• Saturday 2 November 2024
  • 2024/11/02 15:16:01
{منوعات: الفرات نيوز} تعد السحابة الطويلة والغامضة فوق بركان "آرسيا مونس" ميزة غريبة على الكوكب الأحمر، وقد حيّرت العلماء منذ رصدها لأول مرة.

وتوصف السحابة الضخمة المعروفة باسم Arsia Mons Elongated Cloud، بأنها سحابة جليدية طويلة ومشرقة تمتد فوق سطح المريخ، فوق بركان "آرسيا مونس"(Arsia Mons) وصولا إلى بركان "أوليمبوس مونس"، أعلى جبل في النظام الشمسي.

وتتكرر هذه الظاهرة الغريبة كل عام عند الانقلاب الشمسي الجنوبي للمريخ، حيث تتكون السحابة وتتلاشى يوميا لمدة 80 يوما أو أكثر في كل مرة على الكوكب الأحمر في فصلي الربيع والصيف.

وعلى مدى عقود، عرف العلماء بوجود هذه السحابة. وفي الواقع، منذ سبعينيات القرن الماضي، جمعت بعثة استكشاف الفضاء Viking 2 معلومات حول هذه الظاهرة. ومن الصعب ملاحظة السحابة بأكملها بسبب الديناميكيات السريعة والمتغيرة لغلاف المريخ والقيود المفروضة على مدارات المركبات الفضائية الأخرى.

ومع ذلك، تمكنت المركبة المدارية Mars Express التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية من إلقاء نظرة متعمقة على السحابة الغريبة باستخدام أداة خاصة: كاميرا المراقبة المرئية (VMC)، والتي ربما اشتهرت باسمها المستعار "كاميرا ويب المريخ".

وفي الدراسة الجديدة، قام علماء الفلك باستخدام هذه البيانات باستخلاص تفاصيل جديدة حول السحابة الطويلة، بما في ذلك حجمها الحقيقي وتفاصيل الديناميكيات المعقدة التي تلعب دورا في النظام المناخي المحيط بها.

قال خورخي هيرنانديز برنال، عالم الفلك بجامعة إقليم الباسك في بلباو بإسبانيا، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "للتغلب على العقبات، استخدمنا إحدى الأدوات السرية لـ Mars Express، وهي كاميرا المراقبة المرئية (VMC)".

وتتميز هذه الأداة، بدقة مماثلة لتلك الخاصة بكاميرا الويب القياسية للكمبيوتر لعام 2003، ولكن وفقا لبرنال نفسه، "تتمتع بمجال رؤية واسع، وهو أمر ضروري لرؤية الصورة الكبيرة في أوقات محلية مختلفة من اليوم ولتتبع تطور الوظيفة على مدى فترات طويلة أو قصيرة من الزمن".

استخدم برنال وفريقه أيضا ميزات أخرى لـ Mars Express، مثل كاميرا HRSC عالية الدقة، والتي تتميز بمجال رؤية ضيق، ولكن دمجها مع كاميرا VMC سمح بدراسة العديد من دورات حياة السحابة.

وسمحت الأداة للعلماء "بتتبع الغيوم، ومراقبة العواصف الترابية، وسبر الغيوم والتراكيب الترابية في الغلاف الجوي للمريخ، واستكشاف التغيرات في القمم الجليدية القطبية للكوكب، وأكثر من ذلك".

وفي هذه الدراسة، استخدم علماء الفلك كلا من ملاحظات VMC وبيانات من أدوات Mars Express الأخرى بالإضافة إلى بيانات من بعثات أخرى بما في ذلك كوكب المريخ والتطور المتقلب (MAVEN) التابع لوكالة ناسا لاستطلاع المريخ (MRO) ومهمات Viking 2 ومهمة التتبع المريخي (MOM) التابعة لأبحاث الفضاء الهندية.

وقال برنال: "كنا متحمسين بشكل خاص عندما تعمقنا في ملاحظات Viking 2 من السبعينيات. لقد اكتشفنا أن هذه السحابة الضخمة والرائعة قد تم تصويرها جزئيا بالفعل منذ فترة طويلة، ونحن الآن بصدد استكشافها بالتفصيل".

ووجد الباحثون أن السحابة، في أكبر حجم لها ، يبلغ طولها نحو 1800 كيلومتر (حوالي 1118 ميلا) وعرض 150 كيلومترا (93 ميلا).

والسحابة هي عبارة عن "غيوم أوروغرافية"، ما يعني أنها تتشكل عندما يتم دفع الرياح لأعلى بواسطة سمات سطحية مثل الجبال (في هذه الحالة قمة بركان آرسيا مونس)، وهي أكبر سحابة من هذا النوع على الإطلاق.

ووجدوا أن السحابة ديناميكية للغاية، وتتشكل قبل شروق الشمس ثم تتوسع بسرعة لمدة ساعتين ونصف الساعة. ويمكن أن تنمو بسرعة مذهلة تزيد عن 600 كيلومتر في الساعة (373 ميل في الساعة) قبل أن تتوقف عن التوسع. ثم تنفصل عن مكان تشكلها وتتمدد أكثر قبل أن تتبخر في وقت متأخر من الصباح.

وعلى الأرض، لا تكون السحب الأوروغرافية كبيرة مثل هذه السحابة المريخية، ولا ديناميكية، ما يجعلها غريبة بشكل خاص.

والآن بعد أن أصبح الباحثون يتعاملون بشكل أفضل مع دورة حياة وأنماط هذه الظاهرة، سيمكّنهم ذلك من استهداف السحابة ومراقبتها بسهولة أكبر.

رغد دحام

اخبار ذات الصلة