• Saturday 9 November 2024
  • 2024/11/09 05:01:30
{بغداد: الفرات نيوز} وجه وزير الثقافة ، والسياحة ، والآثار ، حسن ناظم، كلمةً ، بمناسبة ذكرى مرور قرنٍ على ثورة العشرين.

وجاء في الكلمة التي نقلها المكتب الإعلامي للوزير: "نستذكر الثورة العراقية الكبرى، ثورة العشرين، التي احتفظت بها ذاكرة العراقيين حدثاً مؤسساً للدولة العراقية الحديثة".

وأضاف ناظم: "بعد قرونٍ من الإحباط والانكفاء السياسي والاجتماعي والثقافي الذي نتج عن تحول العراق من محتلّ إلى آخر، ومن حكم جائرٍ إلى آخر، انبرى العراقيون جميعاً إلى استعادة هويتهم وتقرير مصيرهم وبناء مستقبلٍ يليق بشعبٍ ، كان محوراً لحضارات امتدت على خارطة الزمن منذ فجر التاريخ، مروراً بالحضارة الأهم في هوية العراقيين، الحضارةِ الإسلامية التي بناها أسلافهم من المسلمين وغير المسلمين".

وبين ناظم أنه "بعد أن تأكد للعراقيين أن الإمبراطورية البريطانية لم تكن جادّة في تنفيذ وعودها ، بمنح العراق استقلالاً ناجزاً، وأنها تمهّد لضمّ العراق تحت سيادة التاج البريطاني، شرعت الطبقة المثقفة في بغدادَ والبصرة ، وحواضرِ الفرات الأوسط ، ومدنِهِ المقدسة ، بنشر الوعي بين أبناء وطنهم ، وترسيخِ الفكر الوطني الحر ، والتحريض على المطالبة بالحرية ، والاستقلال ، والحق في تقرير المصير وبعد مواجهات مع المحتل البريطاني كانت ثورة النجف سنة 1918 هي الأبرز بينها، أقدم رجال الفرات الأوسط على الثورة المسلحة وساندهم مثقفو المدن الكبرى ، ورجالُ الدين وقادةُ المجتمع، حتى انتشرت الثورة في مناطق عديدة في العراق".

وأشار إلى أنه "على الرغم من أن ثورة العشرين لم تحقق هدفها المباشر في تحرير العراق من الاحتلال البريطاني، فقد أدت تضحيات العراقيين وإصرارهم على المواجهة حتى الرمق الأخير، وما تكبده البريطانيون من خسائر بشرية فضلاً عن الكلفة المالية التي بلغت أكثر من 100 مليون جنيه استرليني أرهقت كاهل الخزانة البريطانية وألّبت الرأي العام في لندن ضد خطط الحكومة للاستمرار في احتلال العراق، أدّت إلى فرض مسار جديد في السياسة البريطانية في العراق.، واضطر البريطانيون إلى تغيير خططهم من تقسيم العراق إلى القبول بتأسيس دولةٍ وطنيةٍ على أساس مخرجات مؤتمر سان ريمو، وخارطةٍ حددتها مطالب العراقيين. فكان للآباء المؤسسين من العراقيين ما أرادوا، وإن بعد حين".

وأوضح الوزير إن "استذكار ثورة العشرين، مع ما فيه من مشاعر الفخر والاعتزاز بمنجز صنعه العراقيون بوعيهم وتضحياتهم، لا يجب أن يكون مجرد تأمل في التاريخ وقصص الآباء، بل لا بدّ من أن يلهمنا دروساً نهتدي بها ونحن نحثّ الخطى في بناء عراق ينهض من جديد من رماد الدكتاتورية وحرائق العنف والإرهاب".

واختتم كلمته بالقول: "ليس أمامنا من خيار إلا أن نكون الأبناء والأحفاد الأوفياء لأولئك الآباء المؤسسين الذين تركوا لنا إرثاً عظيماً نحن مطالبون بأن نورثه بدورنا إلى الأجيال القادمة". انتهى

محمد المرسومي

اخبار ذات الصلة