في بداية الوباء، لم يكن من غير المألوف رؤية أشخاص يرتدون قفازات طبية أثناء التنقل، وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة قد تلاشت في الغالب، ونظراً لأن الموجة الثانية قد تكون في الأفق؛ فهل حان الوقت لاتخاذ مثل هذه الاحتياطات مجدداً؟ على ما يبدو لا.
وفقًا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن ارتداء القفازات «خارج مراكز الرعاية الصحية، أي على سبيل المثال عند استخدام عربة التسوق أو ماكينة الصراف الآلي، لن يحميك بالضرورة من الإصابة بـ(كورونا)، بل قد يؤدي إلى انتشار الجراثيم».
بدلاً من ذلك، يوصي العلماء بغسل اليدين بانتظام واستخدام معقم اليدين.
ويضيف «المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها»: «لا توجد حالياً أدلة كافية للتوصية بالاستخدام المنتظم للقفازات كإجراء وقائي من (كورونا)». ويلفت إلى أن «النفايات التي تصدر عن استخدام هذه القفازات ينبغي عدم تجاهلها، خاصة بالنظر إلى عدد المرات التي يغير فيها المتخصصون في الرعاية الصحية ملابسهم في العمل، وبالتالي عدد المرات التي سنرمي فيها القفازات».
وقالت الدكتورة بيربيتوا إيميغي، المحاضرة في علم الأحياء البشرية والعلوم البيولوجية في جامعة ليفربول هوب: «يمكن للقفازات أن تولّد شعوراً زائفاً بالحماية قد يسبب ضرراً أكثر مما ينفع». وأضافت: «نعلم أن الفيروسات والأمراض الأخرى تنتشر من اليد إلى شخص آخر عن طريق اللمس. يمكن أن يكون ذلك من خلال مصافحة الأيدي الملوثة أو عن طريق لمس الأيدي الملوثة شيئاً ثم ترك الجراثيم على السطح، ويتفاقم الأمر بشكل واضح من خلال غسل اليدين بشكل غير سليم. لذا فإن ارتداء القفازات أثناء التنقل قد يبدو أمراً معقولاً، لكنه ليس بهذه البساطة. في رأيي، يمكن أن يمنح ذلك الناس في الواقع إحساساً زائفاً بالحماية من (كورونا)، وهو شعور قد يكون خطيراً للغاية».
وتابعت: «عليك أن تتذكر أنه يمكنك نشر الجراثيم أثناء ارتدائك للقفازات بالفعالية ذاتها إذا لم ترتدها».
وباختصار، تعتبر ممارسة نظافة اليدين الجيدة والتباعد الاجتماعي أفضل الطرق لحماية نفسك والآخرين، مع ترك القفازات للمختصين، وفقاً للتقرير.
رغد دحام