{بغداد : الفرات نيوز} حوار خاص / اعلن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري عزم مجلس النواب في الايام المقبلة على تدقيق ومراجعة ماطبق من فقرات ورقة الاصلاح الحكومية ، مؤكدا في محور آخر انه ليس ضمن الحراك في تغيير رئيس الوزراء حيدر العبادي في الوقت الراهن ، رافضا الاستمرار بسياسة التعيين بالوكالة.
جاء ذلك في حوار اجرته وكالة {الفرات نيوز} حول عدة ملفات ، بينها التأخير في اقرار القوانين الخلافية ، والاستعدادات لعقد مؤتمر البرلمانات الاسلامية وغيرها .
*الفرات نيوز : وانتم على اعتاب فصل تشريعي جديد ، كيف تقيم عملكم في التشريعي الماضي؟ وبماذا توعد في القادم؟
الجبوري : الفترة الماضية كنا نركز بها على نوعية التشريعات ، على الرغم من ان الكم المهم لكن النوع اساس ، وتم تشريع بعض القوانين المهمة ، بينها قانون الاحزاب ، وشبكة الاعلام العراقي ، وقانون العمل ، وقانون الاتفاقيات الدولية ، وذكرت هذه القوانين ؛ لأن فترة بقائها في ادراج اللجان المختصة على مدى سبع سنوات ، واستطعنا ان نمضي بتشريعها على الرغم من ان البعض منها يحتاج الى نصاب الثلثين هذا لايعني ان هناك تشريعات لازالت مستعصية ، منها قوانين المحكمة الاتحادية ، والحرس الوطني ، والعفو العام ، ونأمل بأن تقر خلال الفصل التشريعي المقبل ، معربا عن امله بالمضي في اتجاه ايجاد التشريعات التي تساهم ببناء المؤسسات ، والتي اشار اليها الدستور ، وبالتالي ليس هناك رضى كامل على الانجاز لكن في ضوء التحديات التي نمر بها بذلنا ما نستطيع ان نقوم به في عملية التشريع .
*الفرات نيوز : ماهو ابرز عائق تعانيه كرئيس اعلى سلطة تشريعية في البلاد؟
رئيس مجلس النواب : اذا كان الامر يرتبط بمجلس النواب فالعوائق هي التقاطعات السياسية التي تحول دون امكانية تنضيج بعض التشريعات ، او اخراجها بالطريق الذي يخدم الجميع ، مشيرا الى وجود ابعاد سياسية ضاغطة بين الرغبة ببناء المؤسسة على اعراف صحيحة ، وبين الشعور بضرورة خلق حالة من تحقيق المكاسب والمصالح الذي يراه البعض لأزمة وضرورية ، ان هذه التقاطعات تخلق اجواءً قد تعيق عملية الانجاز .
*الفرات نيوز : بتجرد بماذا تختلف الدورة البرلمانية الحالية عن الدورتين السابقتين ، لاسيما كثير من القوانين التي لم يتمكن البرلمان في دوراته السابقة تشريعها؟
الجبوري : كل دورة نيابية لها ظروفها ، وامكانيتها ، وطبيعة المهام الموكلة لها ، لكن سابقا كانت هناك حالة من التشنج ، ولم يكن البرلمان يتحدث بأريحية مع السلطة التنفيذية ، وسلبت منه حتى صلاحية التشريع والرقابة ، واخفق في اقرار الموازنة ، اما الان حاولنا ان تجاوز تلك الامور بمقدار من الانسجام والتعاون ، وساعدنا في ذلك وعي الكتل السياسية ما تتميز به خارطة الكتل ليست كما كانت بامتلاك وحدة قرار ملزمة لكل نائب ، وانما اليوم ان كل نائب لديه حرية ، ومساحة اكبر في التعبير عن رأيه ، وهذا ايجابي من جانب ، وسلبي من جهة أخرى .
*الفرات نيوز : قضية غيابات النواب التي تصل الى اكثر من ١٠٠ نائب في كل جلسة ، الا تكشف حالة اللا مبالاة لدى ممثلي الشعب ، وتماهل رئاسة البرلمان ازاءها؟ ، حتى الغرامة المالية ٥٠٠ الف دينار لم تردع المتغيبين ، الا توجد اجراءات رادعة اقوى؟
الجبوري : وجهنا انذارا أخيرا الى شخصيات نيابية ثبت من خلال الاحصائيات بأن لديها نسبة غياب عالية ، وقد نصل في الايام المقبلة الى مرحلة الفصل باعتبار ان النظام الداخلي للمجلس يعطينا هذه المساحة ، لكن لم يتم تأجيل جلسة واحدة ؛ بسبب نسبة الحضور وتحقق النصاب في كل الجلسات بمعدل 230 نائبا ، وهناك وفود ولجان تؤدي مهامها ، وهناك اجازات تعطى لنواب لظروف عمل ، ان نسبة الحضور النيابي بالجلسات مقارنة بالبرلمانات العالمية فإن هذه النسبة لابأس بها .
الفرات نيوز : كيف تقيم عمل اللجان النيابية ، وبحسب متابعتك من هي اللجنة الافضل عملا وانجازا؟ ومن هي الاقل؟
الجبوري : وضعنا تقييما لأداء اللجان النيابية ، وهناك بعض اللجان غير راضية على ادائها ، ووجهنا اليها اشارات بهذا الجانب ، في حين هناك لجان كان لها دور واضح في جوانب التشريع والرقابة والعلاقات، ان ما اتفقنا عليه بتغيير رؤساء اللجان بعد عامين من دورة البرلمان سيتم العمل به ، وسيتم تغيير رؤساء اللجان ، وقبل ذلك لثبوت تقصير بعض الشخصيات ايضا نحن طالبنا اللجان المختصة بإسعاف وضعها من خلال حسن ادارتها بإبدال رئاستها ، وبعض اللجان شُخّص اخفاق كبير في عملها بحسب التقييم الذي اجريناه لعمل اللجان ، وهناك لجان تم تنبيهها بالاخفاق وطالبناها بالنهوض بواجباتها .
الفرات نيوز : كيف اثرت المجاملات السياسية على السير في فتح ملفات الفساد تحت قبة البرلمان .. وهل انت راضٍ عن عمل لجنة النزاهة مع حجم الفساد في البلاد؟
الجبوري : لاشك ان كل وزير او رئيس هيأة ينتمي الى كتلة تحرص على عدم اثارة اي اشكالية حوله ، ومع ذلك احدثنا حالتي استجواب ، واستجوب وزير الكهرباء كان المستجوِب من نفس كتلته ، والثانية ايضا لوزير الدفاع ، ولدينا ملفات استجواب لوزراء آخرين ، وسننظر ببعض الملفات التي تمت اثارتها ، ونرتبط بمدى التحقيق الاداري والقضائي ، وننتظر النتائج التي تترتب عليها ؛ لأن البرلمان ليس جهة قضائية ، ويحيل الملفات الى الجهات القضائية المختصة ، لكننا غير راضين على عمل لجنة النزاهة النيابية ، ولدينا ملاحظات عديدة حول عملها ، وثبتنا بشكل واضح الملاحظات ، ونتمنى من اللجنة ان تؤدي مهام اكبر بكثير مما هي عليه الان .
*الفرات نيوز : كيف تنظرون الى اعلان 2016 عاما للقضاء على الفساد من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي ، علما انه في كل عام يتم الاعلان عن ذلك من دون نتيجة ؟
الجبوري : لايمكن القول ان عام 2016 عام للقضاء على الفساد ، ولايمكن القضاء على الفساد بجملة ومسعى واحد ، ويمكن تحجيمه وتقليل طبيعته ، لدينا تشريعات مهيأة للقضاء على الفساد بشكل نهائي لكن مازال هناك من هو متغلغل داخل الدوائر الصانعة للقرار ، ونافذ يوفر غطاء للمفسدين والفاسدين .
*الفرات نيوز : لجنة سقوط الموصل لفها النسيان رغم انك قطعت وعدا للشعب بمتابعتها مع مجلس القضاء ، وتقديم المتواطئين للمحاكمة؟
الجبوري : اخذنا تقرير لجنة سقوط الموصل ، والبرلمان ابدى مهمته الاولية المتعلقة بالتحقيق ، ومن ثم احيلت بما فيها من ادلة ، ووقائع ، وشهود ، واسماء الى القضاء والادعاء العام المعني بالتثبت مما ورد في التقرير من قضايا ، والحديث بشكل نهائي وعن تسمية الاشخاص المعنين بهذا الجانب، نحن نتابع الملفات التي نحيلها الى القضاء لكن هناك مشاكل يثيرها حول رقابة مجلس النواب على عمله القضائي في اصدار الحكم ؛ لأن مبدأ استقلال السلطات احيانا بفهم القضاء انه ليس هناك تدخل بمضمون الحكم وانما بآلية الاجراءات والقضايا الادارية .
*الفرات نيوز : لجنة شهداء سبايكر {مُيّعت} رغم النداءات المتكررة التي صدرت من قبل ذوي الضحايا داخل قبة البرلمان.
الجبوري : لم يتم تمييع ملف التحقيق بجريمة سبايكر ، وبذلنا جهد في هذا الموضوع ، ولأول مرة نستظيف ذوي الضحايا في قبة البرلمان ، ونسمع لهم ، وهذا الامر مخالف للعرف البرلماني الذي لايسمح لأحد ان يتحدث بالبرلمان ما لم يكن نائبا ، وسمحنا لذوي الضحايا بالحديث بحضور ضباط ومعنيين ، وبالتالي هم يريدون نتاجا ، ولديهم الحق ، وان الجهات التنفيذية والعسكرية معنية بهذا الملف بشكل اكبر .
*الفرات نيوز : المرجعية انتقدتكم كسلطة تشريعية في خطبتها السابقة الى جانب التنفيذية ، والقضائية بسبب تلكؤ الاصلاحات .
الجبوري : الاصلاحات في البداية اخذت هالة كبيرة ، واكتسبت تعاطفا كبيرا وصوت عليها البرلمان بالاجماع ، وهناك التزامات ترتبت على الحكومة ، واخرى على البرلمان تتعلق بالتشريعات وغيرها ، وهناك معوقات بخصوص المصالحة الوطنية و غير ذلك ، واخذنا بعملية الترشيق ، والتصويت على ما جاء من الحكومة رغم وجود رؤية لدى البرلمان غير ما تراه الحكومة ، واحترمنا هذا التوجه ومضينا به ، لكن في الايام المقبلة سندقق فقرة فقرة من الاصلاحات ، ونقيم ما تم انجازه ، وسنتحدث امام الشعب العراقي ، ونقول ان هذا التلكؤ حصل ، وبسبب هذا الامر وجزائه هذا الجزاء ، وقال إن " الاصلاحات اساسية ، ولابد من انجازها ، والتلكؤ بها مسؤولية كبيرة .
*الفرات نيوز : هل تؤيدون عودة نواب رئيسي الجمهورية ، والوزراء الى مناصبهم من باب اعادة التوازن؟
الجبوري : ان عودة نواب رئيسي الجمهورية ، والوزراء ليست قضية تأييد عودتهم من عدمها ، والنواب رفعوا دعوى امام المحكمة ، ومن جانبنا نحن خصم في هذه الدعوى كونها رفعت ضدنا وينظر بها امام القضاء ، وما يراه القضاء ضمن هذا الاطار بطبيعة الحال سيحترم .
*الفرات نيوز : هل تتوقعون ان تتم عملية استبدال لرئيس الوزراء في الاشهر المقبلة ، لا سيما بعد عدم وضوح نتائج الاصلاحات ، وانتقاد المرجعية ، واشتداد الازمة الاقتصادية؟
الجبوري : ان هذا الامر تقدير سياسي ، ويدخل في عامل المصلحة التي يمكن ان تتحقق في هذا الاجراء ، واذا كان هناك من مصلحة يمكن ان تترتب ، انا في قناعتي ان رئيس الوزراء لن يتوانى بالتخلي عن مكانه الى غيره ، كما هو الحال بالنسبة لرئيس البرلمان ، والوزراء الاخرين ، نحن لسنا جزءا من حراك في هذا الصدد لهذه اللحظة ، وننتظر من لديه هذا التوجه ان يقدم رؤيته ، ومشروعه ، وبرنامجه حتى نستطيع ان ننظر في مبررات هذا الامر ، وتحديد المواقف بعد ذلك .
*الفرات نيوز : من المقرر ان يعقد الاسبوع الحالي مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد ، كيف هي الاستعدادات ، ومن ابرز البلدان التي اعتذرت ، وهل ستحضر {ايران والسعودية} ؟ ، وهل لمستم من يعمل على افشاله داخليا او خارجيا؟ ، وهل ممكن ان نجد خلال المؤتمر تقريب وجهات النظر بين طهران والرياض؟ وملف التوغل التركي هل سيكون حاضرا؟
الجبوري : انطلقنا من شعار {معا ضد التطرف والارهاب} ، وعليه مجيء ممثلي شعوب الدول الاسلامية الى العراق ، معنى ذلك بأن العراق ليس قطبا في نزاع ومشكلة ، وانما يمكن ان يكون عامل حل يسير لاتفاق برؤية استراتيجية تتعلق بمكافحة الارهاب والتطرف ، التي وضعت في اجتماعات سابقة ، وسيتم اقرارها في بغداد ، ان العراق عائد الى دوره الريادي في المنظومة العربية ، والحاضنة العربية والاسلامية ، وبالتالي انعقاد المؤتمر فيه من الرسائل الكبيرة التي تجعلنا فعلا حريصين على انجاحه وبالاتجاه الذي يرسخ حضورنا ووجودنا ، ايران ارسلت وفدا وستحضر وبقوة ، والسعودية باركت هذا الجانب ، وننتظر حضور وفدها ولم تمانع ، ولم ترفض ولم تصدر ما يؤشر ذلك ، والاتصالات مع الجانب السعودي مستمرة ، فيما اكدوا رغبتهم بالحضور ، لكن الوفود لازالت في طور المجيء ، وننتظر حضور اكبر عدد واذا حضرت السعودية وايران الى المؤتمر ستكون هناك فرصة للعراق ، وسنغتنمها في سبيل حلحلة كل المشاكل الموجودة ، وكذلك ستحضر تركيا ، والكويت ، ودول عديدة من العالم الاسلامي ، ومجرد حضورهم فيه اشارة الى امكانية عقد لقاءات لتذليل المعوقات ، ان المؤتمر لديه جدول اعمال في قضايا تتم مناقشتها ، وسنستمع الى كلمات الرؤساء ، ومن بينهم رئيس البرلمان التركي ، وسنستمع الى رؤيته ، وهناك وجهات نظر اخرى في هذا الاطار .
*الفرات نيوز : الناس يتساءلون ما اهمية هذه المؤتمرات للعراق ، لاسيما وان البلاد تمر بمرحلة تقشف؟
الجبوري : ان مؤتمر البرلمانات الاسلامية لم يتم صرف مبالغ كبيرة له بالنسبة للمؤتمرات الاخرى ، كوننا استفدنا من التجهيزات التي كانت تتعلق بالقمة العربية ، والتي تم صرف مبالغها سلفا ، واستفدنا من تفاعل الوزارات ، وذلك من خلال الاستفادة من وزارة النقل في نقل الوفود ، وتوفير الامن من قبل الوزارات الامنية ، وتهيئة المراسم من قبل وزارة الخارجية ، وحتى قضايا لوجستية تتعلق بهذا الجانب ، ولا يوجد هناك صرف هائل بهذا الاطار ، لم يحضرني رقم الموازنة بشكل دقيق ، لكن المؤتمر سيقام بنفس البنايات التي اقيمت فيها القمة العربية السابقة ، فقط وجهنا موظفين في عملية التنظيف ، والترتيب ، والتجهيز .
*الفرات نيوز : هناك مسافة فاصلة بين السياسيين السنة وقاعدتهم الشعبية ، ماهي اسباب ذلك؟
الجبوري : ليس فقط السنة انما اغلب السياسيين من الشيعة ، والسنة ، والكرد يشكون من هذه المسافة بينهم وبين القاعدة الجماهيرية ؛ بسبب خلافات تنشأ فيما بينهم ، وشعور الشارع العراقي بعدم امكانية وقدرة السياسيين على ان يحققوا مرادهم في عملية الاصلاح ، مشيرا الى ان المحافظات التي اقتحمها الارهاب فيها تعقيد اكبر ، وداعش من جانب ،والنازحين وحجم التحدي خطير ، وعليه يحتاج الى رؤية موحدة في هذا الاطار .
*الفرات نيوز : موضوع خندق كردستان كيف يراه الجبوري هل بداية التقسيم ام لتضييق الخناق على داعش؟ ، وكيف سيتم التعامل مع ديالى ، وكركوك في التقسيم؟
الجبوري : انا ارفض التقسيم بشكل واضح ، واذا كانت هناك مبررات امنية لابأس به ، لكن وحدة العراق هي الاساس ، والتعاون بين حكومتي بغداد واربيل أمر مهم ، ويجب ان لاتصل رسائل سلبية تستغل من قبل عصابات داعش الارهابية كما حصل في طوز خورماتو ، مشددا على ضرورة التنسيق في هذا الجانب .
*الفرات نيوز : مشكلة الهيئات المستقلة التي مازالت قائمة بالمناصب وكالة ، لماذا لايعترض البرلمان وبقوة على ايقاف هذه السياسة؟
الجبوري : نعترض على سياسة التعيين بالوكالة للهيئات والوزارات ، ونحن ضد دولة الوكالة ، وسنصدر في الايام المقبلة تحديدات زمنية لإنهاء التعيين بالوكالة الموجودة بتسميات اصالة ، وهذا مانبحث عنه ، اما الاستئثار بالنسبة لجهة او حزب ، وتمضية الامور دون موافقة البرلمان امر مرفوض من كل الاطراف ، اما بشأن الظرف الاقتصادي ففي الايام المقبلة سيتم استضافة العبادي ، والوزراء ، والمسؤولين المعنيين بالملف الاقتصادي ؛ لمناقشة الازمة في البرلمان . انتهى ح