{بغداد:الفرات نيوز} /تقرير/ مضى عامان على سقوط الموصل بيد عصابات داعش الارهابية في 10 حزيران 2014 في وقت تشهد فيه البلاد اليوم عمليات عسكرية مكثفة لتطهير قضاء الفلوجة بالانبار من براثن العصابات الإرهابية لتكون الموصل الوجهة القادمة للتحرير .
وبالرغم من تشكيل اللجان التحقيقية لمعرفة ملابسات سقوط الموصل في قبضة داعش الا انه لم يبت بعد بتلك القضية بشكل نهائي .
وفي هذا الاطار دعا رئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي الى تصحيح العملية السياسية والاخطاء فيها التي ادت الى سقوط مدينة الموصل في حزيران 2014.
وقال علاوي في بيان له بمناسبة الذكرى الثانية لسقوط الموصل " في العاشر من حزيران في عام 2014 تم احتلال مدينة الموصل الحدباء من قبل شراذم شذاذ الآفاق من عصابات داعش الارهابية، خلال عملية مريبة ومخجلة لم يكشف النقاب عن ملابساتها الحقيقية حتى اليوم رغم عديد اللجان الحكومية والبرلمانية المشكلة لهذا الشأن، كما لم يُدَنْ او يعاقب اي من المتسببين فيها، رغم فداحة النكبة وتداعياتها اللاحقة في احتلال مايقرب من نصف مساحة العراق في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك والانبار وحزام بغداد".
وأضاف "بغض النظر عن تفصيلات ما حدث فان البيئة السياسية السائدة من انحرافات العملية السياسية، وشهوة السلطة التي غذت الصراع والنزاعات، والفساد الناخر لجميع مفاصل الدولة، كانت ترسم مآلات مفجعة لمصير البلد انتهت بارتهان الملايين من ابناء شعبنا، ومنهم ابناء مدينة الموصل البطلة، حاضرة العراق البهية، بقبضة داعش الظلامي المتخلف، والذي فعل كل ما بوسعه للتنفيس عن احقاده من قتل وتعذيب وتدمير لدور العبادة والعلم، وتهجير، وفرض للاتاوات، عدا عن قمع الحريات والتنكيل شرائح المجتمع وكل من يعترض على منهجه المتخلف والدموي وبعد كل تلك المعاناة المستمرة منذ سنين".
وعمدت عصابات داعش الارهابية الى تفجير عدد كبير من المراقد الدينية والحضارية في مدينة الموصل ، حال سقوطها بأيديهم ، كمرقد النبي يونس {ع} والنبي شيت{ع} ومناطق الحضر الاثرية وعدد كبير من الاثار التي تعرضت للسلب والتهريب والتخريب .
النائب عن محافظة نينوى طالب المعماري ذكر لـ {الفرات نيوز} انه "بعد سقوط الموصل وتداعيات ما جرى تردي الوضع الامني والاقتصادي في البلد واثر ذلك على التعجيل في تحرير الموصل ، سيما وان اموال كثيرة من ميزانية العراق ذهبت إلى شراء الاسلحة والانشغال بالعمليات العسكرية ورواتب المتطوعين".
واوضح ان " انشغال الحكومة بتحرير المحافظات الاخرى كصلاح الدين والانبار وديالى ادى إلى تأخير تحرير الموصل الذي مازال اهلها يتعرضون للقتل والتعذيب ".
ورأى ان " تحرير مدينة الموصل يحتاج إلى اتفاق سياسي واقليمي ودولي كونها تختلف عن محافظتي الانبار وصلاح الدين ، وتحتاج ايضا الى عمليات منظمة خاصة وان ما يقارب الـمليوني شخص مازالوا داخل الموصل".
واشار الى محدودية العمليات العسكرية التي جرت في قضاء مخمور { تبعد 50 كيلو متر مخمور عن مدينة الموصل} ، مبينا ان " معركة الموصل تحتاج إلى دعم اكبر للتعجيل بالنصر وان هناك بوادر لانطلاق العمليات العسكرية بالموصل قريبا ونتوقع تحريرها خلال هذا العام ".
وكانت المرجعية الدينية العليا قد أفتت في 13 من حزيران 2014 بالجهاد الكفائي وحمل السلاح من قبل المتطوعين بعد احتلال عصابات داعش الارهابية لمدينة الموصل وتمددها لمناطق اخرى.
من جهته وصف النائب عن التحالف الوطني موفق الربيعي سقوط مدينة الموصل بيد داعش بانها نكسة حزيران في العام 2014.
وقال الربيعي في تصريح صحفي ان " سقوط الموصل يعد اكبر انتكاسة ، وان استذكار ما حصل في الموصل يحز في القلب كثيرا".
واضاف ان " الدروس المستنبطة من تجربة سقوط هذه المدينة بيد الجماعات الارهابية يجب ان تكون كبيرة" ، مشيرا إلى ان " احد هذه الدروس هو ضرورة اعادة بناء المؤسسة الامنية والعسكرية على أسس مهنية، وليس على أسس حزبية" ، مردفا بالقول ان " من الدروس الاخرى ان العدو ليس جيشا نظاميا يمكن مقاتلته بجيش نظامي ايضا، ولهذا فقد كان سقوط الموصل سياسيا واعتمد على الاشاعة ".
وأكد ان " دور الحشد الشعبي في تحرير الموصل يجب ان يكون اساسيا لما يشكله الحشد من دور محوري في جميع العمليات القتالية".
نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس أوضح في مؤتمر صحفي عقد الاسبوع الماضي ان "الوجهة المقبلة انهاء موضوع الفلوجة بشكل تام، والذهاب إلى أي منطقة ترتبط بداعش وهي الموصل والحويجة وستكون وجهتنا مستقبلا ولن يمنعنا احد بالذهاب إلى تحرير هذه المناطق".
التوجه الى تحرير الموصل وبمشاركة الحشد الشعبي هذا ما ايده ايضا رئيس الوزراء حيدر العبادي في تصريحات صحفية سابقة حينما شدد "على اشتراك جميع القطعات العسكرية في عملية تحرير الموصل من دون تمييز، مؤكدا على " عدم وجود اي قوات اجنبية تقاتل في الاراضي العراقي باستثناء مدربين ومستشارين لتدريب القوات العراقية ، متعهدا بتحرير الموصل ورفع العلم العراقي فيها قريبا".
الحكومة المحلية في نينوى حملت في الذكرى الثانية لسقوط مدينة الموصل الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي مسؤولية تأخر تحرير مدينة الموصل" مطالبة " بالاسراع بتحريرها".
وقال البيان الختامي للحكومة المحلية الذي القاه رئيس مجلس محافظة نينوى بشار الكيكي على هامش الاجتماع التشاوري الذي عقدته الحكومة المحلية مع شركائها من شخصيات ومنظمات ونقابات، ان "ما تعرضت له المكونات في الموصل ترقى الى الابادة الجماعية وان المعاناة لا تزال مستمرة سواء النازحين او المحاصرين "
واضاف الكيكي في البيان "نستذكر هذا التاريخ ونحن عازمون على مواجهة داعش بعد تخلي القوات الامنية عنها في العاشر من حزيران 2014"
يشار الى ان الحكومة الاتحادية وقوات البيشمركة قد شرعت قبل اسابيع بعمليات محدودة في قضاء مخمور جنوب شرقي مدينة الموصل لتحرير المدينة من عصابات داعش الارهابية وحررت عدة قرى.
وتمر اليومً الجمعة الذكرى السنوية الثانية لسقوط مدينة الموصل مركز محافظة نينوى وثاني اكبر مدينة في العراق في العاشر من يونيو/حزيران بيد عصابات داعش الارهابية وتمددها لمحافظات اخرى صلاح الدين، والانبار، وديالى، واجزاء من كركوك.
وفي السياق ذاته قال بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو بتلك المناسبة في بيان له "نستذكر الذكرى الثانية للمأساة التي حصلت لأهالي الموصل بحزن وألم وقلق حيث تم تهجير سكانها وخصوصا المسيحيين منهم ثم تهجير أهالي بلدات سهل نينوى بعدهم والعمل على اجتثاث حضارتهم وتاريخهم وذاكرتهم".
وتابع "اننا امام هذا الواقع القاسي والمخيف، لا نزال نؤمن بان الحلّ يجب ان يأتي من الداخل، أي من العراقيين أنفسهم، بترك نزاعاتهم وتغيير تفكيرهم ونهجهم وإيجاد إرادة سياسية صادقة للمصالحة ورؤية واضحة وخطة ممنهجة للإصلاح ومعالجة المشاكل".
واشار ساكو الى ان "هذه الحرب ليست إسلامية- مسيحية انما هي صراعات باسم الدين من اجل السلطة والمال" ولفت الى "الروابط بين المسيحيين والمسلمين والديانات الأخرى كثيرة وتاريخية كما أن الاختلافات طبيعية لان الله خلقنا مختلفين".
يشار الى ان عصابات داعش الارهابية وبعد شهرين من سقوط الموصل تمكنت من السيطرة على مناطق تسكنها الاقليات لاسيما المسيحيين في سهل نينوى والايزيديين في سنجار.
الى ذلك كشفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين التابعة الى الامم المتحدة اليوم عن نزوح حوالي نصف مليون في الموصل منذ عامين ومع استمرار العمليات العسكرية.
واوضح المتحدث الاعلامي باسم المفوضية وليام سبندلر خلال مؤتمر صحفي ان المفوضية قد سجلت أكثر من 14000 نازح عراقي في مخيمات شمال وجنوب شرقي الموصل وعبر الحدود في سوريا منذ بدء العمليات العسكرية أواخر شهر اذار من هذا العام.
واضاف ان " هذا العدد يشمل أكثر من 8 آلاف شخص وصلوا إلى مخيم "ديباكة" في محافظة أربيل منذ الـ 24 اذار الماضي حيث انتقل الآلاف إلى كركوك أو المحافظات الأخرى في العراق".
وبين ان " الكثيرين من هؤلاء النازحين يتنقلون اكثر من مرة بحثا عن الأمان ومكان لائق للعيش كما يواجهون أيضا صعوبات اقتصادية بما في ذلك البطالة، مشيرا الى ان 82 في المئة من الأسر في الموصل ليس لديها ما يكفيها من الدخل لتغطية احتياجاتها الأساسية ما سيؤدي الى مشاكل أخرى قد تدفع بهم الى مدن اخرى داخل العراق او حتى مغادرة البلاد".انتهى