{دولية :الفرات نيوز} أكد قائد الثورة الاسلامية في ايران اية الله العظمى الامام السيد السيد علي الخامنئي إن " الحكام المثيرون للفتن الذين ورّطوا العالم الإسلامي في حروب داخلية وقتل وجرح للأبرياء عن طريق تأسيس وتجهيز الجماعات التكفيرية الشريرة، وراحوا يغرقون اليمن والعراق والشام وليبيا وبلدان أخرى في الدماء، هم متلاعبون سياسيون لا يعرفون الله، ويمدون يد الصداقة الى الكيان الصهيوني المحتل .
وذكر في نداء وجههه الى حجاج بيت الله الحرام أن " التقارير تفيد عن وضع حجاج باقي البلدان ضمن نطاق سيطرات ومراقبات غير معهودة بمساعدة الأجهزة التجسسية الأمريكية والصهيونية، متهماً السلطات السعودية "بتحويل بيت الله الآمن إلى مكان محفوف بالخطر".
وتابع " موسم الحج موسم فخر وعظمة للمسلمين في أعين الناس، وموسم نورانية القلوب والخشوع والابتهال أمام الخالق. الحج فريضة قدسية ودنيوية وإلهية وجماهيرية، فالأمران الإلهيان { فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبائكمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْر} و {اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ من ناحية، والخطاب الإلهي القائل {الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} من ناحية أخرى، تنير كلها الأبعاد المتنوِّعة و اللامتناهية للحج.
واشار الى انه " في هذه الفريضة الفريدة، يبعث الأمنُ المتمثل في الزمانِ {موسم الحج} والمكانِ {الأرض المقدسة} الطمأنينة في قلوب الناس، كالعلامات الواضحة والنجوم الساطعة التي تبعث السكينة في قلوب الذين يهتدون بها في الليل، ويُخرِج الحاجَّ من حصار عوامل اللا أمن التي يهدِّد بها الظالمون المهيمنون جميعَ البشرية دائماً، ويذيقه لذةَ الأمان لفترة معينة".
وبين إن " الحج الإبراهيمي الذي أهداه الإسلام للمسلمين هو مظهر العزة والمعنوية والوحدة والعظمة، ويستعرض عظمة الأمة الإسلامية واتكالها على القدرة الإلهية الأبدية أمام أنظار الأعداء وذوي النوايا السيئة، ويُبرِّز المسافة الفاصلة بين المسلمين وبين مستنقع الفساد والحقارة والاستضعاف الذي يفرضه العتاة والمتغطرسون الدوليون على المجتمعات البشرية".
ولفت الى إن" الحج الإسلامي والتوحيدي مظهر {أَشِدّاءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} إنه موطن البراءة من المشركين، والألفة والوحدة مع المؤمنين. الذين يستخفون بالحجّ ويجعلونها كالسياحة، ويكنون عداءهم وحقدهم للشعب الإيراني المؤمن الثوري وراء عنوان {تسييس الحج} هم شياطين صغار حقراء ترتعد فرائصهم من تعرض مطامع الشيطان الأكبر - أميركا - للخطر. الحكام السعوديون الذين صدّوا هذه السنة عن سبيل الله والمسجد الحرام، ومنعوا الحجاج الإيرانيين الغيارى المؤمنين من بيت الحبيب، هم ضالون مسودة وجوههم يعتبرون بقاءهم على عرش السلطة الظالمة رهناً بالدفاع عن مستكبري العالم، والتحالف مع الصهيونية وأميركا، والسعي لتحقيق مطالبهم، ولا يتورّعون في هذا السبيل عن أية خيانة".
ونوه الى حادثة منى التي وقعت العام الماضي خلال موسم الحج بالقول " يمضي اليوم نحو عام على أحداث منى المدهشة، التي قضى نحبه فيها عدة آلاف مظلومين في يوم العيد، وبثياب الإحرام، تحت الشمس، وبشفاه ظامئة ، وقبل ذلك بفترة وجيزة تضرّج عددٌ من الناس في المسجد الحرام بدمائهم وهم في حال عبادة وطواف وصلاة الحكام السعوديون مذنبون في كلا الحادثتين، وهذا شيء أجمع عليه كل الحاضرين والمراقبين والمحللين التقنيين".
وتابع " وقد رجّح بعض المختصين أن الحادث مقصود. كما من المؤكد والواضح وجود تقاعس وتقصير في إنقاذ أرواح الجرحى الذين ترافقت أرواحهم العاشقة وقلوبهم المشتاقة في يوم عيد الأضحى مع ألسنتهم الذاكرة لله والمترنّمة بالآيات الإلهية. لقد زجّهم الرجال السعوديون المجرمون قساة القلوب مع الموتى في حاويات مغلقة، وقتلوهم شهداءً بدل معالجتهم ومساعدتهم أو حتى إيصال الماء لشفاههم الظامئة ، وفقدتْ عدةُ آلاف من العوائل من بلدان مختلفة أحباءها، وفُجعت شعوبها. وقد كان هناك قرابة الخمسمائة شخص من الجمهورية الإسلامية بين هؤلاء الشهداء. ولا تزال قلوب العوائل جريحة مكتوية، ولا يزال الشعب حزيناً غاضباً".
وبين " بدل أن يعتذر حكام السعودية ويبدوا ندمهم ويلاحقوا قضائيا المذنبين الحقيقيين في هذه الحادثة المهولة، تملّصوا بمنتهى الوقاحة والصلافة حتى من تشكيل لجنة تقصّي حقائق دولية إسلامية ، وبدل الوقوف في موضع المتهم وقفوا في موضع المدّعي، وأعلنوا بخبث واستهتار أكبر عدائهم القديم للجمهورية الإسلامية ولكل راية إسلامية مرفوعة ضد الكفر والاستكبار".
واشار الى انه إن " أبواقهم الإعلامية، سواء الساسة الذين تعدّ تصرفاتهم حيال الصهاينة وأميركا عاراً على العالم الإسلامي، أو شيوخ الافتاء غير الورعين وآكلو المال الحرام الذين يفتون علانية بخلاف الكتاب والسنة، إلى مرتزقتهم الصحافيين الذين لا يمنعهم حتى الضمير المهني من فبركة الأكاذيب وقول الكذب، تسعى عبثاً إلى اتهام الجمهورية الإسلامية بحرمان الحجاج الإيرانيين من حجّ هذه السنة".
واوضح ان " حكام الفتن الذين ورّطوا العالم الإسلامي في حروب داخلية وقتل وجرح للأبرياء عن طريق تأسيس وتجهيز الجماعات التكفيرية الشريرة، واغرقوا اليمن والعراق والشام وليبيا وبلدان أخرى في الدماء، هم سماسرة السياسة لا ايمان لهم بالله، ويمدون يد الصداقة نحو الكيان الصهيوني المحتل، ويغضون ابصارهم عن آلام الفلسطينيين ومصائبهم المفجعة، وينشرون ظلمهم وخيانتهم إلى مدن البحرين وقراها. إن الحكام الذين باعوا دينهم وضمائرهم والذين خلقوا فاجعة منى الكبرى، وانتهكوا، باسم خدمة الحرمين، حرمة الحرم الإلهي الآمن، وقتلوا ضيوف الرحمن في يوم العيد في منى، وفي المسجد الحرام قبل ذلك، يتشدّقون الآن بعدم تسييس الحج، ويتهمون الآخرين بذنوب كبرى هم ارتكبوها، أو تسببوا بها".
وأكد " إنهم مصداق تامّ لخطاب القرآن الكريم البيّن، حيث قال: {وَإِذا تَوَلّىٰ سَعىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ} {وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ} وفي هذه السنة أيضاً تفيد التقارير أنه فضلاً عن صدّ الحجاج الإيرانيين وحجاج بعض الشعوب الأخرى، وضعوا حجاجَ باقي البلدان تحت سيطرة غير معهودة بمساعدة الأجهزة التجسسية الأميركية والصهيونية، وجعلوا بيت الله الآمن غير آمن على الجميع.
وشدد " على العالم الإسلامي، سواء الحكومات أو الشعوب المسلمة، أن يعرف حكام السعودية، وأن يدركوا حقيقتهم دركا صحيحا في هتك الحرمات وفقد الايمان والتبعية والمادية. عليهم أن لا يتركوا تلابيب الحكام السعوديين على ما تسبّبوا به من جرائم في كل العالم الإسلامي ، وعليهم أن يفكروا تفكيراً جاداً بحلّ لإدارة الحرمين الشريفين وقضية الحج بسبب سلوكهم الظالم مع ضيوف الرحمن ، وإن التقصير في هذا الواجب سيعرض الأمة الإسلامية مستقبلاً لمشاكل أكبر".
وخاطب السيد الخامنئي المسلمين بالقول " مراسم الحج لعامنا هذا تفتقد للحجاج الإيرانيين المشتاقين المخلصين، لكن الايرانيين حاضرون بقلوبهم إلى جانب الحجاج من كل أرجاء العالم، وهم قلقون على حالهم، ويدعون أن لا تستطيع الشجرة الملعونة للطواغيت أن تنالهم بسوء. إذكروا إخوتكم وأخواتكم الإيرانيين في أدعيتكم وعباداتكم ومناجاتكم، وادعوا لرفع المعضلات عن المجتمعات الإسلامية وقطع أيدي المستكبرين والصهاينة وعملائهم عن الأمة الإسلامية".
وحيا السيد الخامنئي في ختام ندائه للحجاج ذكرى شهداء منى والمسجد الحرام في العام الماضي، وشهداء مكة المكرمة عام 1987، وسأل الله عزّ وجلّ لهم المغفرة والرحمة وعلوّ الدرجات، وأبعث السلام لسيدنا بقية الله الأعظم روحي له الفداء، سائلاً دعاءه المستجاب لرفعة الأمة الإسلامية ونجاة المسلمين من الفتنة وشرور الأعداء.انتهى
