{بغداد : الفرات نيوز} شدد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، على ان الوضع المتوتر الذي تعيشه البلاد في هذه المرحلة والازمات المتتالية والخروج من ازمة والدخول باخرى بدأ يؤثر على المنجزات العظيمة التي تحققت في السنوات السابقة>وحذر في كلمته التي القاها خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي بمكتبه في بغداد اليوم الاربعاء من ان استمرار الوضع السياسي بهذه الطريقة لانه قد يؤدي الى انهيار التوافقات والالتزامات المبرمة بين القوى السياسية والتي حفظت المشروع السياسي خلال السنوات العشر الماضية، مبينا ان" انهيار التوافقات سيدخل البلاد في نفق مظلم ويدفع نحو المجهول". واعرب السيد عمار الحكيم عن "أسفه من بقاء اللقاء الوطني في مرحلة الاعداد والتحضيرات والمناقشات والمداولات والتوقيتات والتأجيلات المستمرة و من وصول الوضع الى لقاء وطني يحدد فيه جدول الاعمال للقاء الوطني المرتقب"، مذكرا "القوى السياسية بخطورة الواقع المؤلم"، داعيا "الجميع لتوخي الحيطة والحذر من الانجرار وراء هذه التوترات والتشنجات التي ستترك اثرا سلبيا على واقع المشروع السياسي في العراق والشعب بشكل عام"، محذرا "من جعل الوطن والمواطن ضحية هذه الاختلافات". واشار السيد عمار الحكيم الى ان "الوضع السياسي الراهن امام خيارين وعلى الجميع ان يختاروا احدهما بوضوح كامل فاما ان نَعْقِد اللقاء الوطني واما ان نُعَقِّد هذا اللقاء ولا نذهب لحل المشاكل"، مؤكدا على ان "اللقاء الوطني اذا ما عقد بنوايا سليمة وبإرادة سياسية واضحة من جميع الاطراف سيمثل بداية مهمة للحل مطالبا بعدم رفع سقف التوقعات من هذا اللقاء لانه لن يكون قادرا على حل كل مشاكل البلاد دفعة واحدة". وبين ان "هذا اللقاء سيحقق الحد الأدنى المطلوب من كسر القطيعة بين القيادات السياسية والعودة الى التواصل ومد الجسور بين القوى السياسية الكريمة وتشخيص نقاط الضعف ووضع الحلول والمعالجات المطلوبة لهذه الاختلافات"، موجها نداءه للقيادات السياسية في البلاد "للإسراع بعقد اللقاء الوطني كي تضع حدا للواقع المتراجع في العملية السياسية وينطلق الجميع الى الامام في بناء لحمة وطنية ورؤية موحدة لحل الإشكاليات ووضع خارطة طريق تمكننا للخروج من الواقع الصعب الذي نعيشه اليوم" . واشار السيد عمار الحكيم الى ان "الحساسيات المفرطة لما يطرح في الملتقى الثقافي وفي غيره من اللقاءات"، متسائلا عن سبب هذه الحساسيات "هل انها ناتجة من سوء فهم لما نقوله؟ او انه ناتج من نية مسبقة لتحريف وتشويه ما نتحدث به بالرغم من اننا نتبنى خطابا معتدلا في مثل هذه اللقاءات! ".مؤكدا على ان "حديثه في الملتقى الثقافي وباقي المناسبات لا يتناول القضايا الخلافية التفصيلية ولا ينحاز لأحد بقدر انحياز الخطاب للوطن والمواطن اولا واخيرا ". وشدد على ان "حديثه لا يهاجم شخصا بعينه ولا يسعى لتسقيط اي من الشخصيات والكيانات السياسية في العراق"، مبينا ان "لغته تجاه الحكومة لغة التشجيع والتأييد والدعم للمنجزات والخطوات الصحيحة المتخذة وفي الوقت ذاته لغة الفات النظر والنصح تجاه السلبيات اذا ما حصلت هنا او هناك"داعيا الله لمن يشعر بصعوبة فهم كلماته ان ييسر له فهم هذه الكلمات حتى لا يأخذها بمعاني غير ما هو مقصود لها، متمنيا من اولئك المحرفين "ان لا يختبروا صبرنا كثيرا ولا يراهنوا على استهداف عقلانية الخطاب والمسار الذي ننتهجه". وشدد على ان "خطابه نابع من مبادىء يؤمن بها ومن استراتيجيات وضعتها الحركة"، واصفا اياها بـ"المترسخة في العقول و الضمائر ولا يمكن ان تقع في مطبات وحملات التشهير والإساءة للآخرين"، مشيرا الى ان "لغة الخطابات المتشنجة وسياسة خلط الاوراق ليست صعبة لكن منهج الخطاب ينص على الاعتدال والانتصار لهموم المواطن والتقريب بين وجهات النظر"، مؤكدا ان "مشروع المجلس الاعلى هو بناء الدولة العصرية الناجحة التي تخدم وتحترم المواطن" . وثمن السيد عمار الحكيم جهود الحكومة في حل المشاكل والتهدئة مع دول الجوار من خلال الوفود التي ترسلها لدول الجوار معتبرا اياها خطوة في الاتجاه الصحيح في اشارة الى وفد الحكومة للجارة تركيا والى العلاقات العراقية الكويتية التي تشهد تحسنا، مشيرا الى ان "هكذا خطوات تنسجم مع الدستور والمصلحة العليا للبلاد"، منوها الى ان جولاته في دول الجوار مهدت ووفرت الارضية المناسبة لنجاح مهام الوفود معربا عن اسفه لوقوع تلك الجولات تحت التساؤلات والتحليلات الخاطئة بعيدا عن اهدافها الحقيقية، مجددا ان لا خيار امام العراقيين سوى الحوار الصادق داخليا ومع دول الجوار والمنطقة، معتبرا الحوار والتهدئة الطريق الامثل لحلحلة الاشكاليات . وشدد السيد عمار الحكيم على ان "تغيير مواعيد الانتخابات سواء كانت انتخابات مجالس المحافظات او البرلمان العراقي خط احمر لا يمكن تجاوزه"، مذكرا بخروج العراقيين للانتخابات في ظروف صعبة، مشيرا الى الهمس الخجول الذي يتحدث عن امكانية تأجيل الانتخابات. واشار الى ان "العملية الانتخابية مقدسة والمخاطرة بها مخاطرة بالواقع الديمقراطي"، مطالبا مجلس النواب العراقي بالتجديد لمفوضية الانتخابات تجديدا كامل الصلاحيات لحين الانتهاء من تشكيل المفوضية الجديدة، مشيرا الى خطورة ان يعيش العراق فراغا في مؤسسته الانتخابية . وطالب السيد عمار الحكيم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية "توسيع قاعدة المشمولين بالقروض من الشباب"، معربا عن اسفه لشمول الفين فقط من المتقدمين في السنة السابقة بالنسبة لاعداد المتقدمين الكبير، مشيرا الى ان "الحد الادنى لقرض الشباب يجب ان يكون عشرة ملايين دينار". وتابع ان "هذا المبلغ سيسهم في تقليل البطالة وانعاش الاقتصاد وخلق مساهمة بين الشباب من خلال دخولهم في مشاريع مشتركة"، مشيرا الى تقرير وزارة التخطيط الذي يؤكد غياب دور القطاع الخاص، مستشهدا بتفصيلات التقرير التي تشير الى وجود 33% من العاطلين عن العمل وستة ملايين ونصف من الموظفين، معتبرا الرقم كبيرا بكل المعايير، مبينا ان رقم الموظفين سيصيب جسد الدولة بالشيخوخة ويحول مؤسساته الى استهلاكية دون الحصول على فرص البناء والاستثمار. وعبر السيد عمار الحكيم عن اسفه لالغاء معرض الكتاب الدولي في بغداد الذي تمنى لو كان مصاحبا لمعرض الزهور، معتبرا معرض الكتاب سبيلا لمعالجة انقطاع العراق عن التكنلوجيا والعلم في السنوات الاخيرة، مشيرا الى ان "لا اعتراض على الامن والدفاع ومعرضها لما للامن والدفاع من دور في الانطلاق نحو البناء والازدهار ولكن الاولوية يجب ان تكون للعلم والمعرفة". ودعا السيد عمار الحكيم الى جمع مليون توقيع بدل الثلاثين الفا الرقم الذي يمكن نهر دجلة من الدخول في اليونسكو كمحمية من محميات التراث العالمي في منظمة اليونسكو، مشيرا الى علاقة العراقيين بهذا النهر الذي شيدت على ضفافه الحضارات، مناشدا المؤسسات الحكومية والمدنية ومؤسسات المجتمع المدني لدعم هذا المشروع، مطالبا وسائل الاعلام بالترويج لهذه الحملة. وطالب السيد عمار الحكيم الولايات المتحدة والمجتمع الغربي الى تقديم المبادرات وحسن النية تجاه ايران في اشارة الى اجتماع خمسة زائد واحد المختص بالبرنامج النووي للجمهورية الاسلامية الذي عقد في اسطنبول وسيعقد لاحقا في بغداد، مبينا ان "ليس من المنطق ان تطالب ايران بمبادرات ايجابية مع فرض العقوبات عليها"، مطالبا الاطراف الدولية بتقديم حسن نيتها تجاه ايران وحقوق الشعب الايراني في الحصول على الطاقة النووية السلمية، مطالبا المجتمع الدولي وامريكا بالنظر الى ايران بعيدا عن النمطية، داعيا الجمهورية الاسلامية الى تقديم المبادرات التي تحرج الولايات المتحدة والمجتمع الغربي. وطالب السيد عمار الحكيم المجتمع الدولي والهيئات الدولية لتحمل مسؤولياته تجاه ملف الاسرى الفلسطينيين الذين بلغ عددهم اكثر من 8000 الاف في سجون الاحتلال الاسرائيلي، مؤكدا ان العراقيين وقفوا وسيقفون مع المظلومين وسيبقون مدافعين عن قضايا الشعب الفلسطيني فهذه هي طباعهم .انتهى.