• Wednesday 5 March 2025
  • 2025/03/05 01:07:12
{سياسية: الفرات نيوز} قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس-بلاسخارت، أنه "لا يمكن لأحد أن يتوقع من الحكومة الجديدة، هذه الحكومة، أن تحقق المعجزات بين عشية وضحاها".

وذكرت بلاسخارت في كلمته بمندى السليمانية الذي عقد اليوم :"يستغرق التعامل مع التركة الهائلة لماضي العراق والتحديات العديدة للحاضر وقتاً".

وأضافت "بالتأكيد، تغلّب العراق على بعض العوائق الرئيسية قصيرة الأمد التي كان يواجهها فور الإطاحة بصدام، ولكن منذ ذلك الوقت، واجهت البلاد مجموعة كبيرة من الأحداث والاتجاهات المزعزعة للاستقرار، على الصعيدين الداخلي والخارجي على حدٍّ سواء، وعلى سبيل المثال لا الحصر: بدءاً من العنف الطائفي المميت والقتال ضد تنظيم داعش والجماعات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة والتنافس بين القوى الخارجية المختلفة إلى جائحة كوفيد-19 والتحديات البيئية الهائلة والآثار السلبية لتغير المناخ".

وتابعت بلاسخارت "الآن نجد أن هذه الأحداث التي وقعت على مدار العشرين عاماً الماضية لم تؤد إلى تفاقم جوانب الضعف الحالية الموروثة من العقود السابقة فحسب، بل كشفت أيضاً عن نقاط ضعف جديدة، وبعبارة أخرى، في حين أن العراق قد اجتاز عبر تاريخه أوقاتاً قاتمة وصعبة للغاية، لا تزال عوامل عدم الاستقرار في الماضي القريب للبلاد، إلى حدٍّ كبير، هي نفسها – مما أدى إلى نمطٍ من الأزمات المتكررة".

وشددت على ان "العراق يمتلك إمكانات هائلة، ورسم صورة متصاعدة من الشعور بالهلاك ليس هدفي هنا على الإطلاق، لذا، أؤكد مرة أخرى: إن إقرار حكومة العراق الجديدة الذي تمّ مؤخراً بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، يوفر فرصة بالغة الأهمية، فرصة لإعادة البلاد إلى مسار الاستقرار".

ونوهت الى انها "وفي أحدث إحاطة لي قدمتها إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أوائل شباط، ذكرت أن الحكومة العراقية أبدت عزمها على معالجة عدد من القضايا الملحة، ومع ذلك، ما زال الوقت مبكراً بالطبع، لذلك لا يسعني إلا التأكيد مرة أخرى على أن أي حكومة تحتاج إلى بعض الوقت لإنجاز الأمور، وكذلك، لكي تحقق أي حكومة تقدماً ملموساً، فإن الدعم واسع النطاق- سواء كان ذلك من داخل التحالف أو خارجه – يعدّ متطلّباً أساسياً".

وبينت الممثلة الأممية، إن "نوعية التغيير العميق الذي نحتاج إليه الآن يتطلّب التزاماً ثابتاً من طيفٍ واسع من الأطراف الفاعلة. وبالتأكيد، يتطلب أيضاً وضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، وفي المقابل، يحتاج الشعب العراقي إلى أن يرى تقدماً يتحقق (ببطء ولكن بثبات) لجميع العراقيين – ويشمل ذلك النساء والأقليات والشباب".

وقالت بلاسخارت :"إنهم بحاجة لأن يروا أن شمول الجميع والمساواة ليستا مجرد كلمات تقال في الخطب بل يتم التعامل معها بوصفها من الضروريات الحتمية، إنهم بحاجة لأن يروا أن الحيز المدني لا يتم تقييده بل يتم إفساح المجال أمامه للازدهار، مما يضمن حرية التعبير، إنهم بحاجة إلى التأكد من ضمان العدالة والمساءلة للجميع - بغض النظر عن الانتماء أو الخلفية، كما أنهم بحاجة لأن يروا أن إيجاد بيئة مواتية وشاملة للجميع هو جوهر أي سياسة أو تشريع".

ولفتت الى انه "وقبل كل شيء، وكما أوضح رئيس الوزراء سابقاً، فقد وافق مجلس الوزراء على الموازنة الاتحادية لعام 2023، وهذا خبر جيد بالفعل، وبطبيعة الحال، لا يزال يتعين على البرلمان إقرارها، وبالطبع، بدون موازنة يقرها البرلمان، فإن تنفيذ برنامج الحكومة سيتأخر كثيراً- بما في ذلك تقديم الخدمات العامة".

وأكدت "الأهم من ذلك أن ارتفاع أسعار النفط لا يمكنه أن يبقي البلاد واقفة على قدميها. وبالمثل، فإن خلق الوظائف بشكل مستدام لا يمكن تحقيقه من خلال زيادة تضخم القطاع العام. هناك حاجة ماسة إلى إصلاحات اقتصادية ومالية".

وشدتت المبعوثة الأممية على "أن تتجاوز جهود مكافحة الفساد المنهجي في العراق الأفراد أو الأحداث. إن النظام الذي تم تأسيسه بعد عام 2003 ببساطة لا يمكن أن يستمر، وإذا ترك كما هو، فسوف يأتي بنتائج عكسية مرة أخرى، بالإضافة إلى ذلك، فإن القضايا العديدة العالقة بين بغداد وأربيل تتطلب قيام علاقات مؤسسية. وفي غياب ذلك، سيتحسن القليل وليس الكل".

وأكدت :"ما أقوله في الأساس، أنه لا يوجد وقت لنضيعه، ونعم، كأي دولة أخرى، سيخضع العراق للاختبار - عاجلاً أم آجلاً. ولكن ما يدعو إلى الخوف هو أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراء سريع، فإن العراق سوف يفشل في هذا الاختبار".

ولفتت الى ان "من المهم الرسّو بالبلاد في الاستقرار الذي تحتاجه لتتحمل الصدمات المستقبلية. ولكي يحدث ذلك، يجب أن نتعلم بشكل جماعي من التاريخ - والتاريخ الحديث في الوقت ذاته - لتجنب تكراره، وإننا نأمل مخلصين أن يتمكن العراق - بالاعتماد على ثروته الهائلة وتنوعه وفرصه وإمكانياته- الآن، وبالتالي يتم تمكينه، من المضي قدمًا بنجاح".

وأضافت بلاسخارت "بعد 20 عاماً، تستحق البلاد أن تتجاوز الحلقات اللانهائية من عدم الاستقرار والأوضاع الهشة" مبينة ان "العراقيين على دراية تامة بالحياة التي وعدوا بها بعد صدام. وبعد عقدين من الزمن، فإنهم يستحقون ما هو أفضل، ان الأمر بهذه البساطة، وأنا مقتنعة أنه لا يزال بإمكاننا جميعاً استشراف ذلك المستقبل الموعود.

اخبار ذات الصلة