فرنسا الأبية" اليساري مكاسب كبيرة في الانتخابات التشريعية المبكرة التي شهدتها فرنسا هذا الصيف.
في المقابل، طالبت أحزاب يسارية ضمن "الجبهة الشعبية الجديدة" بتعيين رئيس حكومة من اليسار، معتبرةً ذلك احتراماً لنتائج الانتخابات التشريعية. إلا أن هذه الدعوة قوبلت برفض من الأحزاب الداعمة لماكرون ومن اليمين، الذين هددوا بإسقاط أي حكومة يقودها ممثل عن تحالف اليسار.
تحديات رئيس الحكومة المقبل
وتنتظر رئيس الحكومة الجديد مهمة شاقة تتمثل في إدارة الأزمات السياسية، وصياغة برنامج حكومي يحظى بقبول واسع من الأطياف السياسية المختلفة. كما سيكون على الحكومة المقبلة تقديم تنازلات لضمان تمرير الميزانية والقوانين الضرورية لتسيير شؤون الدولة.
الرهان الآن هو أن ينجح ماكرون في اختيار رئيس حكومة جديد قادر على قيادة البلاد نحو الاستقرار وتجنب مزيد من الأزمات، خاصة في ظل الانقسامات الحادة التي تشهدها الساحة السياسية الفرنسية.