• Wednesday 12 February 2025
  • 2025/02/12 06:48:28
{اقتصادية: الفرات نيوز} مثلما تسبب وباء كورونا في نقص المواد الأساسية، أدى غزو روسيا لأوكرانيا إلى تعطيل الإمدادات الغذائية المهمة، ما سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل زيت الطهي في جميع أنحاء العالم.

قبل الحرب، كانت أوكرانيا أكبر مصدر لزيت عباد الشمس في العالم، وقد شل الصراع الآن المحاصيل، وترك العديد من الدول مع مخزونات محدودة من زيت الطعام وأدى إلى ارتفاع هائل في الأسعار مما أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء في شرق أفريقيا وأدى إلى قيود التصدير في إندونيسيا.

وتقيد بعض المحلات والمتاجر الكبيرة، مثل بريطانيا وألمانيا، مشتريات زبائنها من زيوت الطهي، فيما تتكيف المطاعم مع تكاليف الارتفاع، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

وحددت سلاسل المتاجر الكبرى في إسبانيا واليونان وتركيا وبلجيكا ودول أخرى المشتريات من زيت الطهي، ووصفت هذه الإجراءات بأنها احتياطات في مواجهة الطلب المتزايد، وفقا لوسائل الإعلام المحلية.

وفي Tescos، وهي سلسلة بريطانية كبرى، يمكن للعملاء شراء ما يصل إلى ثلاث زجاجات من زيت الطعام في كل مرة "حتى يتمكن الجميع من الحصول على ما يحتاجون إليه" ، كما يقول ملصق منشور على الرفوف.

وقال فريزر ماكفيت، المحلل في كانتار، إن العملاء كانوا يخزنون، تحسبا للنقص المحتمل وارتفاع الأسعار، قبل أن تبدأ محلات السوبر ماركت في فرض قيود هذا الشهر.

وقالت هاليويل إن ربع زيت عباد الشمس في السوق العالمية "اختفى" في أعقاب العقوبات المفروضة على روسيا، والتي عزلت صناعاتها عن العديد من الأسواق.

وأضافت أن ما يزيد من حالة عدم اليقين هو عدم معرفة كمية بذور عباد الشمس التي زرعت في أوكرانيا ومقدار الحصاد الذي يمكن أن يصل إلى الأسواق.

كما أن زيادة الأسعار "ستؤدي إلى تفاقم بيئة التكلفة الصعبة التي كانت الشركات الأميركية تتنافس معها خلال العام الماضي"، حسبما قالت كاتي دينيس، المتحدثة باسم جمعية العلامات التجارية الاستهلاكية ، في تقرير هذا الشهر.

وتشعر دول أخرى بالضيق، فقد شملت أسواق التصدير الرئيسية في أوكرانيا العام الماضي الهند والصين والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والاتحاد الأوروبي، وفقا لوزارة الزراعة الأميركية. وتدرس سلسلة متاجر ريما 1000، وهي سلسلة متاجر نرويجية، العودة إلى بيع زيت النخيل، الذي حظرته سابقا لأسباب بيئية، وحددت الشركة الدنماركية التابعة لها المتسوقين بثلاث زجاجات من الزيت.

ومع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، يزداد القلق في العديد من الدول، ومن بينها العراق حيث سجلت الأسواق ارتفاعا كبيرا في أسعار المواد الغذائية؛ من أبرزها زيت الطبخ والحبوب التي تعدّ أوكرانيا وروسيا مصدرا رئيسا لها.

ففي الأسواق العراقية ارتفع سعر لتر الزيت إلى نحو 4 آلاف دينار (2.75 دولار) بعدما كان 2500 دينار (1.72 دولار) قبل الأزمة، في حين أصبح سعر كيس الطحين (50 كيلوغراما) 50 ألف دينار (34.31 دولارا) بعدما كان أقل من النصف، وقد أثار ذلك غضبا شعبيا في الشارع.

وأحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة لأسواق الطاقة العالمية بمجرد بدئها، وهي الآن تحدث أزمة غذائية كذلك.

وبسبب الحرب، يحاصر جزء مهم من القمح والذرة والشعير في روسيا وأوكرانيا في حين أن جزءا أكبر من الأسمدة العالمية عالق في روسيا وبيلاروسيا.

والنتيجة هي أن أسعار الغذاء والأسمدة العالمية آخذة في الارتفاع. ومنذ الغزو ، ارتفعت أسعار القمح بنسبة 21 في المئة، والشعير بنسبة 33 في المئة، وبعض الأسمدة بنسبة 40 في المئة، بحسب نيويورك تايمز.

وتتفاقم الاضطرابات بسبب التحديات الرئيسية التي كانت تؤدي بالفعل إلى زيادة الأسعار والضغط على الإمدادات، بما في ذلك الوباء، والقيود المفروضة على الشحن، وارتفاع تكاليف الطاقة، وحالات الجفاف والفيضانات والحرائق الأخيرة.

ويحذر الاقتصاديون ومنظمات الإغاثة والمسؤولون الحكوميون من التداعيات التي تتمثل زيادة الجوع في العالم.

اخبار ذات الصلة