• Wednesday 29 May 2024
  • 2024/05/29 10:06:42
{بغداد : الفرات نيوز} حذرت منظمة أطباء بلا حدود من عواقب إنسانية وخيمة في حال إغلاق مخيم ليلان للنازحين في كركوك.

وذكرت المنظمة في بيان تلقت {الفرات نيوز} نسخة منه أن "حافلات وصلت إلى مخيم ليلان بمحافظة كركوك في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين 25 تشرين الأول، استعدادا لنقل النازحين العراقيين من المخيم إلى مناطقهم الأصلية".

وأبدى "سكان المخيم مخاوفهم من اعادتهم قسرا إلى مناطقهم الأصلية، إذ شاركوها مع فرق أطباء بلا حدود التي تعمل على تقديم الرعاية الصحية في المخيم"، حسب البيان.

وأعربت "المنظمة عن قلقها العميق خلال البيان بشأن العواقب الانسانية التي ستُحدثها عمليات إغلاق المخيمات المسرعة على النازحين {المستضعفين} الذين يقطنون المخيمات دون تقديم حلول امنة ومستدامة".

 وأعيد حوالي 25,000 من النازحين الذين كانوا يستقرون في مخيمات النزوح الرسمية منذ تشرين الاول 2020، إلى مناطق سكناهم الأصلية وذلك بعد مباشرة الحكومة العراقية بعملية إغلاق المخيمات، حسب المنظمة، مضيفة أن العديد من النازحين يعتبرون تمكنهم من العودة لديارهم حلما قد تحقق، الا ان البعض الاخر منهم يرى الامر كابوسا بسبب انعدام الامن ونقص الماوى والخدمات في مناطقهم الأصلية.

سكان مخيم ليلان خلال البيان وصفوا بالتفصيل سبب خوفهم من العودة إلى قراهم وبلداتهم، إذ تقول امراة من سكان المخيم: "حتى لو ارادوا إغلاق المخيم فلا ينبغي ان يرسلونا إلى مناطقنا الأصلية الان، عليهم توفير الامان لنا، فبسبب العديد من القضايا القبلية وانعدام الامن، لا يستطيع الكثير من الناس العودة إلى قُراهم.

وجاء في بيان منظمة أطباء بلا حدود أن النازحين يواجهون في بعض الحالات اعمال عنف واعتقال محتمل في مناطقهم الأصلية في حال وجود اشتباه بوجود صلة لدى بعضهم بجماعة الدولة الإسلامية.

وأضاف أن حالات الوصم في العراق ضد اي شخص يشتبه بصلته بجماعة الدولة الإسلامية يجعل بعض العائلات تخشى بشدة على سالمتها. 

وأردفت المراة قائلة: "عندما عاد بعض جيراني إلى منطقتهم، تعرضوا للاعتداء اللفظي واضطروا للاختباء من سكان منطقتهم حيث كانوا يخشون ان يتعرضوا للاذى من قبل السكان."
 
تم انشاء المخيم في عام 2014 بعد اندلاع النزاعات في مناطق عديدة من العراق مثل الحويجة وصلاح الدين، مما اجبر العديد على الفرار وترك منازلهم.

ويعيش اكثر من 7000 شخص في مخيم ليلان، ويشكل النساء والأطفال غالبية السكان.

وقالت امراة نازحة اخرى تعيش ايضا في مخيم ليلان: "لقد دمر منزلنا، لدينا اطفال صغار ولا نعرف ماذا سنفعل بهم اذا تم اجبارنا على العودة، مضيفة أن الطقس يصبح اكثر برودة يوما بعد يوم، فليس لدينا ما يكفي من الدخل لاستئجار منزل والبقاء بسلامة ودفء".

وتابعت: مخيم ليلان امن لنا ولدينا ماء وكهرباء، اذا تم اخراجنا من هُنا فلن يكون لدينا ماء ولا كهرباء، كيف يمكننا تدبر حياتنا اليومية بدون هذه الخدمات؟."

ويعتبر الوصول إلى الرعاية الصحية للنازحين خارج المخيم محدوداً، إذ يعتمد الكثير من سكان المخيم على خدمات الرعاية الصحية المقدمة داخل المخيم، حسب البيان.

 جول بادشاه رئيس بعثة أطباء بلا حدود في العراق أكد أن المنظمة تُعالج 300 مريض يعانون من أمراض مزمنة في المخيم وهؤلاء المرضى يحتاجون إلى علاج ورعاية مدى الحياة دون انقطاع.

وأضاف أنه في العادة نقوم نحن بتزويد المغادرين بكمية ادوية تكفيهم لمدة ثلاثة اشهر بعد مغادرتهم المخيم، وذلك لضمان عدم انقطاعهم عن العلاج لحين وصولهم إلى خدمات الرعاية الصحية من جديد في مناطق عودتهم. 

وكشف عن عدم وجود الوقت الكافي لتزويد المرضى بالأدوية لتغطية تلك الفترة ولإعداد الملفات الطبية اللازمة لهم للتسجيل في برنامج اخر للأمراض المزمنة في مناطق عودتهم، مع الإغلاق السريع.

وحسب بادشاه أن هنالك مصدر قلق اخر بالنسبة لفريق أطباء بلا حدود، والذي هو جائحة كوفيد-: "نشعر بالقلق حيال مغادرة المرضى للمخيم وسط انتشار جائحة كوفيد-19، إذ توجد ثماني حالات مؤكد اصابتها بكوفيد-19 في منطقة العزل بالمخيم، وليس من الواضح كيف سيتم نقل المرضى ومدى سرعة حصول الناس على الرعاية الطبية."

وتحث منظمة أطباء بلا حدود السلطات العراقية على اعادة النظر في قرار الإغلاق الوشيك لمخيم ليلان للتاكد من ان عمليات العودة المستقبلية تتم بطريقة اكثر شفافية وعلى نحو طوعي وامن ويحفظ الكرامة.

يشار إلى أن منظمة أطباء بلا حدود تعمل في العراق منذ عام 1991، ولديها اكثر من 1500 موظف في مشاريعها في جميع انحاء البلاد، حيث توفر المنظمة الرعاية الصحية المجانية عالية الجودة لجميع الاشخاص بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الانتماء السياسي.

حسين حاتم

اخبار ذات الصلة