وقال الصميدعي لبرنامج {قريب جداً} بثته قناة الفرات الفضائية الليلة ان" نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان في الدولة العراقية يأخذ مدى كامل في علاقاته مع الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية إيران ومع كل هذا المدى في العلاقة هو المطلوب وده من قبل جميع الأطراف المتشددة واللينة في تشكيل الحكومات التي رسمها المشهد السياسي".
وتسائل" لماذا هذا الثقل في إقليم كردستان ولا وجود لمثل هذه المركزية في صناعة القرار بالدولة العراقية الام التي ينتمي اليها إقليم كردستان؟، ولماذا لم تنجح الأطراف السياسية ان تكون هناك وحدة للدولة بدلا عن الرؤوس المتعددة؟"، موضحاً ان" هذا الغياب لشكل العراق أضعف هيبة الدولة وجعلها في مهب الريح".
وأضاف ان" أكبر مشكلة تواجه العراق هو مجلس النواب والذي يعد من أسوأ البرلمانات في تاريخ الدول"، مبيناً انه" يفترض ان البرلمان هو السلطة الأكبر ويحدد عمل ومسار السلطات ولا يتركها تترنح".
وتابع الصميدعي" البرلمان هو الشريك والمؤسس للفساد وهو من سمح للسلطات ان تنحرف عن مساراتها بالتالي تفشل هذه الدولة، ولو كانت هناك رؤية برلمانية والتمثيل السياسي ناضج لما وصلنا الى هذه الازمة، ولولا رؤية المرجعية الدينية العليا في احتواء الغضب الجماهيري الذي كاد ان يهدد امن الدولة والمجتمع، لما بقيت من حقوق وكأن البرلمان لا تعنيه القضية".
وعلق الصميدعي عن جدلية مشاركة رئيس الجمهورية برهم صالح في منتدى دافوس" لا اعتقد ان صالح لم يتناقش مع جميع الكتل الشيعية قبل ذهابه الى منتدى دافوس، والدليل ان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر سماه حامي الدستور وقبل يومين زار السفير الأمريكي رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي".
وأشار الى ان" لقاء صالح مع ترامب كانت رسالة انه ليس جادا بانسحاب القوات الأجنبية من العراق، والبرلمان اطلق هذا القرار كمسرحية لامتصاص الغضب الجماهيري بعد مقتل نائب رئيس هياة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس".
وأوضح الصميدعي" البرلمان ممنوع من اتخاذ قرارات ذات صيغة تنفيذية وهناك ثلاثة قرارات صادرة عن المحكمة الاتحادية منعت المجلس من اتخاذ أي قرار تنفيذي، واغلب أعضاء البرلمان يعرفون هذه الحقيقة"، مؤكداً انه" مهما كانت قوة ألولايات المتحدة الا انها ستضعف بطلب من رئيس الوزراء الانسحاب من العراق".
وبين ان" اغلب القوى السياسية ومنهم الاكراد والسنة لا يرغبون بالانسحاب"، متوقعاً ان" يكون أول نتائج الانسحاب تحول كردستان الى دولة، والمحافظات الغربية الى إقليم سني"، معللا أسباب ذلك الى" غياب الإجراءات ما بعد تحرير المناطق السنية قادت الى شعور عارم بالاستياء".
وزاد الصميدعي" لا تزال خلايا الإرهاب موجودة بين العراق وسوريا وتنتقل بكل سلاسة بين المحافظات السنية، وانسحاب الامريكان سيقود الى انهيار هذه المحافظات بشكل سريع بيد داعش، ونحن لم نستطع بناء منظومة عسكرية متطورة قادرة على الرصد والاستطلاع رغم ان مقاتلينا من أشجع مقاتلي العالم".
وعن محاولات إعادة تكليف عبد المهدي لرئاسة الوزراء والاوفر حظاً من الأسماء المرشحة لتولي قيادة الحكومة المقبلة قال السياسي المستقل، ان" كلف عبد المهدي مرة ثانية سنعيد سيناريو انتفاضة 1991 للمحافظات الجنوبية؛ لكن عبد المهدي اقتنع انه من المستحيل بقاءه فترة أخرى".
وواصل حديثه" من المستبعد طرح اسم محمد توفيق علاوي بعد تأجيل تكليفه، واذا عدنا الى حراك تشكيل الحكومة قبل تولي عبد المهدي رئاسة الوزراء كان هناك كلام جدي عن الخبير المالي والسياسي {علي عبد الأمير علاوي}، ولايزال اسمه غير مطروح علناً ولربما التنافس سيكون بينه وبين {مصطفى الكاظمي} الذي يمتلك نظرة سياسية واعية لإدارة التوزان الإقليمي والدولي؛ لكننا سنكون محظوظين ان تولى {علاوي او الكاظمي} رئاسة الوزراء فكلاهما يمتلكان امتيازات وصفات كبيرة".انتهى