• Monday 24 February 2025
  • 2025/02/24 12:21:06
{دولية:الفرات نيوز} يتهافت الاف السياح الى نيكاراغوا لمعاينة مشهد فريد لذوبان الحمم البركانية وسط روائح الكبريت، في ظاهرة لا يمكن متابعتها سوى في بضعة براكين حول العالم.
فإلى جانب بركاني كيلوييا في هاواي ونييراغونغو في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، يعتبر بركان ماسايا الواقع على بعد حوالى عشرين كيلومترا جنوب شرق ماناغوا عاصمة نيكاراغوا، من البراكين النادرة حول العالم التي تتشكل فيها باستمرار تكتلات من الحمم البركانية المتوهجة، على ما يوضح خبير الجغرافيا المحلي خايمي اينكر.
وتقول السائحة الفرنسية نويلي برافيا خلال تصويرها المشهد الذي يتكرر منذ سنة 1902 بوتيرة مرة كل 20 او 25 عاما "انه امر رائع وفريد في العالم".
وبين دفعة وأخرى من هذا السائل البركاني الاحمر، تملأ سحب دخان ابيض الفوهة المسماة سانتياغو التي لا تزال في حالة نشاط.
ويقع بركان ماسايا في المنطقة التي تعد اكبر عدد من السكان على سواحل نيكاراغوا المطلة على المحيط الهادئ وهو جزء من منطقة محمية تبلغ مساحتها حوالى خمسين كيلومترا مربعا حيث تتداخل الحقول الشاسعة من الحمم المتحجرة مع الزهور البيضاء من نوع بلوميريا.
وقد شهد نشاط هذه القمة البركانية الصغيرة البالغة مساحتها 400 متر والتي تشكلت قبل خمسة الاف سنة، زخما متزايدا خلال الاشهر الستة الاخيرة.
وتقول ماييلا كوبا وهي سائحة نمسوية "انها المرة الاولى التي ارى فيها امرا مماثلا، هذا لافت جدا". هذه المرأة هي من بين اربعة الاف سائح سمحت لهم الحكومة بالاقتراب من سطح الفوهة خلال الاسابيع الاخيرة على الرغم من حصر الزيارة ببضع دقائق بسبب الغازات السامة المنبعثة من المكان.
وحدها الببغاوات والخفافيش تتمكن من الصمود في نتوءات البركان البالغ عمقها حوالى مئة متر.
كما أن بركان ماسايا الذي شهد حالتي ثوران كبيرتين في 1670 و1772 قد اثار الرعب في نفوس المستعمرين الاسبان.
وكتب الحاكم الاول بيدراياس دافيلا لملك اسبانيا "انها فتحة لهب لا تكف عن الاحتراق".
حتى أن الراهب فرنسيسكو دو بوباديلا الذي كان يعتقد أنه باب الجحيم نصب في المكان صليبا ضخما على جانب الفوهة.
من ناحيتهم، سعى هنود كوروتيغاس الذين كانوا يقيمون في المنطقة في الحقبة التي سبقت اكتشاف كريستوف كولومبوس القارة الاميركية، الى تهدئة غضب البركان من خلال التضحية بأطفال وشابات للساحرة "شالشيويوي" التي كانت تعيش في اعماق الارض وفق اعتقادهم.
ويقول خايمي اينكر الاختصاصي في الجيولوجيا إن مستوى الصخر المنصهر يزيد عند كل ظهور لبحيرة من الحمم. وفي غضون 150 سنة، قد يشهد ماسايا عملية ثوران ضخمة جديدة كما حصل سنة 1772 عندما وصلت المقذوفات الى الموقع الحالي لمطار ماناغوا الدولي على بعد ثلاثين كيلومترا من البركان.انتهى


اخبار ذات الصلة