فرغم التحذيرات الحكومية والصحية في كل ساعة من عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية وحظر التجوال الجزئي او الشامل لكنها لم تجد آذان صاغية بل لا مبالاة "شبه متعمدة" من المواطنين ليضع العراق بمصير ربما يكون يوماً في "خبر كان" أمام جائحة فتاكة لا ترحم صغيرا او كبيرا.
"ايها العراقيون أختاروا الحياة أو الموت" هذا لسان حال الكوادر الصحية التي قد تعجز قريباً عن السيطرة على الوضع مع استمرار عدم الالتزام بأدنى درجات الوقاية.
وحذرت نقابة الاطباء العراقيين، من انهيار المنظومة الصحية وعدم قدرة المستشفيات على استيعاب الاصابات بفيروس كورونا.
وقالت في بيان امس "نحذر من الوصول الى نقطة الانهيار للمنظومة الصحية مما يعني عدم قدرة المستشفيات على استقبال الحالات الحرجة وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لها ، وهو ما ينذر بفقدان السيطرة على الموقف الذي كان يشهد وضعا قلقا خلال الفترات السابقة برغم الاجراءات الاحتياطية المبكرة وهو موقف مقلق للاسف خصوصا من جهة عدم التزام المواطنين بالارشادات الصحية والتزام قواعد التباعد الاجتماعي".
وأشارت الى "وجود قصور واضح في المسح الوبائي في تشخيص المصابين مما عكس صورة غير دقيقة عن أعداد المصابين في العراق خلال الفترة الماضية".
وبدأت وزارة الصحة تسجل في الأسبوعين الماضيين المئات من الإصابات مع تزايد حالات الفحص الطبي وكان للعاصمة بغداد حصة الأسد منها فحصاً وإصابة عن باقي المحافظات.
كورونا فيروس يهدد بتغير وجه العالم، عرفنا بدايته ولا نعرف نهايته، لا حدود له عابر للقارات فتاك وعجزت بل انهارت أمامه أقوى وأرقى الأنظمة الصحية في الدول العظمى فكيف بحال العراق الذي يشهد أصلاً تدهورا في واقعه الصحي وقلة كادره الطبي؟!.
وحذرت خلية الأزمة النيابية من "كارثة كبرى" تهدد النظام الصحي العراقي "وازدياد عدد الإصابات في ظل عدم وجود منهج او خطة واضحة للحكومة الجديدة للتعاطي مع هذه الازمة واقعياً، وانقاذ حياة الآلاف من المواطنين"، مبينة أن "عدم الاكتراث والاستهتار بأرواح المواطنين فضلاً عن إبراز العضلات في الاعلام، قد يصل بنا الى أمور لا يحمد عقباها، وتخرج المستشفيات في عموم البلاد عن السيطرة".
وقبال كل هذه التحذيرات يعلن وزير الصحة حسن التميمي، موعد افتتاح سبع مستشفيات لعلاج المصابين بفيروس كورونا في أربع محافظات {المثنى والديوانية وديالى وبغداد}، فيما أكد أن الوضع الصحي تحت السيطرة.
وعزا التميمي، سبب ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس إلى زيادة الفحوصات، حيث كان في السابق يتم فحص من 100 إلى 150 شخصا في اليوم، بعدها ارتفع إلى ألف شخص، بينما الآن فيجرى الفحص لأكثر من 7 آلاف شخص يوميا.
ودعا التميمي، المواطنين إلى عدم تصديق الشائعات والالتزام بالإجراءات الوقائية لحمايتهم من الوباء، لافتا إلى أن وزارة الصحة الجهة الوحيدة المخولة بالتصريح عن الفيروس.
ويأتي هذا التطمين لوزير الصحة بعد ان حذر مسؤولون بينهم محافظ بغداد محمد العطا أمس من فقدان السيطرة وتفشي الوباء في حالة استمرار كسر حظر التجوال وإقامة المناسبات والتجمعات لاسيما في العاصمة.
وعزز ذلك الى ما ذهب اليه عضو خلية الازمة الحكومية مدير صحة الرصافة عبد الغني الساعدي أمس في تحذيره من تفاقم الأمر جراء تصاعد اعداد الإصابات بكورونا وضرورة التهيأ لأي طارئ وتفاقم الامر جراء تصاعد الاعداد الاصابات وامتلاء العديد من المستشفيات جراء خرق الحظر وعدم الالتزام بتعليمات الوقاية".
وما يثير الدهشة ان العديد من المواطنين لا زالوا غير مقتنعين بالمخاطر التي تحدق بحياتهم بل غير مقتنعين بما يحصل ولا يصدقون كل ما يدور ويدخلون بنظريات شتى أبرزها "المؤامرة" عن حقيقة نشأة وأهداف ونتائج الفيروس القاتل دون الأخذ بالحسبان مصيرهم و مصير الآخرين.
فالأسواق عامرة والشوارع لا تخلو من المارة لاسيما في المناطق الشعبية وبالأخص العاصمة بغداد في مشهد يثير الاستغراب من تراخي وعدم تشديد السلطات لإجراءات فرض حظر التجوال وتفعيل الغرامات بحق المخالفين والمستهترين بحياتهم وحياة الآخرين.
وسجلت وزارة الصحة حتى يوم أمس منذ تفشي الوباء في العراق 175 حالة وفاة و٥١٣٥ إصابة منها 2904 حالة شفاء" عازية سبب زيادة عدد الإصابات في العراق "نتيجة لتكثيف عدد الفحوصات الميدانية والمراكز الصحية بعد ان تمت زيادة عدد المختبرات والفرق الطبية التي تشارك بعملية المسح الوبائي الفعال".
ومع غياب وفشل الدول المتسابقة على انتاج لقاح لكورونا يبقى مصير البشرية تحت رحمة الوباء رغم نجاح نسبي لشعوب واعية في تجاوز الجائحة وعودة الحياة شيئاً شيئاً في بلدانها أثر التزامها في الاجراءات الوقائية المشددة حفاظاً على النفس والأجيال القادمة.انتهى
عمار المسعودي