{بغداد:الفرات نيوز}..تقرير .. مرتضى الخزعلي .. شكل عام 2015 جملة من الأحداث الدولية التي أثرت بشكل مباشر على ملفات الدول الإقليمية والعالمية ، حيث كانت ابرز هذه الأحداث الاتفاق النووي الإيراني بفضل حكمة إيران الذكية ، والتدخل الروسي في سوريا لقلب المعادلة الدولية ، والذي بدا وكأنه قد تسبب في خلط أوراق كثيرة لدى القوى الغربية المنضوية في التحالف الذي تقوده واشنطن في سوريا والعراق ، كما أشاع حالة من الخلافات في صفوف حلفاء واشنطن العرب .
[img align=center]http://alforatnews.com/uploads/images/img567999ced5cf9.jpg[/img]
وكانت البداية في الاتفاق النووي بين إيران والغرب بعد عقد مباحثات ومفاوضات مضنية ، حيث كان الدور الأبرز في المفاوضات من الناحية الإيرانية لوزير الخارجية محمد جواد ظريف ، وخلفه الرئيس حسن روحاني ، اللذين عانيا من انتقادات شديدة من الداخل ، لكنهما تمسكا بدعم المرشد الأعلى السيد علي خامنئي لهما ، ليأتي الاتفاق بمثابة تكريس للخطوات التي بدأت مع اتفاق جنيف في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 ، وأعطت ثمارها في عام 2015 .
وتتجلّى النقطة الأهم بالنسبة للشارع الإيراني في الاتفاق مع السداسية الدولية على إلغاء كل قرارات العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي ، سواء العقوبات الأميركية أو الأوروبية ، أو القرارات الأربعة التي أقرّها مجلس الأمن بحقّ طهران .
ومع تطبيق هذه النقطة ستكون إيران قادرة على الحصول على المزيد من أموالها المُجمّدة في المصارف الخارجية ، وستتلمّس طهران الانتعاش عملياً بعد إلغاء الحظر على المصرف المركزي وعلى سوقها النفطية ، في مقابل الالتزام بتعهّدات اتفاق لوزان النووي .
وستكون مدة الاتفاق لعشر سنوات ، يحقّ لإيران خلالها تشغيل خمسة آلاف جهاز طرد مركزي فقط من أصل 19 ألفاً تمتلكها البلاد ، ويسمح لها باستخدامها في مفاعل {نتانز} حصراً ولا يمكن لإيران أن تُخصّب اليورانيوم بنسبة أعلى من 3.67 % ، كما سيسمح لها بتشغيل ألف جهاز طرد في منشأة {فردو} النووية ، التي تم الاتفاق على تحويلها إلى مؤسسة للتحقيق والأبحاث العلمية الفيزيونووية ، في مقابل أن تُزوّدها دول {5+1} بالتكنولوجيا التي تحتاج إليها ؛ لتستفيد إيران من الطاقة النووية في المجالات الطبية ، والزراعية ، والصناعية .
أما مفاعل {آراك} الذي يعمل بالماء الثقيل ، والذي كان نقطة خلافية عقّدت التوصل لاتفاق خلال الأشهر الماضية ، فقد تم الاتفاق على إعادة تصميم داخله ؛ من أجل التحكم بإنتاج مادة البلوتونيوم ، التي تُثير شكوك الغرب أساساً ، فكمية قليلة منها تسمح بصنع قنبلة نووية ، ولكن اتفاق لوزان ينصّ على تحديد جدول زمني لإعادة تصميم المفاعل خلال مهمة ستُشرف عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية .
ومضمون الملف النووي الإيراني هو إلغاء العقوبات الاقتصادية وهو ما سيمنح طهران مكاسب إقليمية ودولية ليس على الصعيد الاقتصادي والعلمي وحسب ، بل أيضاً على الصعيد السياسي من المهم بالنسبة لطهران التوقيع على اتفاق في مرحلة تزاحمت فيها ملفات المنطقة العالقة ، ما يعني وجود قرار إيراني بالاستفادة من رغبة الحكومة الأميركية الحالية بالتوصل إلى حلّ للملف النووي الإيراني ، وهو ما سيجعل التوافق النووي بوابة إيران نحو العديد من القضايا الأخرى .
وفي تسلسل الأحداث الزمنية في عام 2015 وبالتحديد في يوم 24 سبتمبر أدى تدافع الحجاج في {منى} إلى وفاة 1254 شخصا ينتمون إلى 180 بلدا ، بينهم 465 إيرانيا ، و148 مصريا ، و89 باكستانيا ، إضافة إلى 81 هنديا .
كما فتح هذا الحادث والمتزامن مع اضطرابات المنطقة لا سيما في سوريا ، والعراق ، واليمن السجال بين إيران والسعودية ، وتبادل الاتهامات من قبل الأولى حول تسبب السعودية في ذلك ، ما دفع آلاف الإيرانيين إلى الخروج في مظاهرات ؛ للتنديد بتدافع الحجاج .
يذكر أن حادث التدافع سبقه سقوط رافعة في الحرم المكي أودت بحياة 111 شخصا ، ما أثارت أيضا الخلافات بين السعودية وإيران ، وطالبت ايران بفتح تحقيق عاجل بالحادث ، وحمّلت السلطات السعودية وفاة المئات من مواطنيها .
أما بشان التدخل الروسي في سوريا لقلب المعادلة على الغربيين في القضاء على عصابات داعش الإرهابية ، فلا تزال آراء الخبراء والمحللين تختلف حول طبيعة التدخل العسكري الروسي وأهدافه في سوريا ، في ظل حملات إعلامية ، واتهامات متبادلة ، حيث وضعت روسيا هدفين أساسيين بشكل مبدئي {أولي} لتدخلها العسكري المباشر في سوريا لدعم القوات السورية التابعة للنظام الشرعي ، ولمنع التحالف الأمريكي من القيام بأي خطوات من شأنها تحديد {مناطق محررة} ، وفرض حظر جوي عليها ، ومن ثم منع المعارضة السورية المسلحة من التكتل في تلك المناطق وشن هجمات برية تحت غطاء جوي لقوات التحالف ، وهذا الأمر يجري التحضير له منذ أشهر طويلة ، سواء عن طريق العمل المباشر بواسطة تركيا ، والسعودية ، وقطر ، أو بشكل غير مباشر من جانب فرنسا التي أعلن رئيسها عن ضرورة تقديم الدعم لما أسماه بالمناطق المحررة .
والثاني.. رغبة الروس في دعم النظام الشرعي في مكافحة الإرهاب ، والدفع في الوقت نفسه إلى لقاءات أو اتفاقات ولو أولية بين مختلف القوى السورية ، بما فيها النظام السياسي لتسوية سياسية ، وهو الأمر الذي يسمح لروسيا بالحفاظ على مصالحها ، على عكس ما حدث لها في العراق وليبيا .
وبدأ الصراع السوري في مارس 2011 بعد أن ردت الحكومة بعنف على احتجاجات يقودها موالون للإرهابيين ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد ، وتحولت الاحتجاجات تدريجيا إلى عصابات مسلحة تتحكم بها داعش ، حيث قتل في الحرب بين الإرهابيين والنظام السوري نحو ربع مليون شخص في السنوات الخمس الماضية .
وتنفذ روسيا ضربات جوية ضد إرهابيي داعش في سوريا منذ 30 سبتمبر ، قائلة " إنها تكافح الإرهاب حيث نجحت هذه الضربات ؛ لتقييد تحرك عصابات داعش الإرهابية في سوريا ، ومقتل المئات منهم ، وسط ذهول من قبل حلفاء واشنطن العرب ، والدول الغربية الأخرى " .
وجاءت العمليات العسكرية الروسية في أعقاب تعزيز موسكو تواجدها العسكري في سوريا عبر نشر نحو 50 طائرة مقاتلة من مختلف الأنواع ، وقوات بحرية في قاعدتها بميناء طرطوس السوري .
كما قامت موسكو مؤخرا بتقديم معدات عسكرية متطورة للحكومة السورية حسب تأكيدات روسية وسورية .
ورغم أن موسكو لم تخف أن التدخل الروسي في سوريا هو لمساندة الأسد ، إلا أنها أكدت أن الحملة الروسية تستهدف الجماعات الإرهابية في سوريا .
كما أن التدخل الروسي العسكري المباشر في سوريا ، وإقامة موسكو مركزا للتنسيق الاستخباري مع كل من العراق ، وإيران ، وسوريا ، وبمشاركة روسية في بغداد ، أثار الكثير من المخاوف في دول المنطقة حول النيات الحقيقية لموسكو ، وهو ما قد يدفع القوى الإقليمية إلى زيادة الدعم العسكري والمالي لقوى المعارضة السورية ، مما يزيد حدة الصراع والحرب في سوريا ، ويجعل أي حل سياسي أبعد منالا مما هو عليه الآن .
وفي الشأن الروسي نفسه أثارت قضية إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا امتعاض روسيا ، وبالتحديد الرئيس الروسي فلادمير بوتين ، حيث تحطمت قاذفة قنابل روسية من طراز {سوخوي-24} فوق الأراضي السورية الثلاثاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني بعد مهاجمتها من قبل طائرتين حربيتين تركيتين من طراز {F16} دون سابق انذار .
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إسقاط القاذفة الروسية بأنه طعنة في ظهر من قبل أعوان للإرهابيين ، محذرا من {عواقب وخيمة} على العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا .
وبعدها الغى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارته المخطط لها على تركيا ، ويوصي المواطنين الروس بعدم زيارة هذه البلاد نظرا لتنامي مستوى الخطر الإرهابي في أراضيها .
من جانبها اكدت هيأة الأركان الروسية تؤكد مقتل قائد طائرة {سو-24} من قبل ارهابيين في الوقت الذي كان فيه يهبط بمظلته بعد القفز من الطائرة ، كما اكدت الهيأة مقتل عنصر من مشاة البحرية شارك في عملية الإنقاذ في مكان سقوط الطائرة ، وذلك بعد إصابة مروحية روسية بصاروخ أطلقه مسلحون ، كما اعلنت الهيأة عن قطع جميع أشكال التعاون العسكري مع تركيا .
هذا وأعلنت روسيا فرض حظر على تركيا من خلال عدم ذهاب السواح الروس إلى تركيا ، وقطع جميع التعاون الاقتصادي مع تركيا ، فيما قدر أعضاء في حزب الشعب الجمهوري التركي أن تصل خسائر تركيا جراء فرض موسكو قيودا اقتصادية عليها إلى نحو 20 مليار دولار ، أو ما يعادل 3% من حجم الناتج المحلي للبلاد .
وفي نفس عام 2015 تفاقمت أزمة اللاجئين إلى الدول الأوروبية ؛ بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة في بلادهم ، فضلا عن انتشار الإرهاب فقد فضل البعض اللجوء الى دول أكثر استقرارا ، حيث لاتخلو اليوم دولة من وجود الإرهاب فيها .
حيث تجاوز عدد اللاجئين والمهاجرين الذين وصلوا إلى الدول الأوروبية عبر البر والبحر هذا العام المليون شخص ، بحسب منظمة الهجرة الدولية ، وهذا يعني أن الرقم تضاعف أربع مرات عما كان عليه في السنة الماضية ، وقد وصل معظم اللاجئين عن طريق البحر ، إذ سافر 800 ألف شخص منهم من تركيا إلى اليونان ومعظم هؤلاء لاجئون من سوريا والعراق .
وقالت المنظمة إن " 3695 من اللاجئين ماتوا غرقا خلال هذا العام ، أو اختفت آثارهم ، وسببت الأفواج الكبيرة من المهاجرين خلافات سياسية كبيرة داخل الاتحاد الأوروبي " .
وقد بلغ عدد من وفدوا إلى أوروبا حتى قبل يومين بحسب ما تقوله منظمة الهجرة الدولية بواسطة البر أو البحر أكثر من 1,006,000 ، ويشمل الرقم المذكور لاجئين أو مهاجرين وصلوا عبر بلغاريا ، واليونان ، وإيطاليا ، وإسبانيا ، ومالطا ، وقبرص 972,500 وصلوا عبر البحر 34,000 عبروا من تركيا إلى بلغاريا ، واليونان برا 942,400 طالبوا لجوء جدد في الاتحاد الأوروبي من يناير إلى نوفمبر 2015 ، ويبلغ العدد أكثر من مليون إذا أضيفت النرويج ، وسويسرا .
ويبلغ عدد المسجلين في النظام الألماني الذي يعد الواصلين الجدد قبل تقديمهم طلبات للجوء أكثر من مليون ، ويتضمن هذا عددا كبيرا نحو 40 % من البلقان ، غير مسجل في أرقام منظمة الأمم المتحدة للاجئين .
ونصف من وفدوا من اللاجئين عن طريق البحر المتوسط من سوريا ، و20 % من أفغانستان ، و7 % من العراق ، بحسب منظمة الهجرة الدولية .
ومعظم من ماتوا ـ أي نحو 2889 ـ فكانوا يعبرون من شمال إفريقيا وإيطاليا ، بينما مات أكثر من 700 في إيجة بطريق عبورهم إلى اليونان من تركيا ، ولا يصل إلى اليونان ، أو بلغاريا ، عبر تركيا عن طريق البر سوى 3.5 % فقط .
وحذر تقرير صدر عن الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن عدد الذين سيضطرون لمغادرة أماكن سكناهم قد يتجاوز 60 مليونا خلال هذا العام . انتهى م ح