{بغداد:الفرات نيوز} حذر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم من تحول الازمة السياسية الراهنة الى عقدة سياسية فيما أعلن ان العملية السياسية رافقها ارتكاب بعض الاخطاء من قبل جميع الاطراف السياسية دعا الى التهدئة والاصغاء الى مطالب الشعب العراقي . وقال السيد عمار الحكيم في كلمة له خلال الحفل التأبيني الذي اقامه في مكتبه بمناسبة ذكرى شهادة المرجع الديني الامام السيد محمد باقر الصدر اليوم " اننا نستذكر في يوم الكرامة للذكرى الثانية والثلاثين لاستشهاد الامام الشهيد محمد باقر الصدر {قدس} واخته العلوية الطاهرة بنت الهدى ، علما كبيرا من اعلام امتنا ورمزا من رموز اعلامنا وساحتنا " . واضاف "اننا نستذكر كيف انتصر الدم المظلوم والدم الواعي على السيف وعلى تلك الماكنة الضخمة ،لقد اختزل الشهيد الصدر في منهجه ذلك الفكر العلوي والاباء الحسيني فلقد مثل مشروعا واعدا لامتنا فالشهيد الصدر كان كتلة من العطاء والتضحية والجد والاجتهاد في سبيل الله واستطاع ان يستوعب في وقت مبكر طبيعة التحديات لبناء مشروع اسلامي واعد في العراق وكان سيف زمانه لاولئك الذين عاصروه ". وتابع "حين نقف عند شخصية الشهيد الصدر نلتمس الضوء في المحطات المظلمة في مسيرتنا الشاقة والطويلة في بناء الوطن لقد فجر الوعي قبل تفجير الثورة وكان عالما وفيلسوفا قدم الكثير من اجل مشروعه الوطني". واوضح ان "الشهيد الصدر بقدراته العلمية الفائقة استطاع ان يحمل الملامح الفكرية الواضحة ولكن قوى الظلام ادركت وفي وقت مبكر ماذا يعني الشهيد الصدر وماهي الطفرة الفكرية التي ستحدثها كلمة الشهيد الصدر فاجتمعت قوى الظلام لتغييب الشهيد الصدر فكانت الطفرة الكبيرة ضد النظام البائد فكان التاسع من نيسان هو الفكرة والنتاج وبداية جني الثمار". وذكر ان "الامام الشهيد الصدر يمثل محطة مفصلية في تاريخ العراق وان التقارب بين استشهاد الصدر وسقوط النظام البائد ليس صدفة بل تأكيد بهذه السنة الالهية ". وتابع "اننا نتذكر في هذا اليوم الدور المحوري للمراة والمكمل لحركة الثورة للمصلحين دور الشهيدة العلوية بنت الهدى وحركة الامام الشهيد الصدر ومشروعه ازداد رونقا وجمالا بوجود شخصية فذة كشخصية اخته العلوية بنت الهدى ". واشار الى "اننا نلاحظ الشهيد الصدر انطلق في رحاب المرجعية السيد محسن الحكيم بما شمله من تحديات ضخمة ان كان على المستوى الفكري او السياسي وبدأ ينطلق في رحاب هذه المرجعية ويؤصل مشروعه لما بعد وفاة السيد محسن الحكيم " وبين ان " الامام الشهيد الصدر قام بعمل كبير ومؤثر لفلسفة الواقع وكانت لديه ملامح فلسفية للواقع الاول منها المرجعية الدينية ودورها الرائع والمميز في شتى المجالات وحينما نراجع التطور الفكري الذي سار فيه الشهيد الصدر ويمارس دوره في رعاية والتثقيف والرؤية الصحيحة في الرعاية والتثقيف والرؤية الصحيحة لخدمة الامة وفي كتاب شهيد المحراب يضع كتابه التصور الفكري الذي كانت بين الشهيد الصدر وشهيد المحراب عبر رسائل الخطية ". وذكر ان " معالم مشروع الامام الشهيد الصدر التوازن الدقيق بين التجديل والتأصل فقد قدم رؤية واضحة ونظريات طور فيها الفقه والفلسفة والمنطق والرجال لكنه كان يستند الى الجذور الاصيلة من الكتاب والسنة " ولفت الى ان " مشروع الشهيد الصدر اتسم بالشمولية في العديد من الجوانب فهنالك شمولية في مساحات الحركة فقد كان يهتم بالجانب الفكري والحركي لمواجهة التحركات الفكرية والايدلوجية وجوانب اجتماعية والمشروع السياسي وكيفية تخليص الشعب العراقي من ذلك الحكم الظالم "، منوها الى ان " الشهيد الصدر اهتم بالبعد الحركي وتنظيم وتعبئة المجالات الفكرية والسياسية ". وقال السيد عمار الحكيم ان " الشهيد الصدر اهتم بالحوزة العلمية والمناهج الموجودة فيها وكيفية تطويرها فقد استطاع ان يقدم خطوات مهمة في هذا المال والكثير وقدم الكثير من الرؤيا والشمولية في هذه المجالات كما واننا نستطيع ان نتلمس هذه الشمولية من خلال الامة فلم يكن يختزل نفسه في مساحة واحدة وانما كان شاملا وممثلا على جميع القطاعات ". وأكد ان "خطوات الامام الشهيد الصدر في جميع المجالات ناتجة من قرأة واسعة وجريئة لكسر الحواجز ونقل الامة الى واقع جديد واستطاع ان تكون له تأثيرات مدوية في العالم ااسلامي عبر افكاره ومؤلفاته ككتاب اقتصادنا الذي تم تدريسه في الكثير من دول العالم الاسلامي ". واشار الى ان " الشهيد الصدر واجه النظام البائد وهو يعرف ماذا يعني مواجهة مثل هكذا نظام وحشي ولكنه كان يرى بان الشعب يحتاج الى ان يضحي بدمه ليستنهض الهمم في مقارعة ذلك النظام ". واوضح ان " اليوم وبعد مرور 32 عاما يستذكر ويؤبن العراقيون بمختلف طوائفهم الشهيد الصدر وهي اشارة واضحة لنجاح المشروع الذي تبناه ". وتابع انه " ومثلما كان الشهيد الصدر امتدادا لمشروع مرجعية الامام السيد محسن الحكيم فقد كان شهيد المحراب امتدادا لمشروع الشهيد الصدر ولم يفوت فرصة في لقاء جماهيري او ديني الا واستذكر الشهيد الصدر ". ولفت الى ان " مشروع الشهيد الصدر ركز كثيرا على مفهوم كرامة المواطن وخدمته معتبرا اياهما ركيزة اساسية في بناء الدولة الناجحة "، مشيرا الى ان " الدولة الناجحة هي التي تشعر المواطن في كل خطوة تخطوها بانها تصب في تعزيز كرامته وتوفير العيش الرغيد له ". وتطرق السيد عمار الحكيم الى ذكرى سقوط النظام البائد موضحا انه" لا بد لنا في التاسع من نيسان ان نستذكر ايضا سقوط النظام الصدامي الذي يشير الى انه مهما طال حكم الطغاة ومهما اوغلوا في سفك الدماء وانتهاك الحريات فأنهم الى زوال وتبقى الشعوب والاوطان ". واضاف ان " انها سنة الهية بان الاوطان تبقى والاشياء الدخيلة تزول وتتلاشى وان هذا الامر هو عبرة لمن يعتبر "، داعيا الى العمل الجاد وبذل الجهود من اجل بناء الوطن ". وأشار السيد الحكيم الى ان " العملية السياسية حققت نجاحات مهمة ككتابة الدستور والحريات وان تلك الانجازات تحققت بفضل صمود العراقيين وتضحياتهم ولكن يجب ان لا ننسى ان امامنا عمل طويل لبناء الدولة الناجحة ". وتابع انه " وبعد مرور عقد من الزمن على سقوط النظام البائد علينا ان نعترف بارتكابنا بعض الاخطاء بقصد او دون قصد وان الجميع دون استثناء قد اخطاوا "، موضحا انه ليس معيبا ان يخطأ الانسان لا سيما وان قادة الكتل السياسية لم يجربوا تجربة الحكم بسبب قضائهم سنوات عديدة في المعارضة ". ولفت الى انه " من المعيب ان يتم المكابرة على تلك الاخطاء او الاستمرار والاصرار على تلك الاخطاء فنحن نلوم انفسنا اذا كابرنا على الاخطاء لذا فعلى النخبة السياسية الواعية الاعتراف امام الشعب بوجود الاخطاء وتصحيحها ". وذكر ان " العملية السياسية تمر اليوم اليوم بتوترات بالغة وان المشاكل السياسية بدأت تتعاقب وتستفحل حتى بات الوضع السياسي يعيش ازمة خانقة، وحذرنا في وقت سابق ان هذه المشاكل ستتحول الى ازمة سياسية في حال بقائها واليوم نحذر من ان هذه الازمة ستتحول الى عقدة سياسية "، مؤكدا انه اذا لم تتدارك الكتل السياسية الامر فقد يتحول الوضع الى ما لا يتمناه احد ". ودعا الكتل السياسية الى التعاضد والعض على الجراح واستحضار المصالح العليا للوطن وتغليبها على المصالح الذاتية خدمة للشعب العراقي ". وأشار الى ان " الحكمة والمنطق يستدعيان من الساسة الاستماع الى الشعب العراقي ومعاناته حتى لا يتم التعبيرعن الامتعاض الراهن من قبل الشعب العراقي بطريقة تضر بما تم تحقيقه ". واوضح ان " الشعب العراقي مدعو الى تحمل مسؤوليته في الحفاظ على هذا النظام والدستور الذي صوتوا عليه ". وبين ان " نجاح القمة العربية ادخلت العراق في مساحات جديدة لا بد من الحفاظ عليها واستثمارها ليأخذ العراق موقعه الملائم في العالم ".انتهى
- الوقت : 2012/04/12 01:47:21
- قراءة : ٥٬٩٥١ الاوقات