• Sunday 6 October 2024
  • 2024/10/06 01:43:51
{دولية: الفرات نيوز} استقر ضيوف الرحمن في منى، مساء الجمعة، بعد أدائهم طواف الإفاضة بالمسجد الحرام، وشهد الحرم المكي تكثيف عمليات التعقيم والتطهير بعد الطواف، فيما أكدت وزارة الصحة السعودية خلو المشاعر المقدسة من أي إصابات بفيروس كورونا في ثالث أيام الحج.

وفي وقت سابق، توجه حجاج بيت الله الحرام، اليوم العاشر من ذي الحجة، أول أيام عيد الأضحى، إلى مشعر منى لرمي جمرة العقبة الكبرى، بعد نفرتهم من عرفات إلى مزدلفة.
وقدّمت وزارة الحج والعمرة السعودية لحجاج بيت الله الحرام حصوات رمي الجمرات، بعد تعقيمها وتغليفها من قبل شركات متخصصة، ليبدأ الحجاج برمي جمرة العقبة في منى اليوم.
وكان "المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها" في السعودية قد أوضح في وقت سابق أنه من ضمن البروتوكولات الصحية الخاصة بموسم حج هذا العام تزويد الحجاج بحصى يتم تعقيمها مسبقاً وتغليفها بأكياس مغلقة من قبل الجهة المنظمة.
كما تضمنت البروتوكولات جدولة تفويج الحجاج لمنشأة الجمرات، بحيث لا يكون هناك أكثر من مجموعة من الحجاج تقوم برمي الجمرات في الوقت نفسه في كل دور من أدوار منشأة الجمرات، بما يضمن مسافة متر ونصف إلى مترين على الأقل بين كل حاج والآخر أثناء أداء الشعيرة.
وتحلل حجاج بيت الله الحرام، الجمعة، من إحرام الحج "التحلل الأصغر" بعد أن أتموا الحلق والتقصير، وسط إجراءات وقائية واحترازية، وفق برتوكولات واشتراطات صالونات الحلاقة المقرة رسمياً.
جاء ذلك بعد أن أتم الحجاج رمي جمرات العقبة وطواف الإفاضة في رحاب البيت العتيق وسط منظومة متكاملة من الخدمات، وأجواء روحانية مفعمة بالسكينة والخشوع تحفهم عناية الرحمن، في ظل ما تقدمه حكومة المملكة من إجراءات احترازية وقائية وخدمات ورعاية في مختلف المجالات وتجنيد الطاقات البشرية والآلية لتحقيق كل ما يمكنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وأمان وراحة واطمئنان.
وعلى صعيد متصل، هيأت "هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة" منشأة الجمرات، بحيث سيتم تشغيل طابقين منها (الأرضي والثالث) في تفويج الحجاج لرمي الجمرات خلال أيّام التشريق. وتم تجهيز الطابقين بكافة الخدمات والإمكانات اللازمة.
كما تم توفير عربات الغولف لنقل الحجاج من مساكنهم إلى المنشأة، وكذلك وضع ملصقات لتطبيق التباعد عند رمي الجمرات واعتماد مسارات محددة للحجاج في المنشأة، بهدف تقليل كثافة الحركة. وستسهم هذه الإجراءات الاستثنائية في سلاسة تفويج الحجاج للمنشأة.
وفي صعيد آخر غيبت الإجراءات الصحية الاحترازية التي فرضتها التدابير الوقائية للحد من فيروس كورونا، العادة السنوية التي يقوم بها نساء مكة المكرمة، والتي يطلق عليها اسم "يوم الخليف".
ففي يوم عرفة، التاسع من ذي الحجة من كل عام، يكتظ المسجد الحرام بالون الأسود في مشهد عباءات النساء التي تملأ ساحات الحرم، للطواف بالكعبة المشرفة وتناول وجبة الإفطار، في فرصة نادرة لخلوّ الحرم من زحام الحجاج والمعتمرين، فهي فرصة لا تتكرر كثيرا في بقية العام للنساء، لتقبيل الحجر الأسود والمسح عليه، والدعاء عند الملتزم بحرية أكبر، والبقاء جوار الكعبة المشرفة لفترات طويلة من اليوم، ومن ثم الذهاب إلى منازلهن لإحياء "يوم الخليف"، مرددين "يا قيسنا يا قيسنا.. هيا تعالوا بيتنا.. نسقيكم من شربيتنا".
الباحث في تاريخ مكة المكرمة، سمير برقة، قال "الخليف عادة دأب على إحيائها نساء مكة المكرمة منذ أكثر من 70 عاما، وكلمة الخليف تعني من تخلف عن الحج، لأنه كان جميع أهل مكة المكرمة يعملون في الحج".
وقال: "يذهب الرجال إلى المشاعر المقدسة بدءا من يوم التروية، وكانت مكة المكرمة تخلو من الرجال في يوم عرفة، وحينها يخرج النساء لحراسة الأحياء والمنازل، وإذا شاهدوا رجلاً تخلف عن الحج بغير عذر المرض يعيبوا عليه بقاءه في مكة المكرمة، مرددين الأهزوجة الخاصة بهذا اليوم "يا قيسنا يا قيس الناس حجوا.. وأنت قاعد ليش؟ لليلة نفرة قوم اذبح لك تيس.. قوم روح لبيتك.. قوم اخبز لك عيش".
وأضاف: "تعد أحياء جرول وأجياد والمسفلة والغزة وشعب عامر وريع بخش والجودرية والملاوي من أحياء مكة المكرمة التي اشتهرت قديماً بعادة القيس والخليف".
عمار المسعودي

اخبار ذات الصلة