• Tuesday 4 February 2025
  • 2025/02/04 23:08:04
{منوعات:الفرات نيوز} تشهد صحراء إثيوبيا حدثًا جيولوجيًا فريدًا، حيث يشير صدع شرق أفريقيا لعملية انفصال بين الصفيحة التكتونية الصومالية والصفيحة النوبية.

المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام  .. للاشتراك اضغط هنا

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة The Brighter Side of News، فإن هذه الظاهرة، التي بدأت منذ عام 2005، ستقود خلال ملايين السنين إلى ولادة سادس محيط على كوكب الأرض، في تغيير جغرافي سيعيد تشكيل المنطقة بالكامل.

تتحرك الصفائح التكتونية، وهي كتل ضخمة من القشرة الأرضية، فوق الوشاح شبه السائل، مما يؤدي إلى تغيرات كبرى في شكل القارات والمحيطات.

وتعد هذه الظاهرة استمرارًا لحركة الصفائح التي أدت سابقًا إلى انفصال أمريكا الجنوبية عن أفريقيا قبل ملايين السنين. وعلى الرغم من أن معدل تحرك الصفائح في شرق أفريقيا لا يتجاوز بضعة مليمترات سنويًا، فإن تأثيرها الجيولوجي على المدى البعيد سيكون هائلًا.

مع استمرار الانفصال التدريجي لهذه الصفائح، سيؤدي تدفق مياه البحر الأحمر وخليج عدن إلى غمر منطقة عفار ووادي شرق أفريقيا المتصدع، ما سيتسبب في تكوين محيط جديد وعزل القرن الإفريقي، ليصبح كتلة يابسة منفصلة تمامًا عن باقي القارة. وفي هذا السياق، أوضح عالم الجيوفيزياء البحرية كين ماكدونالد أن هذا الحدث الجيولوجي يشبه تكوين المحيط الأطلسي منذ ملايين السنين، حيث ستغمر المياه المنطقة المتصدعة تدريجيًا حتى تكتمل ملامح المحيط الجديد.

يحمل هذا التغيير الجيولوجي تداعيات عميقة على دول المنطقة. فبالنسبة إلى الدول غير الساحلية مثل إثيوبيا وأوغندا، قد يؤدي ظهور سواحل جديدة إلى فتح آفاق اقتصادية ضخمة من خلال تعزيز التجارة وتوفير منافذ بحرية جديدة. كما يمكن أن تسهم المرافئ والممرات البحرية المستقبلية في تحسين البنية التحتية واستقطاب الاستثمارات، ما سيدفع عجلة التنمية في شرق أفريقيا.

أما بيئيًا، فسيؤدي تشكّل المحيط الجديد إلى تحوّل جذري في المناظر الطبيعية القاحلة، ما قد ينتج عنه أنظمة بيئية بحرية جديدة، تغير التوازن البيولوجي للمنطقة. ومع ذلك، فإن هذا التحوّل سيتطلب من السكان المحليين التكيف مع واقع جغرافي واقتصادي جديد تمامًا.

يعد صدع شرق أفريقيا -وهو شق يمتد على طول 56.3 كيلومتر- أحد الأماكن القليلة على كوكب الأرض حيث يمكن للعلماء مراقبة التصدع القاري على اليابسة، ما يجعله موقعًا مثاليًا لدراسة النشاط التكتوني. ويعتمد الباحثون على تقنيات النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS) لرصد حركة الصفائح بدقة، ما يوفر رؤى جديدة حول القوى الجيولوجية التي تعيد تشكيل الأرض باستمرار. كما أن النشاط البركاني في المنطقة يلعب دورًا مهمًا، حيث تساعد الصهارة المتدفقة من أعماق الأرض في توسيع الصدع وتعزيز عملية الانفصال التدريجي.

على الرغم من ضخامة هذا الحدث، فإنه لن يحدث بين عشية وضحاها، إذ يقدر الخبراء أن تكوّن المحيط الجديد سيستغرق ما بين 5 إلى 10 ملايين سنة. ويؤكد هذا الجدول الزمني أن العمليات الجيولوجية، رغم بطئها الشديد، تظل مستمرة بلا توقف، محدثة تغيرات دائمة في تضاريس الأرض.
 

اخبار ذات الصلة