{بغداد:الفرات نيوز} قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ان" العراق بحاجة الى هيئة وطنية عليا مستقلة تختص بالتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة لكي ترسم استراتيجية وتضع خطوط عملية وتراعي الوضع النفسي والاجتماعي والمعيشي والصحي والتعليمي لهذه الشريحة من المجتمع". وقال السيد عمار الحكيم خلال كلمة القاها في المؤتمر الاول لشريحة ذوي الاعاقات الخاصة اليوم السبت في المكتب الخاص لسماحته ان" المؤتمر الاول لشريحة ذوي الاعاقات الخاصة يمثل خطوة نحو تصحيح مفاهيم خاطئة وتوعية مجتمع كامل لاحتياجات شريحة مهمة من هذا المجتمع ان المفاهيم الخاطئة تؤدي الى ممارسات خاطئة ومن المفاهيم الخاطئة التي يمارسها المجتمع دون وعي هو مفهوم الاعاقة ووصف المعوق، متسائلا " من هو الذي يجب أن يوصف بالمعوق من كان يعاني من اختلال في عمل جزء من اجزاء جسمه او من كان يعاني من اختلال في اخلاقه وسلوكه؟". واضاف أن" المعوق هو معاق الاخلاق وليس معاق الجسد"، مبينا " اننا من هنا ننطلق في تصحيح المفهوم الخاطئ لدى المجتمع في وصف ذوي الاحتياجات الخاصة بالمعاقيين انهم ليسوا معاقيين وان كانوا ذوي احتياجات خاصة، من هنا يجب ان تكون البداية في تصحيح المفهوم ومن ثم نبدأ بتصحيح الممارسات". واضاف ان" المجتمع يتحمل المسؤولية الاولى في التعامل مع ذوي الاحتاجات الخاصة ومن بعده تأتي مسؤولية الدولة وهذا استثناء لذوي الاحتياجات الخاصة ان يكون المجتمع هو المسؤول الاول عنهم وثم تأتي الحكومة والبرلمان بالاضافة الى المؤسسات الاخرى في الدولة لتتحمل مسؤوليتها والسبب في ذلك انهم يحتاجون منا الرعاية والحب والاهتمام وان لا تنظر لهم عقولنا القاصرة نضرة قاصرة فهم من المجتمع ويعيشونه ويعيشون معه وعليه فان كل واحد منهم مما عليه ان يقوم بدوره في تعميق هذه الرحمة التي بذرها الله سبحانه وتعالى بيننا". واشار السيد عمار الحكيم الى انه" على كل واحد منا ان يعمل جاهدا على حماية ذوي الاحتياجات الخاصة وتلبية مطاليبهم ومن مسؤولية المجتمع المدني ومنظماته الفاعله حمايتهم"، مبينا ان" ذوي الاحتياجات الخاصة هم ذوي التضحيات الخاصة فالذي يواجه الصعوبات وهو متسلح لا فخر له ان تغلب عليها ولكن الذي يواجهها وهو اعزل له ان يفخر ويتباها وان لم يتغلب عليها كليا". وبين ان" ذوي الاحتياجات الخاصة يمثلون {10%} من سكان العالم وفي العالم العربي تصل النسبة الى {12%} بناء على احصائات الامم المتحدة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم". واعرب عن اسفه الى" افتقاد العراق النسبة المحددة والمعلومة لعدد ذوي الاحتياجات الخاصة فيه ولكن بالتأكيد نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة الموجودين في العراق تفوق نسبة اي دولة في المنطقة وهي نتيجة طبيعية للظروف الاستثنائية التي مرت بنا على مدى {40}، بالاضافة الى الاثار المستمرة للحروب والاسلحة المحرمة التي تم استخدامها وتخلف القطاع الصحي وسوء التغذية ومكافحة الامراض، كل هذا يؤدي في زيادة النسبة لذوي الاحتياجات الخاصة ففي عام 2003 والى يومنا الحاضر بلغت نسبتهم {250} الف شخص من ضحايا الارهاب وهذا الرقم يمثل ضحايا الارهاب المباشر واذا ما اضيف اليه الاسباب الاخرى فان الرقم سيكون اكبر من ذلك بكثير". واردف بالقول ان" الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة هو المعيار الاساس لحضارة الشعوب وسيبقى تحضرنا منقوصا مادامت هذه الشريحة من مجتمعنا لم تأخذ الارهتمام الكافي والحقيقي منا وفي الوقت الذي نصحح فيه وعي المجتمع ونحمله مسؤولياته تجاه هذه الشريحة المهمة الا ان علينا ان نخوض مسارا اخر يعتمد على تصحيح مسارات الدولة في التعامل مع هذه الشريحة واستنادا الى الحق الممنوح لهم بحسب المادة {32} من الدستور العراقي وبحسب المادة {29} من الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص من ذوي الاعاقة والتي ادعو الجهات المختصة في الحكومة العراقية للتأكد من الالتزام بها وحسن تطبيقها لان العراق ملزم بتنفيذ هذه الاتفاقيات الدولية". واوضح السيد عمار الحكيم ان" العراق بحاجة الى هيئة وطنية عليا مستقلة تختص بالتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة لكي ترسم استراتيجية وتضع خطوط عملية وتراعي الوضع النفسي والاجتماعي والمعيشي والصحي والتعليمي لهذه الشريحة من المجتمع كما تشير الى ذلك المادة {33} ثانيا من الاتفاقية الدولية والتي الزمت الدول الموقعة بانتهاج مبادئ باريس في تشكيل ذات الصلة بحقوق الانسان وان تسن قوانين خاصة بهذه الشريحة فيما تتعلق بالتعليم والعمل وادعو بان تتاح الفرصة لممثلين عن هذه الشريحة في الاشتراك الفعال لاتخاذ القرارات بشأتن السياسات والبرامج وخاصة برامج تتعلق بهذه الشريحة بشكل مباشر". ودعا الى شمول ذوي الاحتياجات الخاصة بالقروض الحكومية الخالية من الفائدة في مجالات الاسكان ودخل الحياة المعيشية وتمتعهم بمدارس خاصة بهم تراعي ضروفهم وتخصيص اماكن مناسبة لهم في الدوائر والمؤسسات وتسهيل مراجعاتهم الادارية، كما دعا الى توفير نسبة من الدرجات الوظيفية في الدولة تتناسب مع حجمهم في البلاد ورعاية عوائلهم ودعمهم في الزواج بتخصيصات وامتيازات لمن يقترن بهم وقبل كل ذلك العمل على ايجاد ثقافة اجتماعية عامة بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وتعويضهم بمناهج دراسية لكافة المراحل والخطاب الاعلامي الممنهج وغي ذلك من وسائل التثقيف". واكد السيد عمار الحكيم على" العمل بتحقيق الاندماج الكامل للاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة كمواطنين يتمتعون بحقوق المواطنة كاملة ومشاركين في جميع مناحي الحياة"، مطالبا مجلس النواب والحكومة الى" تجسيد هذه المساواة وعدم التمييز بسبب الحاجة الخاصة لهؤلاء بالتشريعات والقوانين النافذة ومراعاة احتياجاتهم في جميع السياسات وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوزفير امكانية وصولهم الى البيئة الاجتماعية والاقتصادية في رسائل الاعلام وتكنلوجيا المعلومات والاتصالات وتمكينهم من التمتع بالكامل بجميع حقوق الانسان والحريات الاساسية". ودعا ذوي الاحتياجات الخاصة الى" عدم تسليم احلامهم الى اليأس وهجرها لانه عليكم تحقيقها ونحن معكم في تحقيها باذن الله تعلى".انتهى
- الوقت : 2012/10/13 19:50:14
- قراءة : ٥٬٤٤٧ الاوقات